ابني عمره سنتان ونصف ولا يتكلم
الأطفال يختلفون في قدراتهم الكلامية والحركية، والاجتماعية والعقلية، فالتأخر في الكلام لغاية سن ثلاث سنوات يكون طبيعياً على الأغلب، وأسباب تأخر الكلام كثيرة.
- التصنيفات: استشارات تربوية وأسرية -
لو تكرمتم بتوجيهي ونصيحتي؛ فالموضوع حساس ومقلق جدًا بالنسبة لي: ابني عمره سنتان ونصف، ولا يتكلم، تأخر قليلاً في المشي، ولكن الكلام لا يستطيعه، يفهم ويستجيب لما أناديه، وينفذ الأوامر، لكنه خجول. أنا أعترف أن أخته الكبيرة تحظى باهتمام أكثر منه، فهل هناك ما يدعو للقلق؟ طبيب الأطفال لم ير أي خلل عضوي، وقال لي منذ ثلاثة أشهر: إن الأمر عادي، ما العمل؟
السيد الفاضل، لا تقلق؛ فليس جميع الأطفال يتكلمون بنفس الوقت، فالأطفال يختلفون في قدراتهم الكلامية والحركية، والاجتماعية والعقلية، فالتأخر في الكلام لغاية سن ثلاث سنوات يكون طبيعياً على الأغلب، وأسباب تأخر الكلام كثيرة، منها:
أولاً: الأسباب العضوية: والمتمثلة بوجود خلل في الأجهزة المسؤولة عن الكلام (الجهاز العصبي المركزي، الجهاز العصبي المحيطي، المستقبلات الحسية، والألياف العضلية).
ثانياً: الأسباب البيئية: والمتمثلة في الحرمان البيئي والثقافي، والسموم الموجودة في البيئة مثل الرصاص والزئبق، إضافة إلى الظروف الأسرية التي لا تقدم نماذج لغوية صحيحة للطفل.
السيد الفاضل، فيما يلي بعض الإرشادات العملية، والتي ستساعدك ابنك على التحدث -إن شاء الله- بشكل أفضل وأسرع:
- تأكد من أن ابنك يتواصل معك بصرياً عندما تنظر إليه، ولا يشيح بنظره عنك بسرعة، وأنه يستجيب عند مناداته، ويفهم الأوامر الطلبية (خذ، هات، تعال، روح،...).
- اعرض ابنك على اختصاصي الأذن والأنف والحنجرة؛ وذلك للتأكد من سلامة أعضاء الكلام لديه، واطلب له عمل "تخطيط سمع"؛ بهدف التعرف إن كان سمعه طبيعياً أم لا.
- حاول تسجيل ابنك في إحدى الحضانات التي يسود فيها جو من الحماية للأطفال والعناية بهم، وتدريبهم على الأنشطة المتنوعة؛ فهذا الإجراء سيجعل ابنك يختلط بأطفال آخرين، ويتعلم منهم العديد من المفردات اللغوية والسلوكيات الطفولية التي تتناسب مع عمره.
- شجع ابنك على ممارسة اللغة في المنزل؛ فعندما ينطق مقطعًا أو كلمة قم بترديدها عليه أكثر من مرة؛ فإنه سيفرح لذلك؛ لأن إعادتك أنت للكلمات التي ينطقها يُعتبر بمثابة تعزيز له لكي يحاول مجدداً مع كلمات أخرى.
- أغلق جميع قنوات الأطفال التي تبث أغاني بشكل مستمر وتجعل الطفل "يتصلب" أمام التلفاز لكي ينظر ويستمع لهذه القنوات؛ والسبب: أن الطفل يُركز جُل انتباهه على المثيرات التي تبثها هذه القنوات؛ مما يجعله لا يحتاج إلى مثيرات أخرى؛ لأن هذه القنوات تُشبع أحاسيسه (رقص، وأغاني ، وأصوات، وكلام ..) لذا عليك إلغاء هذه القنوات، وإذا كان لا بد من التلفاز؛ فبالإمكان استبدال قنوات الأطفال الراقصة والصاخبة بقنوات أطفال أكثر اعتدالاً تُركز على الحديث بين الشخصيات الكرتونية أكثر مما تُركز على الأغاني والأضواء والموسيقى.