أشعر بالنقص الكبير في حياتي
فتاة في سن المراهقة، تشعر بالحزن ونقص أشياء كثيرة؛ فهي تريد تطوير مواهبها، وتريد الجمال، وأن تلبس أحسن الملابس، وأن تكون على مستوى عالٍ من التعليم، وأن تكون اجتماعية، وتسأل: ما الحل؟
أنا فتاة أبلغ من العمر الثامنة عشرة، كنت بريئة في صغري، ولكني كلما كبرتُ رأيت وعرفت أشياءَ غريبة، لم أعُدْ أعرِف كيف يفكِّر الناس، ولا كيف أتعامل معهم، اضطربت نفسيًّا ودينيًّا، فأنا أريد أن أعرف المزيد عن الدين والحياة، أخاف أن أفشَل في دراستي؛ إذ إنني في المرحلة الثانوية ولا أعرف التخصصات، فأسأل من حولي، ثم أفكر لماذا من حولي يعرفون وأنا لا أعرف، أيضًا أنا أحب القرآن، ولا أقرأ كثيرًا، وأكْسَلُ عن صلاتي، وأهلي يُشعرونني بالحزن؛ فأبي يهتم لكلام الناس، وأمي تنظر دائمًا لِما عند غيرها، لكنهما طيبان، ولا يُقصِّران في شيء من تربيتنا، دائمًا أقول لنفسي أنني عندما أكبر سوف أعمل وسأعيش بثقة كبيرة ولن أخاف كلام الناس، وسأكون مسلمة متمسكة بخلقي وحجابي، أبي يشتري لي الملابس أظل ألبسها حتى تبلى، وأنا كأي فتاة أتمنى أن ألبس أحسن الملابس، أنا لست أيضًا على قدر عالٍ من الجمال، فعيني صغيرة وضيقة، وبشرتي مليئة بالحبوب، وقصيرة، وفي مجتمعي يُحقِّرون من شكلي، كما أن تصرفاتي غير ناضجة وأحب الأشياء الطفولية، رغم أنني في الأزمات أصبح ناضجة، رغم أن من يراني يظنني اجتماعية، فإني عندما أجلس مع الآخرين أُصيب من يجلس معي بالتوتر، وعندما أتكلم أتلعثم في كلامي؛ كل هذا يُشعِرني بالحزن والنقص، ويجعل الناس كلهم يتحاشونني، أريد أشياء كثيرة، أريد أن أُطوِّر قدراتي وموهبتي، وأن أكون بنتًا جميلة، وأن أكون ذات خُلُق ودين، وأن أُعبر عن رأيي، لكني كسولة وأحب العزلة، لا أدري ما الحل، أرجو توجيهكم، وجزاكم الله خيرًا.
بُنيتي الغالية:
علاجكِ في أمرين:
الأول: الابتعاد عن الكسل والوهم.
الثاني: تعزيز الثقة بالله تعالى، ثم بالنفس.
فالكسل لا يأتي بخيرٍ، وقد يؤخِّر من تطوير نفسكِ، وأنتِ لا زلتِ في مقتبل العمر، وتستطيعين فعل أشياء جميلة في حياتكِ، ولكن ابتعدي عن الكسل والوهم.
طوِّري من نفسكِ، واجتهدي، وأكثري من القراءة، وبالذات قراءة القرآن الكريم.
وبخصوص الثقة والإرادة، فليس عليكِ الالتفات لكلام الناس؛ فهو كلام ناسٍ، وليس كلامكِ، ثقتكِ وإرادتكِ يجب ألَّا تتزحزح قِيدَ أُنملة، والثقة بالنفس تأتي بالتوكل على الله، والعلم والتعلم والتفاؤل.
الشكل والجمال أمر نسبي، متى ما قُورن بجمال الروح، ويمكن تجاوز ذلك بالنظر للإيجابيات والمحاسن التي قد لا ترينها في نفسكِ.
ثقي أنكِ تستطيعين أن تكوني ما تريدين، وأن يكون لكِ بصمة في هذه الحياة.
عليكِ بالصبر والمجاهدة في تطوير النفس، ونفض غبار الكسل.
وعليكِ قبل هذا كله بالاهتمام بصلاتكِ وعباداتكِ، واحرصي على أذكار الصباح والمساء، وكثِّفي كل ما يقربكِ من الله؛ فوالله وبالله وتالله، إن هذا لهو الطريق الصحيح لتَرْكِ الكسل والوهم، وتعزيز العزيمة والثقة، فكوني قريبة من الله، وستجدين منه ما يسرُّكِ ويُسعدكِ.
وفَّقكِ الله لكل خير، ويسَّر أموركِ، وبارك في حياتكِ.
- التصنيف: