زوجي يتعاطى الحشيش
زوجة تشكو تعاطي زوجها الحشيش، وهي لا تستطيع مواجهته بذلك؛ فهو لا يقصر في شيء من أمور البيت، وتسأل: ما الحل؟
اكتشفت تعاطي زوجي للحشيش، ولكنه يشرب بين الفينة والأخرى بحيث إن علامات الإدمان غير ظاهرة عليه، ومع ذلك فإنه ما زال يذهب لدوامه، ويقيم الفرائض، ويعاملنا معاملة أفضلَ مما كان، ولم يتغير أو يُقصِّر في أي واجبٍ تجاهي أو تجاه بيته وأولاده، وزاد من همِّي وحزني أننا كنا نخطط لإنجاب طفلنا الثالث، لا أستطيع مواجهته بهذا الكلام، لأنه يقول دائمًا: "ما دمتُ غيرَ مقصِّرٍ في شيء، فلا صلة لك بأموري الخاصة"، كما أنني لا أريد الطلاق وتشتيت أسرتي، أرشدوني، وجزاكم الله خيرًا.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:
حِرْصُ الزوجة على سلامة زوجها وأبنائها من الشرور والآثام علامةُ نضجٍ ووعيٍ بالمسؤولية، وهذا من نِعَمِ الله عليها، وحتى يتحقق ما تصبو إليه من استقرار لهذه الحياة الزوجية والعائلية، لا بد من التعامل وفق ما يُسهِم في لمِّ الشمل ورَأْبِ الصَّدْعِ، ويضمن - بعد توفيق الله - عدم تشعُّب المشكلة، وانتقالها من الوضع المسيطَر عليه، إلى وضع لا يُمكن معه فتح أي طريقة للإصلاح.
لا بُدَّ ابتداءً من الإلحاح على الله سبحانه وتعالى بالدعاء أن يردَّه إلى صوابه، وأن يُحَبِّب إليه الطاعة، ويُكرِّه إليه المعصية، وأن يعصمكما وأبناءكما من الزَّلَل.
ثم عدم التعامل معه بطريقة تجعله ينفر منكِ ويزداد شططًا، خصوصًا وأن الأمر لم تتضح معالمه وقد يكون ظنًّا.
ولا بُد من الأخذ بالحسبان أن الشخص الذي تنزلق قدماه في وحل الإدمان يحتاج احتواء ومساعدة وتخفيفًا للضغوطات من حوله.
وما دام الأمر في بدايته، ولم يظهر عليه أي آثار، فأخشى أن يتحول الأمر إلى مشاجرات وخصومات، تغتال الأمان والاستقرار العائلي.
كوني قريبة منه ولبِّي احتياجاته، وإذا ما ظَهَر عليه علامات، فأعِينِيه على تجاوز الأزمة، ولا تفضحي أمره، واعلمي أن الوقوع في الإدمان يحتاج إلى إرادة ورغبة الشخص في التخلص منه، وأن الصراخ والعَتْبَ والمحاصرة لن تزيده إلا بُعْدًا عنكِ وعن البيت.
واحرصي على تنشئة الأبناء التنشئة الصالحة، وأبعديهم عن مواطن الهلاكِ قدر المستطاع.
وأوصيكِ بالتسلح بسلاح العلم والمعرفة، والاطلاع على المواقع والحسابات الرسمية الخاصة بالتوعية من هذه الآفات، وكيفية التعامل مع المدمن.
سائلًا الله لكم العافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة، والله أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.
- التصنيف: