طفل خجول ومنطوٍ!
- التصنيفات: استشارات تربوية وأسرية -
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بارَك الله فيكم؛ هذا سؤال عن حالة طفل عُمره 14 عامًا، خجول منذ صِغره، حتى إنَّ مُعلمته في الروضة كانتْ تشتكي من خَجَله، انطوائي لا يحبُّ الاختلاط بأقربائه إلاَّ بعض أبناء عمومته، وبعض أبناء خُؤولته، لَدَيه فِكرة سيِّئة عن أولاد الحي والأولاد في تحفيظ القرآن والمدرسة، ويقول: إنه لا يحبُّ أنْ يُصادقهم من أجْل أخلاقهم.
هو يَصبر ويتحمَّل، ثم يُصبح عصبيًّا جدًّا، ويَكسِر أيَّ شيءٍ أمامه، ويضرِب بأيِّ شيء في يده، ويستمرُّ على ذلك لعدَّة ساعات، ويرفض الذهاب للمسجد خلال تلك الفترة، ثم يبقى منكسِرًا وغاضبًا لعدة أيام. يَكره أخاه الأصغر منه سنًّا بثلاث سنوات، ويَحتقره ويبحث عن عيوبه، ويفرح عندما يراه حزينًا.
كان الجميع يعامِله بدَلالٍ خلال السنوات الخمس الأولى من عُمره، مَلُول ولا يحبُّ الدراسة، ولكنَّه يحب أن يصنعَ الأجهزة والمُحرِّكات من أدوات أوليَّة، ويستمتع بذلك، فما هي مشكلة هذا الطفل؟ وما هو السبيل لعلاجها؟ ولكم منَّا جزيلُ الشكر.
وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته.
كثير مما يُعاني منه الأطفال ونَحزن لأجْله، نكون سببًا به دون أن نَنتبه للأسف.
من الممكن أن يكون هذا الطفل -الذي دخَل في سنِّ المراهقة الآن- تعرَّض في صِغَره لطريقة تربوية سيِّئة، أدَّت به إلى عدم ثقته في الناس والخوف منهم، أو أنَّ الأسرة تكون عاشَت منطوية عن الناس، فلم يَختلط بالآخرين بصورة جيِّدة، فالأطفال يتعلَّمون من آبائهم وأُمَّهاتهم السلوكيَّات والتعامل مع الآخرين، ومن المُحتمل أيضًا أن يكون الطفل قد تعرَّض لعُنف أُسري، أو إحباط، أو فُقدانِ حنانِ جعَله يَفقد الثقة بالناس، وأيضًا من الواضح أنه لَم يتعلَّم التفريغ عن مشاعره، وهذا ما يجعله عصبيًّا.
فإذا كان الطفل بالفعل تعرَّض لهذه التربية السيِّئة، فعلى الأم تَفادِي ذلك بعدة أمور:
1- كوِّني نموذجًا اجتماعيًّا جيدًا يقتدي به طفلكِ.
2- ابني علاقات مع مَن حوْلكِ، وتحدَّثي مع ابنكِ عنهم، وعن أخلاقهم الجميلة.
3- لا تُطلقي عليه لفظ "خجول" أمامه، اجعلي نقْدَكِ له نقدًا بنَّاءً غير جارح.
4- أشْعِريه بأنَّ هناك مَن يحتاج إلى صداقته.
5- دَرِّبِيه ومَثِّلي معه المواقفَ: كيف يكون اجتماعيًّا؟ وابني ثِقته بنفسه، وامْدَحيه.
6- عَلِّمِيه كيف يُعبِّر عن مشاعره؟ وكيف يتعامل مع الغضب؟
7- كُوني صديقته، ولا تَقْسي عليه.
لكن إذا كان الطفل كما ذَكَرتِ، يَظَلُّ ساعات يَكسِر ويَضرِب، فهل يجلس في البيت منفردًا ولا يختلط بأفراد أُسرته بطريقة جيدة؟ وهل يَصعُب الحديث معه وهو مُنهمك في لُعبته؟ إذا كانت معظم الإجابات بنعم؛ فهناك مشكلة غير عاديَّة، وتحتاج للتشخيص السريري، فأنصحُكِ بعَرْضه على طبيبٍ نفسي مُختص، والمتابعة معه في أسرع وقتٍ.
ولا تَنْسَي أن تَدْعي له، وفَّقكِ الله.
ـــــــــــــــــــــ
أجابت على الاستشارة: أ. زينب مصطفى