زوجي ضعيف أمام أهله
امرأة تذكر أن زوجها يشاهد الأفلام الإباحية ويظلمها، وأنه ضعيف الشخصية أمام أهله الذين يعاملونها بكبر ويسيئون إليها، وتسأل: هل أُكمل أو أنفصل؟! ولو أكملتُ كيف أتعامل معهم؟!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أنا سيدة متزوجة منذ سنوات، ولديَّ طفلتان، حدثتْ مشكلات كثيرة بيني وبين زوجي؛ بعضها بسبب انتكاسته، وبعضها الآخر بسبب أهله.
أما المشكلات التي بسبب زوجي: فتَتَمَثَّل في مشاهدته للأفلام الإباحية، وظلمه وقهره لي كثيرًا، وعدم تقديره لي! كما أنه ليس له شخصية مع أهله، والعجيب في الأمر أنه يرى أنه لا يَظلمني!
أخبرني أنه لن يشاهد الإباحيات مرةً ثانية، وأنه يحاول أن يتقرب إلى الله، وأنا لا أصدقه، ولا أستطيع أن أنسى ظلمه وقهره لي.
حاولتُ الصبر، لكن هذا الأمر شاقٌّ جدًّا عليَّ، فكنتُ أتمنى زوجًا ملتزمًا يتَّقي الله فيّ، ولا يظلمني!
وأما المشكلات التي بسبب أهله: فسببُها أننا نسكُن في منزل واحدٍ، وأهله يتكبرون عليَّ، ويتكلمون عني بكلام سيئ مِن ورائي، ويحاولون الإيقاع بيني وبين زوجي، مع النميمة المستمرة والهمز واللمز كلما رَأَوْني.
تعبِتْ نفسيتي، ولم أعُدْ أستطيع التحمُّل أو التعامُل مع أحدٍ، ولا أعرف كيف أُكمل حياتي، فلا أستطيع التقرُّب إلى زوجي أو التودُّد إليه؛ لأنه كسَرني كثيرًا بسبب انتكاسته وضَعف شخصيته وخضوعه لأهله.
أحتاج إلى النصيحة: هل أُكمل أو أنفصل؟! ولو أكملتُ كيف أتعامل معهم؟!
الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:
فأختي الكريمة، تعاملي معهم جميعًا بما أوصى به الله جل جلاله؛ حيث قال في محكم تنزيله: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} [فصلت: 34، 35].
وكما قرأتُ فإنَّ المسألة تحتاج منك إلى صبرٍ، فصبرٌ جميل، وحتى يتأتى لك ذلك الصبر فلا بد من استعانةٍ بالله، وذلك بالدعاء أن يُعينك الله ويوفِّقك لأحسن الأخلاق والأعمال؛ فإنَّ الصبر على الأذى مِن محاسن الأخلاق، بل من أعظمها، وكما سمعت فإن العاقبة حسنة!
وقد قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «المؤمن الذي يُخالط الناس ويَصبر على أذاهم خيرٌ مِن الذي لا يُخالط الناس، ولا يصبر على أذاهم».
لا تظنِّي غاليتي أنَّ طلَب الفِراق يحلُّ مشكلتك، بل إنه قد يزيد مِن حجمِها، فلماذا لا تَبذلين القليل مِن أجل الحُصول على الكثير في الدنيا والآخرة؟!
افعلي ما أَوصيتُك به، وكوني على ثقة تامة بأن الله ناصرك ومؤيدك ومدافعٌ عنك، تبسَّطي لهم، ولا تُدققي فيما يُقال ويُفعَل، انظري وكأنك لا تنظرين، واسمعي وكأنك لا تسمعين، وقد قيل: إن تسعة أعشار حُسن الخلق في التغافل!.
وأخيرًا: أُوصيك بالدعاء الذي هو سلاح المؤمن وسهامه التي لا تُخطئ، خاصة إن وافَق ساعة إجابةٍ، وكون المؤمن محتاجًا ومضطرًّا فإنَّ ذلك من أسباب الإجابة؛ لقوله تعالى: {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ} [النمل: 62].
ثم إنه ينبغي لنا - حين تَسوء العلاقة بالآخرين - أن نتفقَّد أنفسنا وأخلاقنا، فقد يتأذَّى البعض منا ونحن لا نشعر، فلا بد لنا من وقفة تهذيبية مع أنفسنا، فلا أحد يدَّعي لنفسه الكمالَ، والمقصود أختي الكريمة أننا في هذه الدنيا نحتاج لأن نعطي أكثر مما نطالب به الآخرين؛ كي نرتاح حقيقةً، ومن جرَّب ذلك عرَف المقصود!
وفَّقك الله، وشرَح صدرك، ويسَّر أمرك، وأصلَح حالك
- التصنيف:
- المصدر: