طفلي في السابعة ويهتم بموضوع الزواج والحب!
لا شك بأنّ الثقافة الجنسيّة للأطفال أصبحت جزءاً هامّاً من التّربية، نتيجة للتّطوّر الإلكترونيّ والانفتاح المتزايد، وبعض المقاطع التي تمر أمام أعين الأطفال.
- التصنيفات: استشارات تربوية وأسرية -
أود الاستفسار عن الأمر المناسب والطريقة المناسبة، ونوع المعلومات التي يجب أن نزود بها أولادنا في عمر السابعة؛ إذ بدأت ألاحظ اهتمام ابني بموضوع الزواج والحب، وبدأ يتعلق بفتاة ما، كما لاحظت فضوله لموضع القُبل (قبلة عادية لكن على الفم)،كما أخاف عليه من التحرش لما نسمع من قصص في أيامنا هذه، وأريد توعيته بهذه الأمور، لكني لا أعرف كيف! فما نصيحتكم لنا؟
وشكرًا.
الأم العزيزة: أسعدك الله وطفلك وسائر احبّتك، وأعانك على حُسن التّربية.
لا شك بأنّ الثقافة الجنسيّة للأطفال أصبحت جزءاً هامّاً من التّربية، نتيجة للتّطوّر الإلكترونيّ والانفتاح المتزايد، وبعض المقاطع التي تمر أمام أعين الأطفال، ورغم كافّة تلك الضّرورات التي باتت ملحّة للتّربية الجنسيّة، إلا أنّ التفات طفلك لأمر الزّواج والتّساؤل عن القبلة، وميوله لطفلةٍ ما، لا يُعد من المؤشّرات المنافية لمراحل الطّفولة المتوسطة؛ لأنّ ذلك الميول والاهتمامات الطّارئة تنطبق مع تفكير الأطفال وتحاكي الفضول وكثرة التّساؤلات، والرّغبة في استكشاف كافّة الظواهر والعلاقات التي تدور حولهم، وتلك التّساؤلات التي يطرحها طفلك ناتجة عن سماعه أو رؤيته للقطة ما في صورة أو مقطع تلفزيوني أو غيرها؛ مما أثار اهتمامه وتساؤلاته.
كما أنّ طفلك كسائر الأطفال في مثل عمره يبدءون بطرح الأسئلة التي لا يجد البالغون أمامها سوى الضّحك، أو إيجاد المخرج المناسب؛ لعدم إثارة المزيد من فضولهم، ولا تعني اسئلتهم أكثر من طفولة بريئة مليئة بالصّدق، لا يدرك عندها تجميل الكلمات أو إخفاء المعاني، ومن المتعارف عليه بأنّ الأطفال خلال هذه المرحلة يميلون إلى اللعب التقليدي وتبادل الأدوار، كأن يقوم الطّفل بدور الأب، والطّفلة بدور الأم والدّمى، دور الأطفال في إطار اللعب التّمثيلي المسرحي من باب المرح والتّسلية واستكشاف المزيد من الحقائق عن طريق اللعب.
ونفيدك بالآتي للمساعدة:
أولاً: كيفيّة حماية طفلك من التّحرّش ومعلومات الثقافة الجنسيّة لطفلك في عمر 7 سنوات لا بد أنْ تقتصر على الآتي:
- التّوضيح له بأنّ الله خلق البشر نوعين من الجنس، هما الذّكر والأنثى، وكرّم كلاً منهما بالخصوصيّة والاختلاف عن الجنس الآخر.
- ترسيخ مفهوم الخصوصيّة التي تشمل هويّته الجنسيّة واختلافه عن الجنس الآخر.
- تدريبه على قدسيّة أعضاء جسده التي لا يحق لأحد الاطلاع عليها أو لمسها، كما أنّه لا يجوز له كذلك الاطلاع على الأعضاء الجسدية للآخرين أو لمسها.
- لا بدّ من تدريبه على كافّة ما سبق بأساليب عمليّة وليست نظريّة فقط، وتكون من خلال عدم السّماح له بدخول الحمام دون إحكام إغلاقه، وعدم خلع الملابس أمام الآخرين، والاستئذان قبل الدّخول للغرف الخاصّة بغيره؛ لعدم إحراجهم أو الاطلاع على خصوصيّاتهم.
- ربط العناية بأعضاء الجسد من المساس بالوازع الدّيني وطاعة الله ومحبّته –سبحانه-، ويُعد تنمية الوازع الدّيني من أكثر العوامل المساندة لحماية الأطفال من الوقوع في المحاذير التّربويّة؛ لأنّ الفطرة الإنسانيّة خلال مراحل الطّفولة تتصف بالنّقاء والطّهر.
- تحذيره من الثّقة بالغرباء أو اتباعهم إلى الأماكن الخالية إذا عرض عليه أحدهم بعض الحلوى أو النّقود، وعدم الاقتراب من الأماكن الخالية، والبقاء تحت أنظار الرّفاق والأهل.
- لا بد من فرض أساليب رقابة وحماية على الأجهزة الإلكترونيّة التي يستخدمها طفلك، وحظر جميع البرامج التي قد تظهر أمام ناظريه بطريق الخطأ أو الصّدفة، وتذكيره دوماً بأنّ تلك المقاطع منافياً للعقيدة الإسلاميّة، وأنّ ما يظهر فيها يخالف شرع الله، وأنّ الله يُحب المؤمن الذي يغض البصر عن عورات الآخرين، والمؤمن الذي يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وأنّ عليه أن لا يسمح لعينيه الجميلتين وهما نعمة من الله وسائر أعضاء جسده أنْ يستخدمها فيما لا يرضى الله عنه.
ثانياً: يمكنك مواجهة تساؤلات طفلك عن القبلة والزّواج بما يلي:
- أخبريه بأنّ عليه أنْ لا يسمح لأحد بأنْ يقبّل فمه، وأنّ عليه أن يكتفي بالسّلام باليد، أو القبلة على الخد بالنّسبة للأشخاص الذين يعرفهم.
- وضحي له بأنّ القبلة في غير الموضع الصّحيح تُعد غير صحيّة، وأنّها مرفوضة من الغرباء، وأنّ الله حرّم التّواصل بالقبل بين الجنسين، إلا في سنٍ معيّنة بعد النّضج، وفي إطار شرعي فقط وهو الزّواج، وأنّ الزواج علاقة ارتباط ديني يرضاه الله للرّجل والمرأة بعد أنْ يكون كل منهما جاهزاً في كثير من الجوانب العلميّة والدّينيّة والجسديّة وحسب المرحلة العمريّة والنّضج، وأنّه من غير المناسب للأطفال شغل أنفسهم بتلك الأمور.
- البعد عن التّركيز بشكلٍ مبالغ فيه على أسئلته، واختصار الإجابات بما يؤدّي إلى قناعات منطقيّة وتحاكي الواقع، دون الإبحار في تفسيرات لا حاجة بها في مثل هذا العمر.
وأخيراً: يكتسب طفلك الكثير من القناعات وأساليب التّعامل السّوي مع المشكلات الجنسيّة التي قد تواجه الأطفال من خلال الرّقابة المباشرة، والتّوجيه والحث، واستغلال المواقف لصالح التّثقيف الآمن، وحمايته من التّعرّض لما لا يناسب عمره.
نسأل الله أن يحفظك وطفلك وسائر أبناء المسلمين من كلّ سوء.
المستشار: أ.أميمة صوالحة