أخي مهمل ولا يتحمل المسؤولية!
إن تحمل المسؤولية له أثر كبير على الفرد والأشخاص الذين يحيطون به، فيجعله أكثر تقديرًا من قبل الآخرين.
لدي مشكلة، وهي أن لدي أخًا أصغر مني بثلاث سنوات، لا أجد طريقة مناسبة للتواصل معه، هو يسكن معنا، ولكن منزلنا بنظره فندق للنوم، لا أرى منه أي جدية أو تحمل لمسؤولية البيت، خصوصًا وأنه لا يوجد لدينا غيره كرجل مسؤول عن العائلة، فأبي متوفى منذ سنين، وأخي الأكبر قد تزوج وانشغل بعائلته الصغيرة، فلم يبق لنا إلا أخي هذا العنيد، يبلغ من العمر 22 سنة، أهمل وفصل من الجامعة، دخل كلية، ثم في آخر ترم تم فصله لهبوط درجاته، لا يعير لمطالبنا أي اهتمام، وحديثه دائمًا لنا: أنتم هم. ويدعو علينا، على الرغم من أنه لم يتحمل مسؤولية أي شيء أو يقوم بشيء من المسؤولية العائلية أو أي شيء له علاقة بنا، ومشغول بحياته مع أصحابه والخروج معهم، وعلاقته الرومنسية، وترك الصلاة، وأعتقد أن لديه صدمة ما بعد الحادثة؛ فقد تعرضنا لحادث قبل 7 سنوات، الذي توفي فيه والدي، وأخي هذا قد كان بجانبه، فرأى كل شيء، وأصبح الآن يسوق السيارة ولكن بخوف وحذر، ويكره الخروج بالسيارة وخصوصًا معنا.
أريد حلاً وطريقة لكي أفهمه، فقد حاولت كثيرًا أن أحادثه، وخاطبته على انفراد لفهم ما يعاني منه أو المشكلة، ولكن كل حديثه كان مخيبًا؛ فكله حجج، لا يريد أن يكون جادًا أمام أي شيء!
الأخت الفاضلة. إن تحمل المسؤولية له أثر كبير على الفرد والأشخاص الذين يحيطون به، فيجعله أكثر تقديرًا من قبل الآخرين، وتزداد ثقته بذاته، ويكون لديه احترام للذات، وهذا كله يدفعه إلى الإنجاز والبحث عن تحقيق أهدافه بشكل فاعل، وعلى النقيض من ذلك يكون التخلي عن المسؤوليات، وهذا ما حدث مع أخيك، ودليل ذلك رسوبه في الجامعة ومن ثم فصله.
أختي الفاضلة، يبدو أن غياب شخص كبير عن البيت ولد هذه الأزمة لديكم مع أخيك، فلا يوجد من يوجهه بالشكل الصحيح؛ فالرجل يحتاج إلى رجل لكي يردعه ويتعامل معه، وخصوصًا أن أخاك تعدى مرحلة المراهقة. فأنت أو أي من أخواته لن يكون لكم التأثير الكبير على شخصيته الآن؛ لأنه أصبح كبيرًا، ونحن كشرقيين نشعر دائمًا أن الكلمة الأولى للرجل، هو الذي ينصح وهو الذي يعطي الأوامر؛ لذا: فمن الصعب على أخيك أن يستجيب لما تقولين له، هذا كان ممكنًا لو كان صغيرًا، أما الآن فهو رجل، يحتاج أن يجلس معه رجال مثله يقدمون له النصح ويرشدونه نحو الطريق الصحيح ويتابعون دراسته.
أختي الفاضلة، فيما يلي بعض الإرشادات العملية التي قد تُساعد في تغيير سلوك أخيك:
1- أخوك بحاجة بداية إلى صحبة صالحة تُغير من ذاته؛ لكي يستطيع فيما بعد أن يُغير الذين حوله ويؤثر فيهم.
2- من الضروري أن يقوم أخوك الأكبر بمتابعته، أو أي شخص كبير في العائلة يقيم له قدر وشأن.
3- استمري في الجلوس معه ومناصحته، وحاولي ألا تظهري له الجانب السلبي في شخصيته، بل امتدحيه على خصاله الحسنة.
4- المواجهة: وهو تكليفه بمهام لا يوجد أي شخص يقوم بها سواه، وعدم التراجع عن ذلك، بمعنى: وضعه في مواقف تُجبره على التعامل معها، وألا يتدخل أي فرد من أفراد الأسرة في ذلك.
5- تكثيف المسؤوليات التي تُعطى له بالتدريج، بحيث يُصبح يشعر بالالتزام، وهنا عليك أن تضعي له زمنًا محددًا لإنجاز عمل ما يخص البيت، وأن تتابعيه باستمرار هل أنجزه أم لا، والاتفاق على تطبيق هذا الأسلوب مع بقية العائلة؛ بحيث يلتزم الجميع في ذلك، وعندما يُخطئ أو لا يُنجز المطلوب منه؛ هنا لا أحد يعاتبه على ذلك، بل على العكس أوكلوا له مهمة أصعب قليلًا بحيث تكون عواقبها مرتبطة به هو شخصيًا؛ وذلك في حال لو فشل في أدائها سيشعر أن عدم المسؤولية والالتزام أثرت عليه هو شخصيًا أيضًا.