التردد واحتقار الذات

منذ 2020-08-18
السؤال:

أنا لم أستطع أن آخذ أيَّ قرار في حياتي، لا أعرف أن آخذ قرارًا بمفردي، لا أعرف لماذا؟

أشعر باحتقار الذات دائمًا، عندما أتضايق من أي شخص - حتَّى لو كان مُقَرَّبًا منِّي - أقول أشياء لا أريد أن أقولها، وأشعر بعد ذلك بالندم، أفعل ما لا أريده، ولا أشعر بما أقوله.


أرجو الإفادة في أسرع وقت.

الإجابة:

يا أخي الصغير، رَغْم أنكَ حقًّا بمقام أخي الصغير، إلاَّ أنني أجد نفسي مدفوعةً إلى الكتابة إليك بعاطفة أم، أكثر من كونها عاطفة أخت كبيرة.


شيءٌ ما في استشارتك جعلني أتمسك بالردِّ عليك، رغم أنني كدتُ إلى آخر لحظة أن أحيل استشارتك إلى مستشار آخر، لستُ أدري لِم َ؟ لكن من المحتمل أنكَ ذكَّرتني بأبناء أَخَوَاتي، فأنا خالة لعدة فتية قريبين من سِنِّك، ووالله، أعدُّك واحدًا منهم، وكوني خالةً لهم يدفعني ذلك للشعور بأنني بمقام الأم لكل واحد فيهم ولهذا أجد نفسي أخاطبك كأم، وفي الوقت ذاته أتساءل: كيف علاقتك بأمك؟ وكيف هي علاقتك بأبيك؟


أحيانا تولِّد القسوة الوالديَّة في الصغر، وعبارات اللوم والتأنيب والتوبيخ والرفض - مِثْلَ هذه المشاعر السلبيَّة، التي تعتمل في داخلك تجاه ذاتك، كذلك تؤدي قسوة المعلم على تلاميذه وتحقيره لهم - وخصوصًا في المرحلة الابتدائية - إلى خلخلة مفهوم الذات لديهم، أما التربية العسكرية الصارمة، فهي تقتل في داخل الأبناء القدرة على اتخاذ القرارات بنجاح، وتسلبهم حقَّ الإرادة، وحق إبداء الرأي، وحقَّ تقرير المصير.


لم تذكر لي أيَّ سبب من الماضي، أو حتى من الحاضر تعتقد أنه السبب وراء طريقة تفكيرك على هذا النحو، وهذا الأمر يحبطني كثيرًا؛ لذا إنْ أردت أن أساعدك أكثر - وأنا سأبذل قُصارى جهدي لمساعدتك وإسعادك بإذن الله - فاكتب لي كلَّ ما يخطر ببالك من مواقف مُؤْلِمة حصلت معك، خصوصًا في طفولتك، وثِقْ تمام الثقة أن كلَّ ما ستبوح به لن ينشر إذا رغبت أنت في عدم نشره.


أخي الصغير،

 تتضمن استشارتك الأسئلة التالية:

1- كيف تتخلص من "التردد"، وتتمكن من اكتساب مهارة "اتخاذ القرار" Decision Making؟

2- كيف تخرج من ظُلمة "احتقار الذات" Autodepreciation إلى أنوار "تقدير الذات" Autovalorisation؟

3- كيف تضبط أعصابك ولسانك عند الغضب؟ 


أولاً: بين التردد واتخاذ القرار السليم:

بدايةً أحب أن أبشِّرك بأن أهم ثلاثة قرارات في حياتك لم يَحِنْ أوانُها بعْدُ، وإن شارف أحدُها على الاقتراب من منطقة تفكيرك:

1- اتخاذ قرار بشأن التخصص العلمي الأكاديمي في الكلية أو الجامعة. 

2- اتخاذ قرار بشأن مكان العمل والمسمَّى الوظيفي. 

3- اتخاذ قرار بشأن شريكة الحياة (الزواج). 


هذه القرارات برأيي هي المنعطفات الخطرة في طريق أيِّ إنسان، وعليها تقوم العديد من النتائج، وتُبنَى فوقها العديد من القرارات، وبسببها قد تَحْكُم على حياتك بالسعادة أو التعاسة؛ ولكي تكتسب مهارة اتخاذ القرار لا بد أولاً من محاربة أسباب الترَدُّد العدو اللَّدُود لهذه المهارة، والتي يمكن إجمالها في النقاط التالية:

1- ضعف الثقة بالنفس. 

2- الحالة النفسية الراهنة. 

3- الخوف من الفشل. 

4- الخوف من النقد. 

5- نقص المعلومات عن الموضوع. 

6- تأثيرُ الخبرات السابقة لموضوعات مشابهة. 

7- تأثيرُ خِبرات الآخرين لموضوعات مشابهة. 

8- ضغط الوقت. 

وغيرها من الأسباب التي يؤدي العمل بعكسها إلى التَّخَلُّص من هذه العادة السيئة.


خطوات اتخاذ القرار:

وهي على الترتيب: تحديد المشكلة، جمع المعلومات، إيجاد البدائل، المقارنة والتقييم، اختيار البديل الأفضل، تنفيذ الحل، تحمل النتائج.


التطبيق:

سأفترض أنَّك حائر في اختيار التخصص الأكاديمي بين الطِبِّ والهندسة، كيف ستتخذ قرارًا باتِّباع الطريقة السابقة؟


أولاً: تحديد المشكلة: 

اسأل نفسك: ما التخصص الذي يحقق لي طموحي العلمي والعملي من بين التخصصين التاليين: الطب أو الهندسة؟


ثانيًا: جمع المعلومات:

1- مدة الدراسة: (5 سنوات) لكلية الهندسة، (4 - 6 سنوات) لكلية الطب حسب التخصص.

2- نظام الدراسة: (نظام الفصلين الدراسيين) لكلية الهندسة، (نظام السنة الكاملة) لكلية الطب.

3- النجاح في المواد المؤهلة: الكيمياء، الأحياء، الفيزياء، مادة رابعة أدبيَّة لكلية الطب.

الكيمياء، الرياضيات"2"، الفيزياء، مادة رابعة أدبية لكلية الهندسة.

4- الحد الأدنى للقبول: 95.3% لكلية الطب، و90% لكلية الهندسة. 


5- التخصصات المتاحة: 

(كلية الهندسة): تحوي العديد من التخصصات: كالهندسة المعماريَّة، الهندسة المدنيَّة، الهندسة الميكانيكية، الهندسة الكيميائية، هندسة الحاسبات، هندسة الطيران والفضاء... إلخ.

(كلية الطب): تحوي العديد من التخصصات: كطِبِّ المجتمع، الطب الشرعي، الجراحة، الأمراض الجلدية و التناسلية، أمراض القلب و الأوعية الدموية، طب الأطفال... إلخ. 


ثالثًا: إيجاد البدائل:

ما البدائل المتاحة إذا لم يتم قبولي في كلية الطب البشري؟ أقسام مشابهة هناك طب الأسنان، الصيدلة... إلخ، وهل تناسبني؟ هل تحقِّق طموحي؟ هل سأستمتع بدراسة موادِّها العلميَّة؟


ما البدائل المتاحة إذا لم يَتِمَّ قبولي في كلية الهندسة؟ أقسام مشابهة كالرياضيات، الفلك... إلخ.


رابعًا: المقارنة والتقييم:

ضع جدولاً للمزايا والعيوب للمقارنة بين التخصُّصَين، ويعتمد النجاح في ذلك على سعة التفكير، وطريقة التفكير التحليلية، والصبر واستشارة ذوي الخبرة:

الكلية

المزايا

العيوب

الطب:

1- الخيارات في التخصصات كثيرة ومتاحة.

2- توفر فرص عمل. 

3- مفيدة على الجانب الشخصي والعملي والاجتماعي.

1- طول مدة الدراسة. 

2- ضيق نسبة الحدِّ الأدنى للقبول. 

3- صعوبة النظام السنوي في الدراسة.
 

الهندسة:

1- تحقق الذات الاجتماعية. 

2- تعدد التخصصات المتاحة. 

3- مفيدة على الجانب الشخصي والعملي.

1- صعوبة النجاح في المواد المؤهلة. 

2- الطول النسبي لمدة الدراسة. 

3- عدم توفر فرص عمل.


خامسًا: اختيار البديل الأفضل:

بناءً على خريطة التقويم - وهي في الجدول السابق مجرد مثال من عندي لا أكثر - يُمكنك اختيار التخصص بعد بذل الأسباب، واستشارة الوالدين، وأعزِّ الأصدقاء ممن يتحَلَّوْن بالحكمة والكياسة وسعة التفكير، ويسْعَوْن بِحُب لتقدمك للأفضل، والأهَمُّ من كل ذلك: تصلي صلاة الاستخارة؛ فعن عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: كان رسول الله - صلَّى الله عليه وسلم - يعلمُنا الاستخارة في الأمور كما يعلمنا السورة من القرآن، يقول: ((إذا هَمَّ أحدكم بالأمر، فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم؛ فإنَّك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خيْرٌ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، أو قال: عاجل أمري وآجله، فاقْدُره لي ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شَرٌّ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، أو قال: في عاجل أمري وآجله، فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدُر لي الخير حيث كان، ثم أرضني به))؛ قال: ((ويسمِّي حاجته))؛ رواه البخاري. 


سادسًا: تنفيذ الحل:

التقدم للكلية والخضوع لاختبارات القبول، واطلب من والديك الدعاء لك بالتوفيق.


سابعًا: تحمل النتائج:

يَجب أن تعلم أنك المسؤول الأول والأخير عن نتائج أفعالك وقراراتك؛ فهذا هو أهم ما يميز الشخص العاقل المتَّزِن المؤمن بالقضاء والقدر؛ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «واعلم أنَّ الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء، لم ينفعوك بشيء إلاَّ قد كتبه لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلاَّ بشيء قد كتبه الله عليك، رُفعت الأقلام وجَفَّت الصحف»؛ هذا حديث حسن صحيح، رواه الترمذي.


أخـي،

الخطوات السابقة هي خطوات علميَّة، يمكنك الاعتماد عليها كتابيًّا على الورق، أو ذهنيًّا في رأسك مع كل مشكلة تَمُر بك، وتحتاج منك إلى اتخاذ القرار فيها، وعندي أنا أن تختار وتسيء الاختيار أفضل من أن تَظَلَّ معتمدًا – بنجاح - على والديك أو أصدقائك؛ ليختاروا لك منهج حياتك، جرِّب مرة ولا بأس من الفشل، حاول مرَّة ومرتين وعشرًا، وثِقْ أن الله معك، إن الله لا يضيع أجر المحسنين العاملين.


ثانيًا: كيف تخرج من ظلمة "احتقار الذات" إلى أنوار "تقدير الذات"؟

أتدري كم شخصًا يكتب اسمه الحقيقي في الاستشارات التي تصلني؟ قلة قليلة، وأظُنُّ أنك من هذه القلة الواثقة من نفسها، ثم إنك تشكو من الترَدُّد؟ فكم مرَّةً ترددت قبل أن تكتب استشارتك؟ لنقل 100 مرة، لكنَّك في المرة الواحدة بعد المائة اتخذت قرارَك وكتبت، ولم تكتب فقط، بل اخترت كلمات اصطلاحية لا يعرفها إلاَّ المتخصصون: كاحتقار الذات، التردُّد، اتخاذ القرار إلى الدرجة التي حوَّلتَ فيها جوابي إلى منهج مدرسي؛ لأنني مضطرة إلى مقارعة ذكائك بذكاء.


أدهشتني فوق ما لعقلك أن يتصور، وأرهقتني إلى درجة أنَّنِي فقدت ساعات من النوم لأتَمَكَّن من الإسراع في الإجابة عليك، فكيف تنظر بعد هذا إلى نفسك بهذه الدونيَّة وأنت بداخلك رجل عظيم، رجل مثقف واعٍ وجميل؟


أرجوك، اخلع عن كاهليك هذا الحمل الحديدي الثقيل، وأصْغِ إليَّ جيدًا.


أنت الآن في رَيْعان الشباب، سَبْعَةَ عَشَرَ ربيعًا هي محصلة خبرتك في هذه الحياة، إذن ما زال أمامك الكثير والكثير لتقدمه لنفسك وأهلك وبلدك ومجتمعك.


لقد بلغتَ السنَّ الذي يجب أن تخلع فيه سترة الولد الصغير المتردد والخائف؛ فهذه السترة ضيقة ولا تناسب مقاسك الآن، لقد كبرت يا ابني العزيز، ويجب أن تهنِّئ نفسك؛ لأنك وصلت إلى هذا السن، الذي كنت تَحْلم به وأنت صغير، ألا تَذْكُر؟


كلنا مدينون بالفضل لأهلينا على ما قدَّموه لنا، إنْ خيرًا أو شرًّا، لكن يجب ألا تتحول مشاعرُ كَوْننا مدينين لهم بالفضل إلى إدانة لنا مدى الحياة، يجب أن نحافظ على احترامنا لأهلينا دون أن نَفْقد احترامنا لأنفسنا، نحن لسنا مُخَيَّرين بين احترام النفس واحترام الأهل، بل يجب أن نجمع بين الاثنين معًا دون إفراط أو تفريط.


حبنا لأهلينا واحترامنا لهم لا يعني أن نتمسك بأخطائهم، ولا أن نتحمل نتائجَ فشلهم في التربية، بل علينا أن نبرَّ بهم، وندعو لهم، ونحسن إليهم، من دون أن يفقِدَنا ذلك الشجاعة؛ للتحرر من قيود آلامهم النفسية التي خلفوها بقلوبنا، وجراحاتهم الغائرة التي دَفَعْنَا ثمنها غاليًا من أعصابنا، وشخصيَّاتنا المهزوزة، وعقدنا النفسيَّة.


من الآن فصاعدًا، لا تنظر إلى أيِّ فشلٍ مرَّ بك في حياتك وكأنه جُرم عظيم لا يُغتفر، بل إلى خِبْرة تعليميَّة تُجنِّبُك الوقوع في الخطأ في المواقف المشابهة، فالحياة مليئة بالمواقف المتشابهة، ثم إن الفشل والخطأ ليس نهاية العالم، ومعظم العباقرة والعلماء قد عانوا في طفولتهم، وفشلوا مئات المرات حتى وصلوا إلى ما وصلوا إليه، وللعالم "توماس إديسون" كلمة جميلة يقول فيها: "لن أقول: إني فشلت 1000 مرَّة، ولكنِّي اكتشفت أن هناك 1000 طريقة تؤدي إلى الفشل".


أحد أسْهَل هذه الطرق الموصلة للفشل أن تقول لنفسك: "أنا فاشل"؛ جرِّب أن تقولها، وستدرك أنَّك حقًّا فاشل إلى درجة مرعبة.


كلمة جميلة أختم بها هذه الجزئيَّة من أسئلتك لـ "روديارد كيبلينغ" - ولا تسألني عمَّن يكون هذا الرجل، فأنا بالكاد استَطَعْت كتابة اسمه -: "إذا وثقتَ بنفسكَ حين يشكُّ فيكَ الجميع، وإذا استقبلتَ النصرَ كما تستقبل الهزيمةَ، سواءً بسواء، وإذا استطعت أن ترى المِعْوَلَ يهدم كلَّ ما كَرَّسْتَ حياتَك من أجله، وتنهض لتبني مجددًا ما قد تَهدم، وإذا استطعت أن تملأ فراغَ كلِّ دقيقةٍ من حياتك بالعمل المفيد - ساعتئذٍ تصبح رجلاً، يا ولدي".


ثالثًا:كيف تضبط أعصابك ولسانك عند الغضب؟

سأتعلم معك أنا أيضًا؛ لأن إحدى أبرز عيوبي أنَّ لديَّ دائمًا ردودًا عنيفة جاهزة عند الطَّلَب، لكن وبحق هناك أناسٌ مستفزُّون فعلاً، لا تَمْلِكُ إلاَّ أن تقارعَهم بالسيوف، هل تعرف "تأبَّطَ شَرًّا"؟ أظُنُّ أن معْظَمَنا يحمل في داخله روح "تأبط شرًّا" هذا.


الطريقة النبوية لعلاج الغضب:

1- الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم؛ عن معاذ بن جبل قال: استبَّ رجلان عند النبي - صلَّى اللَّه عليه وسلم - فغضب أحدهما غضبًا شديدًا حتى خُيِّل إليَّ أن أنْفَه يتمزَّعُ من شدَّة غضبه، فقال النبي - صلى اللَّه عليه وسلم -: «إنِّي لأعلم كلمةً لو قالها لذهب عنه ما يجد من الغضب» ؛ فقال: ما هي يا رسول اللَّه؟ قال: «يقول: اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم»؛ قال: فجعل معاذ يأمره فأَبَى ومَحكَ، وجعل يزداد غضبًا؛ رواه أبو داود. 


2- تغيير وضْعِ الجلوس: عن أبي ذرٍّ قال: إن رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - قال لنا: «إذا غَضِبَ أحدكم وهو قائمٌ فليجلس، فإِن ذهب عنه الغضب وإلاَّ فليضطجع» ؛ رواه أبو داود. 


3- الوضوء: قال رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم -: «إنَّ الغضب من الشيطان، وإنَّ الشيطان خُلِقَ من النار، وإنما تطفأ النار بالماء، فإِذا غضب أحدكم فليتوضَّأ»؛ رواه أبو داود.


4- تذكر فضل وجزاء الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس؛ قال تعالى:{وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [آل عمران: 133 - 143].


5- تَذَكَّر أن العَفْو والصفح هو أمر إلهي، مثله مثل أي أمر إلهي يجب علينا اتِّباعُه؛ كما أن إحدى وصايا الرسول - صلى الله عليه وسلم - هي تَجنُّب الغضب؛ عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رجلاً قال للنبي - صلى الله عليه وسلم - أوصني، قال:  «لا تغضب» ؛ فرَدَّد مرارًا، قال: «لا تغضب» ؛ رواه البخاري، ولنا في الفاروق قدوة حسنة، قال رجل لعمر بن الخطاب: إنك لا تقضي بالعدل، ولا تعطي الجزل، فَتَغَيَّرَ عمر، وظهر ذلك على وجهه، فقال له أحد الحاضرين: يا أمير المؤمنين، ألم تسمع قول الله - سبحانه وتعالى -: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} [الأعراف: 199]، فقال عمر: "صدقت، وكأنما كانت نار فأطفئت". 


6- القاعدة الذهبية للتعبير عن الغضب: أن تعبر عن غضبك بأسلوب حضاري مُهَذَّب، وعتاب جميل مؤدب، كأن تقول: هذه الكلمة جارحة، ولم أتوقع أن تصدر عن شخص مثلك. 


أخـي،

أنت مدين لي بدعوة بظهر الغيب، أرجو الدعاء في أسرع وقت، هذا كل ما بِوُسعي أن أقوله لك في الختام، فلقد أرهقتني كثيرًا.

 

  • 6
  • 0
  • 4,332

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً