هل أخذل خطيبتي وأتركها بسبب فقري؟
شاب فقير خَطَب فتاةً، ويخاف بعد الزواج أن يَظْلِمَها، ويُفكِّر في تركها.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شابٌّ في نهاية العشرين مِن عمري، أنفقتُ أكثر عمري في العلم، وأغفلتُ جانبَ العمل كثيرًا، ثم وجدتُ نفسي احتاجتْ للزواج؛ فشرعتُ في البحث عن عملٍ يُناسب إمكاناتي العقلية والجسَدية والعلميَّة والفكرية فلم أجدْ؛ فازداد بذلك الضغط عليَّ، واجتمعتْ قلة ذات اليد مع شدة الشهوة الجنسية والنفسية، حتى أثَّر ذلك على صحتي الجسديَّة والنفسيَّة.
ثم تعرفتُ إلى عائلةٍ متدينة يغلب على أفرادها العلمُ والصلاح، وتعلَّقْتُ بابنتِهم، فخطبتُها مِن أهلها، لكن المشكلة أنني لا أعمل، وقد بَيَّنْتُ لهم الأمرَ فوافقوا، لكنني أخاف أن أضيعها بسبب الفقر وقلة ذات اليد.
أفكر في تركها، فما رأيكم بارك الله فيكم؟
الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:
فأخي الكريم، لماذا تخذلها وأنت قد أقدمتَ على استخارة الله؟ لماذا تخذلها وهي مُقدِّرة لوَضْعِك وعلى علمٍ بالحال هي وأسرتها؟ لماذا تخذلها والرازقُ الله جل جلاله؟ أحينما رزقك الرزقَ الأول فيَسَّرَ لك الخطبة مِن أسرة محافظةٍ ومتفهمة لوضعك، شككتَ في رِزْق الله وقُدرته هداك الله؟! أليس الذي يَسَّر الأولى سيُيَسِّر الثانية؟! أليس الرازق إلهًا واحدًا؟!
توكَّلْ على الله، واعلمْ أن الزواج الذي ينوي به الإنسان إعفافَ نفسه وبُعده عن الحرام - لَهو زواجٌ مبارك مُيَسَّر، فلا تقلقْ، وأحْسِنْ الظن بربك.
وفقك الله لكل خير، ورزقك مِن حيث لا تحتسب
- التصنيف: