لا أشارك في الحديث الجماعي
أنا انسان في اغلب الاوقات صامت ولا اشارك في الحديث الجماعي الا نادرا وبكلمات بسيطة منعا للاحراج.
انا رجل متزوج وابلغ من العمر 33 سنة وعندي اطفال (الحمد لله)..
ومشكلتي هى التأتأة وعدم القدرة على الحديث بشكل طبيعي واحس بخجل عند الحديث الجماعي واشعر انهم لايفهمون ما اقول ويقطعون كلامي ولا ينصتون الي، مما اثر علي وجعلني انسان في اغلب الاوقات صامت ولا اشارك في الحديث الجماعي الا نادرا وبكلمات بسيطة منعا للاحراج.
واما اذا كنت مع زوجتى او اي شخص قريب يعني في الحديث الثنائي اكون متحدث ويكون الشخص الثاني منصت لكلامي ويثني على رجاحة عقلي ولباقة حديثي مما يجعلة يثق بي ويستشيرني في كثير من مواضعيه الخاصة جدا وجزاكم الله خير.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أخي الكريم:
ما تعاني منه يعاني منه الكثير من الأشخاص.. وهي ظاهرة معروفة تسمى (بالرهاب الإجتماعي) بمعنى الرهبة والخوف حال وجود الشخص بين جمع كبير من الناس، وعدم القدرة على الكلام أو التصرف بشكل طبيعي، وهو ما يؤدي إلى التأتأة أو التعرق أو التلعثم، أو عدم القدرة على التعبير المناسب وغير ذلك من الظواهر، وتعود
أسباب هذا الرهاب الإجتماعي إلى عدة أمور من بينها:
ضعف الثقة بالنفس، والإهتمام الكبير بنظرة الناس وتقييماتهم.
عدم المراس وقلة الخبرة وعدم الإنخراط في أنشطة تقتضي التعامل مع العدد الكبيرمن الناس.
التربية المنعزلة حال الصغر، مما يؤدي إلى الإنطوائية عند الكبر.
التعرض لمواقف محرجة أثرت في الشخصية، ويتم استذكارها عند كل موقف مشابه.
وغير هذا من الأسباب الأخرى؛
ومما ينبغي الإشارة إليه في علاج حالتك مجموعة من الأمور:
1. حقيقتك هي ما تظهر به أمام نفسك وفي جلساتك الثنائية، أما شخصيتك أمام الأعداد الكبيرة من الناس فهي ليست شخصيتك وإنما هي حالتك المرضية التي ينبغي أن تتخلص منها.
2. النقطة السابقة ينبغي أن تجرك إلى إعادة الثقة بنفسك.. فنظرتك لنفسك تتحكم في سلوكياتك، وليس قدراتك ومواهبك، فالثقة العالية مع القدرات المتواضعة أنفع، من الثقة المتواضعة مع القدرات العالية.
3. لا بأس أن تتجنب حضور بعض المجالس الكبيرة في مرحلة علاج النفس الأولية، ولكن حاول أن يكون ذلك لمرحلة مؤقتة ما أمكن.
4. حاول أن تعد إعداداً مسبقاً لأي جلسة كبيرة ستحضرها.
5.حاول أن تمزح حتى ولو اضطررت أن ترتب ذلك مسبقًا، فالمزاح يكسر الجدية الزائدة التي تؤدي إلى التلعثم والرهبة.
6. لا تأخر البداية في الكلام، بل حاول أن تشارك بأي شئ في بداية الجلسة، لأن الرهبة تزداد كلما أمضيت وقتاً أطول في السكوت، وسشعر بأن الآخرين يراقبون كل كلمة ستقولها بعد صمتك الطويل، فتلجأ إلى الصمت إلى نهاية الجلسة!!
7. لا تطل الكلام؛ وإنما اجعل مداخلاتك مختصرة، حتى لا يصعب عليك الأمر، ولا تقع في الخطأ.
8. لا تكن مؤيداً لغيرك فقط، وإنما إلق أفكاراً مستقلة وذلك لأن ثقتك بنفسك ستزداد مع كل فكرة جديدة تلقيها وتجد قبولاً ورواجا عند من أمامك.
وأخيراً... راقب الله تعالى.. واستحضر عظمته وضعف وحاجة كل من أمامك إليه، فمن عظم الله في عينه هان عليه كل من سواه..
وفقك الله لكل خير.. وجعلك للمتقين إماماً
المستشار: أ.وليد الرفاعي