لا أعرف ما أريد
ومن الأمور المهمة كذلك أن تحرص على مصاحبة أصحاب الهمم، بأن تحضر مجالسهم، أو تشاركهم اهتماماتهم عبر مواقع التواصل المختلفة؛ فهي تُساهم كثيراً في تشكل رؤيتك للحياة وصناعة أهدافك.
- التصنيفات: استشارات تربوية وأسرية -
لدي ضعفٌ في ثقتي بنفسي، ولا أعرف هدفي في الحياة، وماذا أريد أن أكون!؟
فأنا عندما دخلت كلية الهندسة الميكانيكية لم أدخلها لأني أحبها، ولكنه كان اختياراً عشوائياً.
أخي الفاضل:
سؤالك دليلٌ على رغبتك وحرصك لأن يكون لحياتك معنى وهدفاً واضحاً، وهذا بحد ذاته خطوة تُشكر عليها، فشعورنا بوجود مشكلة، وحاجتنا إلى من يرشدنا؛ يُساعد كثيراً في التغير نحو الأفضل؛ لوجود الحافز الداخلي والمهم لعملية التغيير والتطوير.
أخي الحبيب، إن أجمل وأنبل هدف يجب على كل مسلم أن يسعى لتحقيقه هو نيل رضا الله عز وجل، ويكون ذلك باتباع أوامره، واجتناب نواهيه في جميع نواحي الحياة، وما يتبعها من أهداف أخرى ما هي إلا وسائل وأهداف فرعية لتحقيق الهدف الأسمى.
وإن مما يُساعد كثيراً على إيجاد أهدافٍ لنا في الحياة، وبناء ثقة داخلية بأنفسنا، هو أن نحاول أن نكتشف أنفسنا أكثر، ونتعرف على معالمنا الداخلية عن قرب، فنتعرف على نقاط القوة لدينا، وما يميزنا؛ لنقوم بتطويرها وتفعيلها أكثر، وكذلك نقاط الضعف لدينا، ونتعلم كيفية التخلص منها.
لذلك:
أنصحك أخي الفاضل بأن تحرص على حضور الدورات التدريبية، أو القراءة والاطلاع في الكتب والمواقع المهتمة بالتطوير الشخصي، وأن تقوم بإجراء الاختبارات النفسية الخاصة بتحليل الشخصيات؛ لتتعرف أكثر على نفسك، والذي سيساعدك كثيراً على اكتشاف هدفك في الحياة، وهي منتشرة ومتناثرة في مواقع الإنترنت.
كذلك حاول أن تتأمل في ماضيك؛ لتعرف ما هي الأشياء التي كانت تستهويك وتأخذ جل وقتك، وكيف تجعل منها أهدافاً؟ ومن الأمور المهمة: التوازن في جميع نواحي الحياة، فلا نهمل جانباً من الجوانب على حساب جانبٍ آخر، لذلك اجعل لك هدفاً في كل الجوانب.
فكم هو جميلٌ أن يكون من أهدافك في الجانب العبادي بأن تحفظ كتاب الله عز وجل، وتضع خطة مرنة لذلك! كذلك أن تخطط للاستزادة من الأعمال الصالحة، مثل: صيام التطوع، والمحافظة على الوتر والسنن الرواتب، وغيرها من الأعمال الصالحة.
ومن الجوانب المهمة:
العناية بالجانب الصحي والجسدي، فاجعل لك برنامجاً رياضياً من أجل المحافظة على صحتك، من رياضةٍ للمشي في صباح أو مساء كل يوم، وكذلك السباحة، وممارسة بعض الألعاب الرياضية أسبوعياً أو شهرياً.
ولا تنس نصيبك في تطوير الجانب العلمي لديك، من قراءةٍ مستمرة، واطلاع على العلوم والمعارف، وكذلك حضور بعض البرامج التدريبية الجيدة إما مباشرة أو عن بعد، مثل بعض الدورات الموجودة على الموقع العالمي المشهور "اليوتيوب"؛ فهي تُساعد كثيراً على بناء حافز داخلي لتحقيق النجاح.
ولا تنس أيضاً أنك تعيش بين أناس لهم عليك حق التواصل والزيارة والتناصح، ولا يخفى عليك ما لصلة الرحم من بركة وزيادة في العمر والرزق، فكيف إن كانت من ضمن أهدافك وخططك بأن تحرص على التواصل مع الآخرين وإفادتهم والاستفادة منهم؟!
ومن الأمور المهمة كذلك:
أن تحرص على مصاحبة أصحاب الهمم، بأن تحضر مجالسهم، أو تشاركهم اهتماماتهم عبر مواقع التواصل المختلفة؛ فهي تُساهم كثيراً في تشكل رؤيتك للحياة وصناعة أهدافك.
أسأل الله أن يُنير دربك، ويُعلي همتك، فلدى كل منا طاقة هائلة نستطيع من خلالها أن نقدم للأمة ولأنفسنا وللآخرين الخير والعطاء.
المستشار: أ.طالب بن طالب