أختي تكرهني!
أنا فتاة بيني وبين إحدى أخواتي خصومة منذ الصغر، ولدي أخوات غيرها ولكننا أحبة.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، حياكم الله في هذا الموقع المبارك.
سؤالي يهمني للغاية، ومحتارة فيه.
أنا فتاة بيني وبين إحدى أخواتي خصومة منذ الصغر، ولدي أخوات غيرها ولكننا أحبة.
المشكلة هي أن أختي تكرهني! وتتمنى زوال أي نعمة لي، وتسعى لذلك سعياً حثيثاً؛ سواء كان قولاً أو فعلاً أو بالتحريش بيني وبين أمي ووالدي وأخوتي وصديقاتي، لم أعد أطيق وجودها وكرهتها حقاً، وكرهت وجودها في حياتي، أصبحت مراقبة من قبلها، تراقبني في أكلي وشربي وتحتج وتخاصم إن أكلت فائضاً، أو شربت شيئاً لم تشربه، أو امتدحني الناس أمامها، فهذا يجعلها تثور وتزيد حقداً وكرهاً.
السؤال ليس في العلاقة؛ فأنا أعاني منها منذ زمن، لكن هناك أمر ما يحيرني، وهو أنني قد أطلب من إخوتي الذكور أن يجلبوا لي أكلاً معيناً من المطعم، أو أن يذهبوا بي إلى مكان معين، سواء وظيفة أو غيرها أو للسوق، فتقلب الدنيا بسبب ذلك، وتصف ذلك بأنه ظلم كيف أخرج وهي لا تخرج، وكيف أذهب وهي لا تذهب، وكيف آكل وهي لا تأكل!
مع أن إخوتي لم يقصروا معها بشيء، وهم على استعداد لأن يجلبوا لها أي شيء، لكنها تربط أكلها وشربها وحياتها بي.
أي لماذا يأتون لي بشيء ولم يأتوا لها بمثله؟
مع أنني لا أحاسبها على ماتأكل، ولا أطلب مثلما تطلب هي في أحيان أخرى، ولا أخرج مثلما تخرج، ولا أذهب للأماكن التي تذهب وهذا ديننا في بيتنا.
الكل يفعل مايريد، ويطلب مايريد؛ لكن اهتمامها وتوجهها إلي، لا تريدني إلا أن أكون مثلها، وطوعاً لما ترغب! وأنا أكبر منها في السن.
ذات يوم خرجت مع أبي إلى السوق، وكنت أحتاج فرشة أسنان، وكريماً للجسم؛ بسبب أن بشرتي شهباء، فاشتريت ذلك ودفعت لوالدي المبلغ، لكنه رفض وأعاده إلي.
فقلت له: "اشتر لها كريماً"، فقال: "لم تطلب مني ذلك، إن طلبت سأشتري لها، ولكنها لا تتنازل"، ثم أخذت الأغراض.
السؤال: هل يعتبر هذا ظلم؟
وهل بطلبي لهذه الأغراض العادية، مساعدة للظالم على ظلمه؟
أفيدوني، جزيتم خيراً.
مع العلم، أن هذا السلوك من قبل أختي لي وحدي فقط، أما مع بقية أخواتي فهي لا تأبه ولا تهتم، حتى لو طلبوا ماطلبوا!.
ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وحياك الله في موقع المسلم.
أختي الكريمة!
تحدث الغيرة بين الإخوة المتقاربين في السن في مرحلة الطفولة الأولى، ثم تقل مع تقدم الزمن، لكن بعض العوامل يمكن أن تزيدها عن حدها الطبيعي، وتحولها لنوع من التنافس المفضي للتباغض والتحاسد.
من تلك العوامل:
- تفضيل أحد الأبناء شعورياً أو لاشعورياً على غيره؛ لنجابته أو وسامته أو بره أو غير ذلك.
- ومنها المقارنة بين الإخوة، سواء من أهل المنزل، أو من المعلمات في المدرسة أو الجيران أوالصديقات.
- ومنها تميز أحدهم وعدم قدرة الآخر على مجاراته.
- ومنها تعالي أحدهم على الآخر، والتقليل من شأنه.
- وربما كان سببها مرضاً نفسياً.
والغيرة الشديدة كما قيل، تخمر العقل وتغطيه، فتصدر الأفعال من الغيور دون التفات لعاقبتها.
والحل من وجهة نظري:
- إدراك أسرتكم الكريمة، أن ثمة مشكلة ينبغي أن يتكاتفوا على حلها، وأن أختك الصغرى أكثر ضرراً بهذه الآفة منك، وينبغي مساعدتها للتخلص منها وتعديل سلوكها.
- أن يفهمها والداك وإخوتك، بأن الناس يختلفون في قدراتهم واحتياجاتهم وميولهم، والعاقل من يسعى للتفوق في المجال الذي يناسبه، بصرف النظر عن ما يفعله غيره.
- أن يحرص الوالدان والإخوان على نصحها، كلما سعت للتحريش بينكم، وإفهامها أن ما تفعله حرام، وأنها تضرر من هذا الفعل في الدنيا والآخرة، وأن الواجب عليها أن تنصحك إن رأت منك خطأ، وتشجيعها على ذلك.
- محاولة فهم دافعها لهذه التصرفات، والتخلص من الأسباب قدر الإمكان.
- تعريفها بخطورة الحسد، وما يجره على العبد من بلايا في دنياه وأخراه، وأن ما تفعله نوع من الحسد المذموم، الذي يحلق الدين كما في الحديث.
- تذكيرها أن الحياة قصيرة، ومقامكما معاً قليل، وعن قريب يفرقكم الزواج، وربما يعز بعدها التلاقي.
- زجرها عند احتجاجها، بأنك أخذت وهي لم تأخذ، أو فعلت وهي لم تفعل، وتذكيرها بضرورة احترام غيرها لا سيما من يكبرها، والطلب حسب الحاجة بأدب.
- إلزامها بالاعتذار إليك إن تطاولت وأساءت الأدب.
- تغافلي عن تصرفاتها، وقابليها بالحسنى، لكن دون الرضوخ لطلباتها اتقاء لثورتها واحتجاجها.
- الدعاء لها بالهداية، وأن يسل الله سخيمة صدرها، وأن يجعلكم جميعاً إخوة متحابين.
- التمسي حاجاتها، وبادريها بالهدية، والعبارة اللطيفة، والثناء عليها أمام القريبات والزميلات.
- حاولي التخلص من المشاعر السالبة تجاهها، واعتبريها مريضة تحتاج المساعدة.
أصلحكما الله، وألف بين قلبيكما.
أسماء عبد الرازق
- التصنيف:
- المصدر: