بيني وبين خطيبتي صدامات واختلافات
شابٌّ خطب فتاةً ويُحبها، لكن المشكلة أنه يغار عليها ويهتم بها جدًّا، وهي لا تغار عليه ولا تهتم به.
- التصنيفات: فقه الزواج والطلاق -
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شابٌّ عمري 26 عامًا، خطبتُ فتاة وكلٌّ منا يُحب الآخر، لكن المشكلة أننا مختلفان، فهي لا تغار عليَّ، وقليلة الاهتمام بي، عكسي تمامًا فأنا مُهتم بها جدًّا وأغار عليها. هي فتاة عفَوية وعمَلية جدًّا، تبحث عن حُريتها واستقلاليتِها باستمرار، لكنها تتصادم برأيي فتجدني كثيرًا أكبِّلها. أغار بشدة عليها وهي لا تغار، ولا تجد سببًا لغيرتي، وعندما تحدَّثنا لم أستَطِعْ إقناعها بوجهة نظَري. أعاني مِن لامبالاتها وعفَويتها مع الجنسين، وتعاملها معهما، فهي لا تجد مشكلة في طريقة لبسها التي تُثير غيرتي كثيرًا، بل والشك أحيانًا! أرجو أن تنصحوني برأيكم في كيفية التعامل معها لأحافظ على علاقتنا.
الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:
ففي الحقيقة أنا لا أرى أنَّ المشكلة تَكْمُن فيما ذكرت مِن مسألة العفوية، وعدم اهتمام خطيبتك بك، أو أنها كانتْ بسبب غيرتك التي نجم عنها تقييدك لحرية زوجتك، فتلك خلافاتٌ عادية، ويسهل في الغالب حلها.
فيا بني، ما دمتَ رجلًا غيورًا، وتلك صفة إيمانية تُشكر عليها وهي مِن الشرع ما لم تتعدَّ الحدَّ فتضر بالآخرين وتوقع في الظلم – أقول: ما دمت رجلًا غيورًا، فلماذا وقَع اختيارك على فتاة تعمل في مكانٍ مختلط ويُضاف لذلك كونها غير ملتزمة باللباس الشرعي؟
لا أقول ذلك تنديمًا لك، إنما أهدف أنْ أُبَيِّن لك أنه مِن الصعب حقيقة أن تأتيَ لشخص يعيش في وضع محددٍ وفي هيئة محددة، ثم تقول له: افعل أو لا تفعل! خصوصًا كون الأمر يتعلق بشيء خارج المنزل مما يزيد الأمر تعقيدًا، فمهما وضعت مِن الحدود والتعليمات فإنه سيكون مِن الصعب الالتزام بها لغلبة العادة، ولعدم وُجود المُعين، يُضاف لذلك كون الأمر يَحْصُل بعيدًا عنك مما يجعلك في شكٍّ وقلق دائمين!
ولهذا أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحابي بأن يظفر بذات الدين؛ حيث قال له: «فاظفر بذات الدين تربت يداك» لذلك فإنَّ هذا الأمر لا يناسبك حقيقة إلا في حال حصل تغيير جذري، سواء في مكان العمل، أو في شخصية المرأة وقناعاتها، وذلك لا يكون سهلًا إلا أن يشاء الله.
وفي حال رفضها للاستجابة، فبطبيعة الحال لا يُمكن أن أشيرَ عليك بأن تتنازل؛ حيث إن المسألة متعلِّقة بمبادئ شرعية لا تنازُل فيها، يُضاف إلى ذلك عدم مناسبة الأمر لك لكونك رجلًا غيورًا؛ لذلك فإني أقترح عليك أن تجلسَ مع زوجتك جلسة هادئة تفهمها بأنها أمام خيارين: إمَّا التغيير أو الانفصال.
أعلم أنَّ الرأي قد يكون شديدًا على نفسك، ولكن يا بني قد يكون حلُّ بعض الأمور في التخلص الجذري حتى وإن كان مؤلمًا، وأنا أشبه ذلك بمِثْل العضو المتضرر الذي يُقرر الأطباء التخلص منه بسرعة قبل استشراء الداء، فأنت لا ترضى لنفسك حياةً مليئة بالمشاكل والقلق؛ لذا لا بد مِن إعادة التخطيط.
وثِقْ تمامًا بأنها إن كانتْ ترغب بك ولا تريد التخلص، فإنها ستستجيب لمَطالبك لها؛ سواء بلبس اللباس الشرعي، أو بترك العمل، أو تغيير مجاله المختلط، وأوصيك بالاستخارة وزيادة طلب المشورة، كما أوصيك بالدعاء.
أعانك الله على اتخاذ القرار الصائب، ووفقك لما تُحب وترضى