ظروف عملي جعلتني لا أرى أمي سوى نهاية الأسبوع ، فهل يعتبر ذلك عقوقا لها؟
حق الوالدة عظيم، ولا بد من أدائه ولو كان فيه مشقة على الولد، ولعل الله يرزقك البركة والصحة والعافية، والخير الكثير ببرك لأمك، وإحسانك إليها، فثق بالله، وتوكل عليه، ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه.
- التصنيفات: استشارات تربوية وأسرية -
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب، ظروف عملي اضطرتني لأن أترك والدتي وأسافر بداية الأسبوع مع زوجتي وأولادي، ثم أعود لأمي في إجازتي، مما أغضبها، وجعلها حزينة دائما بسبب بعدي عنها، فماذا أفعل؟
لو عدت للعيش معها في بيتها، فسوف أضطر للسفر كل يوم ما يقارب 6 ساعات لكي أصل لعملي ثم أعود منه، فهل يعتبر ذلك عقوقا لأمي؟
أفيدوني، جزاكم الله خيراً.
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
لو أمكن أن تأخذ والدتك معك إلى مكان عملك وتعيش معها، فهو أفضل، وأطيب، وأكثر برا بها، فإن تعذر ذلك لسبب أو لآخر، وكنت مضطرا لما ذكرت، فحاول أن تقنعها بذلك، وتطلب منها الإذن والرضى عنك، ولو بشيء من المال والهدايا التي تؤثر على نفسها فتشعر بحبك لها، لأن بعض الأمهات تغار من زوجات بعض الأبناء، وتشعر أنها قد سيطرت على ولدها وأخذته عن أمه.
لذا، احرص على استرضائها، وإشعارها بالحب والاحترام والرعاية، وأكرمها بما تقدر عليه، وأشعرها أن القرار بيدك، وليس بيد زوجتك في هذا الأمر، وأتوقع إذا تفهمت حالك، واقتنعت بوضعك سترضى عنك، خاصة إذا لم تكن محتاجة لبقائك بجوارها بسبب مرض، أو كبر سن، ووجود غيرك يرعاها ويشرف على أمرها.
أما إن كانت محتاجة لك، ولا يوجد غيرك لرعايتها، فالواجب عليك أخذها معك -إن قدرت-، أو إبقاء أهلك معها لرعايتها، وأنت يمكنك السفر يوميا -إن قدرت-، أو البقاء أسبوعا في عملك أعزبا، والعودة لأهلك وأمك في عطلة نهاية الأسبوع ، لأن حق الوالدة عظيم، ولا بد من أدائه ولو كان فيه مشقة على الولد، ولعل الله يرزقك البركة والصحة والعافية، والخير الكثير ببرك لأمك، وإحسانك إليها، فثق بالله، وتوكل عليه، ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه.
وفقك الله.