كيف أتقبل الطلاق؟
فتاة تزوجتْ مِن قريب لها، ثم طُلقتْ بعد فترة بسبب تدخُّلات أهلها، وحالتها النفسية متعبة، وتريد الرجوع لزوجها، لكن زوجها تزوج من غيرها.
- التصنيفات: فقه الزواج والطلاق - استشارات نفسية -
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة مُدَلَّلة منذ الصِّغَر، خُطِبْتُ لابن خالتي وأنا صغيرة، وتزوجتُ وأنا في الجامعة، كان زوجي يُهَدِّدنني في كل حياتي، وكان يضربني باستمرارٍ، هذا غير الإهانة المستمرة، وسخريته مِن جسدي!
تدخُّلات أمي المستمرَّة كانتْ سببًا في فَساد حياتي، لم أسمع يومًا مدحًا من أحدٍ، حتى زوجي بعدما طلَّقني وذهبتُ عند أهلي تزوَّج مِن أخرى!
أرسلتُ له رسالة أخبره فيها بأني أريد أن أرجع، لكنه خذلني وردَّ عليَّ بأنه تزوَّج، ودعا بأن يزوجني الله زوجًا صالحًا!
أهلي منذ أن ذهبتُ إليهم لم يسْعَوْا لحل المشكلة، ولم يسألوا عما حدث، ولم يهتم أحدٌ منهم!
حاولتُ التقديم للجامعة وإكمال الدراسة لأشغلَ نفسي، حاولتُ الاهتمامَ بأولادي
لكني ما زلتُ أُؤَنِّب نفسي على كل ما مضى
أُرَحِّب بك أختي الغالية، وأسأل الله لك أن تتخطي هذه المرحلة وأنت في أفضل حال، وأن يُقَدِّر لك كل الخير.
أُخيتي، أُقَدِّر أنك مجروحة مما حدث، ولا أستطيع أن أُنْكِرَ عليك ذلك؛ فهذا شعورٌ طبيعيٌّ لمن مرَّ بصدمة كصدمتك، فالطلاقُ ليس بالشيء السهل، خصوصًا على المرأة، ولكن أمَا وقد حصل وأصبح واقعًا، وأحسبك تعلَّمتِ منه الكثير، فمن المهم الآن أن تعيدي ترتيبَ أوراقك وتنظيم حياتك على الوضع الجديد، وليس على حلْم العودة، خصوصًا أنك أشرتِ في رسالتك إلى عدم نيته في ذلك، وتذكَّري قوله تعالى: {وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ} [النساء: 130]؛ لذا عليك أن تتأقْلَمي مع فكرة أنك أصبحتِ مطلقة - وهذا لا يعيبك - وتبدئي في التفكير كيف تستعيدين حياتك من جديد؟
ففي حين ينْعَم زوجُك السابق بحياته الجديدة، أنت تشغلين نفسك وترهقينها بالتساؤلات والتأنيبات، وهذا لن يزيدَك إلا ألمًا، لذا حاولي ألا تشغلي ذهنك بأمورٍ لن تعود، واشغلي نفسك بما يفيد؛ فالفراغُ يجعل الإنسان يُفَكِّر في أشياءَ كثيرةٍ لن تُفِيدَهُ، لكنها فقط تُضايقه، والمفترض أنك أصلاً مشغولة بدراستك وأولادك، وعليك رعايتهم قدْر المستطاع.
أيضًا عليك ممارَسة الرياضة قدْر المستطاع بانتظام، وابحثي عن هواياتك، ومارسيها لتفريغ الطاقة فيما يفيد، وأُذَكِّرك بأن الماضي مضى، فلا تضيعي حاضرك بالتفكير فيه، واحرصي على التخطيط الجيد للمستقبل.
وأخيرًا، أسأل الله أن يرزقك الرضا بقضائه، وأن يشرح صدرك لكل ما فيه الخير