كيف يمكنني أن أواجه الناس؟

منذ 2020-08-17
السؤال:

أنا شاب من تونس، أبلغ من العمر ثلاثين سنة، أعاني خجلاً وخوفًا شديدين من الآخرين، ودائمًا أفكر في أشياء سلبية؛ ولقد أثرت هذه الأشياء على حياتي الدراسية والمهنية؛ فأصابتني عدة أمراض بسبب الخجل والخوف من مواجهة الناس.


وخوفي ليس من الضرب أو الحرب أو أشياء من هذا القبيل، لكن خوفي من المواقف؛ حيث إنني أضطرب في كلامي ومشيتي، وتصيبني نوبة من الفزع يصل إلى حد الضيق الشديد، وأرى نفسي أنني سأصاب بالجنون، على الرغم من أنني إنسان مثقف.


لقد تأثرت بتلك الحالة جميع نواحي حياتي، حتى حياتي العاطفية؛ فالعديد من الفتيات كن يردن الارتباط بي، لكني خجول جدًّا، فوصلت إلى مشاكل كبيرة مع إحداهن بسبب خجلي؛ لقد كانت تحبني حبًّا شديدًا، لكني لا أستطيع مواجهتها!!


لا أريد مواصلة حياتي على هذا المنوال؛ بل وأريد التحرر من هذه القيود التي تلازمني، الرجاء مساعدتي يا دكتور، لعل الله يجعلك سببًا في شفائي.


إنني لا أصلي في المسجد بسبب هذا الاضطراب، إن أرجلي تتجمد أمام أعين الناس، ولا أستطيع الحركة!! وبالتالي يحدث لي مُشكِل آخر.


جزاك الله خيرًا، والسلام عيكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

الإجابة:

الأخ الكريم:

السلام عليكم ورحمة الله،،

هذه الأعراض التي شرحتها تدل على وجود اضطراب (الرهاب الاجتماعي)، وهو مرض نفسي منتشر وشائع بين الناس، وعلاجه متوفر بمشيئة الله تعالى.


هناك أسلوبان أساسيان في علاج الرُّهاب؛ هما: العلاج الدوائي والعلاج النفسي.


وبالنسبة للعلاج الدوائي؛ فهناك أدوية ثبت أنها تخفف من هذه الأعراض إلى درجة كبيرة جدًّا، هذه الأدوية ليس لها أعراض جانبية طويلة الأمد، وهي آمنة، ولا تسبب أي إدمان، ويلزمك أن تزور أي طبيب نفسي للتحقق من التشخيص، واستثناء وجود أي مرض طبي، وأي موانع لاستخدام الدواء.


والأسلوب الآخر هو العلاج النفسي، القائم على تعريض نفسك للمواقف المحرجة، ولكن في أماكن تشعر فيها بالأمان!!


فمثلاً: قم بالصلاة كإمام في مجموعة من أصدقائك وأقاربك، بعد أن تشرح لهم أنك تخضع لتمرين لزيادة قدرتك على الإمامة، أو أن تلقي كلمة أمامهم لزيادة قدرتك على الخطابة.. وهكذا، مع الاستعانة بالاسترخاء وتمارين التنفس؛ أي: أخذ نفس عميق وبصورة بطيئة، ثم تحبسه في الصدر لمدة أربعة ثوانٍ، وتخرجه كله، وتتخيل كل التوتر يخرج معه - سوف تقلل من قلقك، وتتغلب شيئًا فشيئًا على هذه الأعراض، الفكرة هنا هي التعرض البطيء المتدرج لمثيرات القلق؛ حتى تتغلب عليها.


ختامًا أخي الكريم:

من الأمور المهمة في علاج الرُّهاب؛ هي قضية: كيف تنظر إلى نفسك؟ ماذا تعتقد عنها؟ ما هي المشاعر التي تحملها عن نفسك أنت؟! هل تحبها؟ هل تشعر بالرضا عنها؟ بالثقة بها؟ بالطمأنينة معها؟


هذه أسئلة جوهرية؛ فكثيرًا ما يكون منبع الرُّهاب شعورٌ بضعف الثقة بالنفس وضعف إيماننا بأنفسنا.


هناك العديد من المقالات التي تحدثت عن زيادة الثقة بالنفس على شبكة (الإنترنت)؛ فأرجو أن تقرأ بعضها، وتنفذ ما فيها من وصايا.

  • 1
  • 0
  • 1,761

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً