أحتقر ذاتي ويحتقرني الناس
فتاة تعاني من تعليق الناس الدائم عليها في ملابسها وأسلوبها، ونصائح صديقاتها الجافة الساخرة، وذلك جعلها لا تستطيع تقبُّل ذاتها؛ فهي ترى نفسها متدنية الجمال، وتسأل: كيف أحقِّق ثقتي بذاتي؟
- التصنيفات: استشارات نفسية -
التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أعاني مشكلتين؛ أولاهما: ازدراء الناس لي وعدم اهتمامهم بي؛ فلا أحد يهتم لحديثي، ودائمًا تتم مقاطعتي والانشغال مع آخرين، وأجد الناس يعلقون على ملابسي وأسلوبي، وكثير من البنات ينصحونني بأن أهتم بشكلي، على أن نصائحهن تكون في صورة ساخرة وبطريقة خشنة، وأمام الناس، ومن ينصحونني لا يحبون التواجد معي كثيرًا، بل يحبون التواجد مع أخواتي وغيرهن؛ فأشعر بالضيق من نصائحهن، وأعتبرها تنمرًا، بيد أنني أقابل نصائحهن بالابتسامة، رغم ما فيها من مقارنة بيني وبينهن، وإذا ما أخذت أنا نفس النهج في التعامل، فإنهن يدافعن عن أنفسهن من فورهنَّ، على العكس تمامًا من ردَّة فعلي التي تكون بتصديق الكلام والرد عليه، وهذا الأمر يُشعِرني بالإهانة.
المشكلة الثانية - والتي خُلقت من المشكلة الأولى - أنني عاجزة عن تقبُّل نفسي، فكثيرًا ما أنتقد ذاتي وأجلدها، وأشعر بالغيرة من بنات كثيرات، وأعتبر نفسي فاصلة في آخر السطر، بالإضافة إلى تغزُّل الشباب في البنات التي أرافقهن، في حين أن شابًّا لم يُتيَّم بي، ويسيطر عليَّ شعور بنبذ نفسي؛ فأنا سمينة أشبه النساء المتزوجات، ولا أشعر أنني في زهرة عمري (العشرينيات)، وإذا ما نظرت في المرآة، أرى نفسي بحاجة لألف عملية تجميل، وأعترف لكم بأنني أفتقد المادة التي تؤهلني لمنافسة جمال باقي البنات، ولو قلتم: إن الجمال جمال الروح، فروحي كما ترَون، رغم ذلك لا أنكر أنني على قدر كبير من الذكاء، وكسولة، لكن أحب الاجتهاد،سؤالي: كيف أكون شخصية قوية وواثقة بنفسي، وكيف أفرض نفسي؟ وجزاكم الله خيرًا.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:
اسمحي لي أن تكون الإجابة على شكل نقاط:
أولًا: ينبغي على الإنسان الاجتهادُ دائمًا في الوصول إلى ما يرغب من مهارات وقُدرات، معتمدًا على نفسه، مستعينًا بربه سبحانه وتعالى.
ثانيًا: لا بُدَّ أن يعتاد الإنسان تقبُّلَ ذاته واحتواءها، ثم السعي إلى إكمال مواطن التقصير.
ثالثًا: عند انتقاد الآخرين لكِ، تأملي الانتقاد: هل هو منطقي وواقعي؟ فإذا كان كذلك، فهو تنبيه لكِ لتحسين الوضع، أما إذا كان خلاف ذلك، فلا تلتفتي لهذا الهُراء، وأَقبِلي على ما ينفعُكِ في دِينكِ ودُنياكِ.
رابعًا: الاهتمام بالسلوك والتصرفات واللباقة في ذلك، مع الاهتمام بالمظهر، كلُّ ذلك يُعَزِّز من ثقة الإنسان بنفسه.
خامسًا: ما تفضلتِ بذكره من نقص المادة لا يُعتَبَر من العوائق التي تَحُولُ دون الاهتمام بالمظهر، فالأمر يحتاج اهتمامًا بالنظافة والأناقة على قدر المستطاع.
سادسًا: اهتمي بما يُعزِّز نقاط القوة لديكِ؛ مثل: الذكاء التي تتميزين به، واستغليه بما ينفعكِ في تطوير مهاراتكِ وقدراتكِ.
سابعًا: أحثُّكِ على تثقيف نفسكِ في مهارات التواصل مع الآخرين، فالسُّبُل في تعلمها مُتاحة ومُيَسَّرة؛ إما بحضور دورة تدريبية، أو قراءة الكتب المهتمة في هذا الشأن، أو متابعة المهتمين في طرح هذه المواضيع عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
سائلًا الله لكِ التوفيق والسداد، والله أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا مُحمد.