زوجتي لا تطيعني وتشغل نفسها بالجوال كثيرا.. كيف أتصرف معها؟

منذ 2020-10-15
السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني مع زوجتي، المشكلة في برنامج الواتس اب، وهي أن زوجتي تحب أن تضع صورا على غلافها الشخصي، أو تضع حالات لربما البعض عندها يفتقد ما عندها مع حاجته الملحه له (كالزواج، والطفل، والحب الحلال.. إلخ).

وقد ناقشتها كثيرا في هذا حتى وصل الأمر فيما بيننا إلى الطلاق.

بالإضافة إلى أن عندها أصدقاء وأقارب تافهون جدا، لا يرسلون إليها إلا الضحكات والنكت، والأمور التي تقسي القلب، وزوجتي تحب هذه الأمور وتتفاعل معها.

وهي حامل الآن في أخر شهرها ببنت، وأنا قلق جدا إذا استمرت هذه المهزلة، ووصلت التفاهة إلى ابنتي لما تراه من أمها وبيت جدها وخالاتها من التفاهة، وقلة الجدية، التي تلعب بدورها في تعزيز الدين في القلب، والجد في العمل والطاعة وطلب العلم.

ما هي نصيحتكم في مثل هذا المأزق؟ وما هو التصرف الأمثل لمثل هذه الظاهرة الخطيرة؟ وهل تنصحوني أن أمشي في طريقة الدعوة التعزيرية؟ وكيف تكون؟

جزاكم الله خيرا.

الإجابة:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك ابننا الفاضل في موقعك، ونشكر لك هذا الاهتمام بالخير وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يقرّ عينُك بصلاح الزوجة والعيال.

لا شك أن المشكلة التي ذُكرت تواجه الكثيرين، ونحن ندعوك إلى أن تُقلل من الشر، وذلك بأن تُزاحم البرامج التي تصل إلى زوجتك بنصائح وببرامج جميلة هادفة، ولا يخفى عليك حاجة الناس إلى شيء من الضحك، ولكن ينبغي أن يكون بمقدار بما يُعطى الطعام من الملح، فالأصلح في الحياة هو الجِدّ، وهو تذكّر المهمّة التي خُلقنا لأجلها، ألا وهي: {وما خلقتُ الجنَّ والإنس إلَّا ليعبدونِ}.

وأرجو أن تعلم أن هذا الأمر في النساء قليلاً، فالنساء بحاجة إلى مزيد من الترفيه ومزيد من الضحك، ولكن هذا الضحك ينبغي أن يكون محكومًا بقواعد الشرع، لذلك أرجو أن تترفق في هذا الأمر، وأن تتدرّج في الإصلاح، وأن تُزاحم ما عندها من أشياء ضاحكة تافهة قليلة الفائدة بأمور عظيمة الفائدة، وأن تُحيي أي تطور إيجابي وأي جانب فيه إشراق وفيه خير، حتى ولو كان من جانب تعلم المهارات الحياتية المفيدة والأساسية والضرورية بالنسبة للإنسان، فهذا أيضًا جانب الدِّينُ أيضًا يهتمّ به، أن يُطوّر الإنسان نفسه، وأن تطور نفسها في خدمتها لزوجها.

وأرجو أن أنبِّه إلى أن هذا الوقت الذي عندها جنين في بطنها وفي الشهور الأخيرة، ننصحك بتجنُّب التوتر معها؛ لأن ذلك ينعكس على البُنيَّة وقد تتضرر جدًّا، هذه الشهور الأخيرة من الحمل هي أهم الشهور في حياة الطفل في بطن أُمّه، وهي الشهور التي تكتمل فيها قوة المناعة وكذلك القوة العاقلة في الإنسان، فأيُّ توتر يُلحق ضررًا كبيرًا جدًّا بالأُمِّ وبالطفل.

وإذا كان هذا هو واقع الأسرة فالأمر يحتاج منك إلى معالجة شاملة، ويحتاج منك إلى شيء من الصبر، ويحتاج منك أيضًا إلى مزيد من الحكمة والقُرب من هذه الزوجة، وملء فراغها بالأشياء الهادفة المفيدة، مع السماح لها بشيء من الضحك والترفيه، لأن هذا – كما قلنا – قد تحتاجه النفوس، ولكن الخلاف يكون في مقدار وفي نوع الأشياء التي نجلب بها لأنفسنا الترفيه والضحك.

نسأل الله أن يُعينك على الخير، واستمر في تعزيز الإيجابيات وفي الغفلة أو السكوت عن السلبيات، والحرص على استبدالها ومزاحمتها بأشياء مفيدة ونافعة، ونسعد بتواصلك المستمر معنا في الموقع، ونسأل الله لكم التوفيق والسداد.

  • 3
  • 0
  • 3,014

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً