أختي لا تجيد فن التعامل مع الآخرين!

  • التصنيفات: استشارات تربوية وأسرية -
السؤال:

أختي لا تجيد التعامل مع الآخرين؛ حيث إنها تصبح عدوانية جدًا، ولا شعوريًا صوتها يصير عاليًا، وكلامها يتحول إلى ناشف عند أي مواجهة أو سوء فهم مع أي شخص؛ حيث إنها بدل أن تصلح الموقف بالمسايرة واللين؛ تزيده سوءًا بطريقتها هذه، وتضع نفسها وتضعنا في مواقف لا نريدها.

حاولنا أن نفهمها أن طريقتها هذه خاطئة، وأن تصرفها ينفر الناس منها، ويفتعل مشاكل نحن في غنى عنها، لكن عبثًا نحاول؛ لأنه يبدو أن هذا طبعها، علمًا أن أختي راشدة ومتعلمة في الثلاثينات من عمرها، لكنها عزباء.

ما الحل لهذا الأمر؟ وهل هو نوع من المرض النفسي أو الكبت العصبي؟ في العديد من المواقف ألاحظ عليها أنها تصاب بنوع من الانهيار العصبي عند أي تحد في العمل؛ حيث تصير قلقة جدًا، وتبدأ بالصراخ والشتم. أعرف أن الناس لا تطاق أحيانًا، وأن التعامل مع بعض الأشخاص صعب، لكني أحزن عندما أرى شقيقتي بهذه الحالة ونحن كأهلها لا نستطيع فعل شيء لتحسين وضعها!

ما سبب هذه الحالة وما العلاج؟

الإجابة:

السيد الفاضل، هناك العديد من العوامل التي تسبب مثل هذه السلوكيات في هذا العمر، منها: عدم الزواج، وعدم التكيف في العمل، وعدم وجود صديقات راشدات ذوات وعي كاف، غياب الأب أو الأم كناصح أمين لها، وجود ضغط عمل لا تستطيع التخلي أو الهروب منه؛ مما يسبب لها كره العمل، والكثير من الأسباب ذات العلاقة. ويوجد بعض الأشخاص ممن ينقلون طريقة العمل إلى منازلهم، فتراهم يتعاملون مع إخوتهم وذويهم على أنهم موظفون، أو مراجعون، وهؤلاء الأشخاص لديهم مشكلة "الفصل" أي فصل العمل عن المنزل، فتراهم بعد العمل يحملون معهم همومهم ومشاكلهم للمنزل، ويبدءون بإشراك أعضاء الأسرة في مشاكلهم وظروفهم.

 

أخي العزيز، نقترح عليكم الإرشادات العلاجية التالية:

- اطلب من أختك أن تأخذ إجازة من عملها لفترة معينة، وأن تكرر ذلك خلال السنة بالحد المسموح فيه، بمعنى: أن تأخذ كل الإجازات القانونية الممنوحة لها من صاحب العمل.

- حثها على البحث عن رفيقات خارج نطاق العمل، في ناد رياضي مثلًا، وأن تمارس نشاطات مثل المشي والسباحة.

- استخدام أسلوب الأفكار العقلانية لتحل مكان الأفكار اللاعقلانية، فمثلًا: عندما تصرخ وتتجهم وتتعامل بفظاظة؛ بإمكانك أن تُصغر لها الموقف، وأن تبين لها أن الموقف لا يحتاج منك كل هذا الانفعال، وعندما تتحدث عليك مواجهتها أن هذه فكرة غير صحيحة وليست عقلانية، وأن سبب انفعالها هو "طريقة تفسيرها للموقف" وليس الموقف نفسه؛ فالمراجع الذي يأتي إليها في مكان عملها ويستفزها؛ هنا عليها أن تتعامل مع الموقف نفسه وليس مع الشخص، بمعنى: أن تنظر للموقف من زاوية أخرى، ولا تضع "المراجع" على أنه هو خصمها.

- التجاهل: نحتاج أحيانًا إلى استخدام هذا الأسلوب عندما نشعر أن الشخص الذي نواجهه قد تمادى في الكلام؛ هنا نأخذ باستراتيجية التجاهل، وفي حالة أختك، عليك عدم الإنصات لها في كل ما تقوله، وعدم الخوض معها في نقاشات، بل عليك استخدام لغة مختصرة في الرد، وردودك يجب أن تكون انتقادية مع بيان الحل، مثل أن تقول لها: ما قمت به خطأ، لو أنك قمت بذلك لكان أفضل. وحاول كما ذكرنا أن تتجاهل ما تقوم به من تجهم وانفعال، وألا تسألها دائمًا ما بك، لماذا أنت منفعلة، وبالتدريج سوف ترى أختك أن انفعالها المبالغ به غير مقبول ولا يلقى استحسانًا عند الآخرين، وهدف التجاهل هو التقليل شيئًا فشيئًا من السلوكيات غير المقبولة من خلال إلغاء الانتباه لهذه السلوكيات، ففي حالة أختك يعتبر انتباهكم كأسرة لها وسماع ما تقول سببًا رئيسيًا في سلوكها المبالغ به؛ لذا عليكم إخفاء هذا الاهتمام الذي يخص حديثها عن عملها.

 

المستشار: د. عبد الرحمن جرار