قلة الوعي في الوضع الراهن (كورونا)
امرأة متزوجة تلتزم مبدأ التباعد الاجتماعي بسبب الوضع الحالي (كورونا)، لكن أهل زوجها لا يفهمون الأمر كذلك، إنما يرونها حاقدة وهاجرة لهم، وتسأل: ما الحل؟
- التصنيفات: استشارات نفسية -
السلام عليكم، أرجو منكم نصيحتي في كيفية التعامل في مثل هذا الوضع (كورونا)، وما هو التصرف الصحيح؟ فأنا مع هذه الظروف أمنع الاختلاط، فلم أزُرْ بيتَ أهل زوجي؛ خوفًا من التجمعات والاختلاط، لكنهم لم يتفهموا هذه الظروف، ويرونني هاجرة لهم وحاقدةً عليهم، خاصة أن سلفاتي يوميًّا يتجمعون معهم، ما الحل؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
أما بعد:
فمع الأسف الشديد، فإن المجتمع لا يتقبل تغيير عاداته سريعًا، ومَن يمتلك الوعي يعِشْ غريبًا مع مَن لا يمتلك وعيًا، اصبري على سوء ظنهم بكِ، وسلي اللهَ أن يهديَهم، ويؤلف بين قلوبكم، لكن عليكم الانتباه لبعض الأمور:
♦ لا تهجريهم في حين أنكِ تزورين أهلكِ باستمرار، فليكن المبدأ واحدًا.
♦ لا تهجريهم مع ذهابكِ لقضاء حاجتكِ من السوق وقتما شئتِ، فليقُمْ بذلك زوجكِ أو يكون خروجكِ للضرورة.
♦ اجعلي من زوجكِ واسطةَ خيرٍ بينكِ وبينهم بأن يوضح لهم الأمر، وأن لديكِ صغارًا تخافين عليهم، وأنكِ تنتهجين نفس النهج حتى مع أهلكِ، فالأمر لا علاقة له بالكِبْرِ ولا بالهجر، بل هو الوعي الواجب على الجميع تقديره.
♦ تودَّدي إليهم حِسْبَةً لله وصلةً للأرحام ببعض ما يُسعِدهم، ولو على فترات متباعدة، كأن ترسلين لهم ولأهلكِ شيئًا من الحلوى، والطعام، واللوازم التي تعلمين حبَّهم لها، ولو من باب الهدية؛ فالهدية تجلب المحبة وتُشعِرُ بالاهتمام.
♦ تواصلي معهم - خاصة والدي الزوج - بالهاتف، وسَلِي عن أخبارهم، تبادلي معهم الرسائل الدينية والتوعوية.
♦ بعد ذلك لا تحمِّلي نفسكِ فوق طاقتها، وبإذن الله تنتهي الأزمة، ويجدونكِ بينهم، وينتفي سوء الظن هذا.
♦ واستعيني بالدعاء أن يؤلف الله بين قلوبكم، وينزع منها الوَغْرَ والحسد وسوء الفهم.
♦ سدِّدي وقاربي في حدود المتاح بلا هجرٍ كامل أو اختلاط مضرٍّ، وربُّكِ سبحانه يتولى الأمر عنكِ.
وفَّقكِ الله للخير، ولولا حرصهم عليكِ وحبهم لأحفادهم ما عتبوا ولا اتهموا، فاغفري لهم وربكِ المستعان سبحانه.