حائرفي أمر الزواج فهل أقبل بالمرأة السمينة أم لا؟
عقيل بن محمد بن زيد المقطري
- التصنيفات: فقه الزواج والطلاق - استشارات نفسية -
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
باختصار أنا شاب مطلق، قررت أن أتزوج بعد خمس سنوات من طلاقي، المهم أخبرت الأهل أن يبحثوا لي عن بنت الحلال فوجودوا لي فتاة محترمة وخلوقة (بنت ناس محترمون)، ولكن اتضح لي مع الكلام بها أنها نوعا ما سمينة، حائر في أمري هل أقبل أم أرفض؟
علما بأني عملت فحص ما قبل الزواج والأمور كلها طيبة، فأرجوا توجيه النصح لي بهذا الخصوص.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أخي الكريم- وردا على استشارتك أقول:
ينبغي أن تسأل أهلك عن موضوع سمن هذه الفتاة؛ لأنه ليس كل سمن منفرا، بمعنى إنه لم يكن فيه إفراط وكان السمن متوسطا فهذا أمر طيب، مع المحافظة على الوزن بل المحاولة من التخفيف.
والأفضل من هذا كله أن تنظر إليها النظرة الشرعية، فتنظر في بدنها ومدى البدانة التي عندها، وكذلك تنظر إلى ما يدعوك إلى نكاحها وخاصة وجهها وبشرتها وما شابه.
يجب قبل النظر في مسألة البدانة أن تتيقن من توفر الصفات التي يجب أن تتوفر في شريكة الحياة وأهم ذلك ما أرشدنا إليه نبينا عليه الصلاة والسلام بقوله: «تُنكَحُ المرأةُ لأربعٍ: لجمالِها ولحسَبِها ولمالِها ولدِينِها فعليكَ بذاتِ الدِّينِ ترِبَت يداكَ»، ومعنى تربت يداك التصقت بالتراب فلا خير في زوجة لا دين لها ولا بركة فيمن كانت سبب فقر زوجها.
توفر الصفات التي تعزز المحبة، وتوفر أجواء الطمأنينة بين الزوجين مهمة للغاية، ولذلك عليك بالتأني ولا تتعجل، ولا تجعل أحدا يؤثر عليك في هذا الجانب، بل عليك أن تختار لنفسك بنفسك فأنت من سيتزوج والله -عز وجل- لم يضيق علينا في هذا الجانب من فضله سبحانه بل قال فانكحوا ما طاب لكم.
مسألة البدانة يكفي أن يكون عند الفتاة قناعة وإرادة من أجل عمل الحمية اللازمة واتخاذ الأسباب من أجل إنقاص الوزن، فإن توفر لدى الفتاة ذلك فهذا مبشر بالخير، ويمكن خلال مدة زمنية محدودة حتى قبل الزواج أن ينزل وزنها -بإذن الله تعالى-.
أوصيك بصلاة الاستخارة والدعاء بالمأثور قبل أن تكمل بقية الإجراءات، فإن من وكل أمره لله تعالى ليختار له ما يراه سبحانه اختار الله له ما خير؛ لأن اختيار الله للعبد خير من اختيار العبد لنفسه.
من علامات اختيار الله لك هذه الفتاة لتكون زوجة لك أن تسير أمورك بيسر ولا تنصدم بأي مشكلة، ومن علامات صرفك عنها أن تجد العراقيل وانسداد الأبواب.
تضرع بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجد، وتحين أوقات الإجابة وسل ربك أن يرزقك الزوجة الصالحة التي تسعدك، وأكثر من دعاء ذي النون {لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَاْنَكَ إِنِّيْ كُنْتُ مِنَ الْظَّاْلِمِيْنَ}، فما دعا به أحد في شيء إلا استجاب الله له، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إِذْ دَعَا وَهُوَ فِي بَطْنِ الحُوتِ: لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، فَإِنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ».
اجتهد في تقوية إيمانك من خلال كثرة العمل الصالح فذك من أسباب جلب الحياة الطيبة، كما قال تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.
نسعد بتواصلك ونسأل الله تعالى لك التوفيق.