هل أعاقب ابني بعد تدني مستواه؟
لدي ابن في الصف الأول، وبنت في الصف الثاني ..الابن في الفصل الأول كان معدله 99.2، ولكن معدله في الفصل الثاني أصبح 97، ومن ضمن الأخطاء التي أعرف عنها في الامتحان أن له فلسفة خاصة به، مثلا كل النساء رفضن إرضاع الرسول، الإجابة أن يضع (صح) ودرسته إياها أكثر من مرة، لكنه مقتنع أنها خطأ، لأن حليمة قبلت.
أخته مستواها الأولى في الفصلين أحضرت لها هدية تشجيعًا لها؛ وقلت له سأحضر لك فيما بعد، لكني أرغب بمعاقبته على تدني مستواه الكبير، ولكني خائفة أن ذلك سيحبطه ويعطي نتائج عكسية، لأني علمت أنهم في هذا السن لا يجوز أن نقلل من نتائجهم الدراسية مهما كانت.
عزيزتي منى حفظك الله ورعاك، وبارك لك في ذريّتك.
اعلمي عزيزتي أنّ ابنك حماه الله يجمع بين التميّز الأكاديمي وقوّة الشخصية، ومن علامات قوّته ثباته على مبادئه وهو بذلك محقّ ومنطقيّ، ولا يتناسب مع طفل بهذا المستوى إلا أن يكرم ويحَفّز.
ابنتك مطواعة لك رغم تميّزها الأكاديمي، وابنك يستحق مكافأة متميزة لأنه متميّز أكاديمًيا، ومجموع العلامات لا يعبّر حقيقة عن مستوى ذكائه، وهو أيضًا صادق في تعبيره لك عما يجول في خاطره، وإن عاقبته ستخسرين صراحته وستعلمينه درسًا بأنه إن أراد التكريم المزيّف فعليه أن يتنازل عن فهمه وينصاع لمن بيده السلطة، وستصنعين رجلًا ضعيفًا محكومًا وليس له رأي ولا موقف.
أنصحك عزيزتي بأن تقرئي في علوم التربية وتتابعين إصدارات الدكتور مصطفى أبو سعد من خلال روابط خاصة على اليوتيوب ومحرك البحث جوجل.
كما عليك أن تتوسعي في علم معرفة الذات لتتعرفي على شخصيتك وشخصية أبنائك وتعملي على تطويرها.
أتمنى أن تتعلمي وتحرصي على تعليم أبنائك القرآن تلاوة وفهمًا ثم حفظًا.
كما أتمنى ألا تركّزي في اهتمامك على العلامات، بل انتبهي لشخصيتهم وعلمهم ومعرفتهم، واحرصي أن تتجنبي صناعة أبناء يعبدون العلامة، واصنعي منهم عشّاقًا للمعلومة ومحبين للمعرفة: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}.
وفقك الله وسدد خطاك، وأعانك على تطوير أدائك وتربية أبنائك الرائعين أيتها الأم الرائعة، حماكم الله.
المستشار: د. منال العواودة