زوج ابنتي صعب الطباع
امرأة تشكو زوج ابنتها؛ فهو غضوب، وأناني، وغير ناضج، ومتأزِّمٌ ماديًّا، وابنتها في المقابل تحاول استرضاءه بكل الطرق، ولكن بلا جدوى، وترى الأم أنه إنما يعاملها هكذا، حتى يقول بأن ابنتها لا تتحمله، وتسأل: ما النصيحة؟
- التصنيفات: قضايا الزواج والعلاقات الأسرية -
تزوجت ابنتي منذ سنتين وهي تبلغ الثالثة والثلاثين من عمرها، وزوجها بلغ الخمسين، وقد تزوجت بطريقة عادية، فلم تُحمِّل زوجها أيَّ أعباء مالية؛ نظرًا لظروفه المادية الصعبة، وقد عرضت له أزمة مادية الآن، وابنتي تسايره وتتحمله دائمًا؛ لأنه دائمًا يعطيها شعورًا بأنه لا بد لها أن تتحمله، فهو دائمًا غضبان ثائر، ومن الصعب إرضاؤه، ويشك في نواياها، فهو ينظر إليها دائمًا على أنها أنانية، ولا تراعيه، على الرغم من أنها لا تكلفه شيئًا فوق طاقته، فهي تعمل ومكتفية ماديًّا، ولدي يقين بأنه يستغل ظروفه المادية - التي يبدو أنها ستستمر - كي يلقيَ عليها التُّهم بأنها لا تتحمله، وهو يحمل صفات سيئة جدًّا، فهو أناني لأبعد حدٍّ، وغير منطقي، دائمًا يظن أنه على الحق، كما أنه غير ناضج فكريًّا، فهو يسعى لإثارة غيظها وتهميشها، ويفهم الأمور على عكس ما هي عليه، ويتهمها بأنه تقدم له القليل بالنسبة لغيرها من النساء، وقد حاولتْ أن تفهم ما يريده وما يرضيه، لكنه يفضِّل الصمت ويطوي صدره على كثير من الغضب، مع العلم أن ابنتي متعلمة ومُثقَّفة وشخصيتها قوية، لكنها لا تفرض عليه أيَّ أمر، بل إنها لا تستطيع أصلًا؛ إذ إنه يحاول دائمًا أن يثبت رجولته وهي مُتقبِّلَةٌ ذلك، فهي تعي تمامًا أن لديه مشكلةً نفسية، واقترحت عليه أن يستشير مختصين، لكنه رفض، أرشدوني لكيفية التعامل معه، وجزاكم الله خيرًا.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:
أختي الكريمة، جمال الحياة الزوجية في خصوصيتها والتناغم بين أطرافها، وكلما كانت الحياة مكشوفة للآخرين، فقدت رَوْنَقَها، زوج وزوجته، في سنواتهم الأولى، لا زالا يرسمان خط المستقبل، ولا زال البناء في أوَّلِه.
أختي الكريمة، أفهميها أنَّ هذه هي حياتها، وهي في عمر يؤهلها لتحمُّل مسؤولية حياتها بالكامل، يكفي ما تحملتِهِ أنتِ في تربيتها منذ صِغَرِها، أفتُلاحِقُكِ بهمومها وهي في هذا العمر؟
أختي الكريمة، حتى تستقيم أمورها في حياتها الزوجية، عليها أن تتعلم أولًا كيف تُواجه العقبات بنفسها، لا بُدَّ أن تَبُثَّ هذه الشكوى زوجَها، لا والدتها، ولتتحدث معه بِلِينٍ ووضوحٍ بشأن ما يزعجها، لا أن تحبِسَ ما في صدرها عنه، ما المانع أن تتحيَّنَ الفُرصَ والأوقات التي يكون مِزاجُهُ فيها هادئًا لتتناقَشَ معه حول ما يعتلِج في صدرِها؟
ما دامت لا تُجيد الطريقة في التعبير عمَّا يُضايقُها بالشكل المطلوب، فالملامةُ عليها هي؛ فالحوار الهادئ أمر في غاية الأهمية، لدوام الاستقرار النفسي والعاطفي بين الزوجين.
الانهزام واليأس لا يصنَعُ شيئًا غير الهموم والأحزان، عليها أن تُثقِّف نفسها في طُرُقِ احتواء الزوج، والأخذ بأسباب تحقيق السعادة والتناغم الأسري، لا أن تتجه إلى التَّمَلْمُلِ والتَّشَكِّي؛ فذاك لن يُجدِيَ نفعًا.
وأوصيكِ أختي الكريمة بألَّا ُتعوِّديها الحديثَ عن مشكلاتها الزوجية أمامكِ، وإلا اعتادت أن تفِرَّ من مواجهة مشكلاتها، وأن تُلقِيَ بالحِمل على غيرها.
وكذلك ليس من إكرام العشير الحديثُ عن عيوبه هكذا أمام الآخرين، حتى مع والديها.
سائلًا الله لكم التوفيق والسعادة، والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.