ضرب الطفل لرأسه في الحائط بدون سبب..ما تشخيصها؟

منذ 2017-07-19

عادة خبط الرأس لدى الأطفال هي ظاهرة شائعة إلى حد كبير خاصة بين الذكور أكثر من الإناث، والطفل يقوم بذلك السلوك عن قصد، وقد تستمر تلك العادة لبضعة أشهر أو أكثر، ولكن يتخلص منها الطفل بعد ذلك.

السؤال:

لدي طفل قريب لي عمره 3 سنوات، دائمًا ما يظل يضرب رأسه في الحائط بدون أي سبب، وإذا أخذ منه أي من إخوانه أي شيء منه؛ يظل يصرخ ويرمي نفسه على الأرض، ويظل يضرب رأسه في الأرض بشدة، فمما يعاني. شكرًا مقدمًا.

الإجابة:

ابني الكريم، أهلاً ومرحبًا بك.

بني، سعدت برسالتك وباهتمامك بقريبك، وسعيد للبحث والاستشارة عن حالته لمساعدته، وكون الأمر استرعى فضولك؛ فهذا دليل على نضج شخصيتك وملاحظتك واهتمامك بالمحيطين بك.

بني، إن عادة خبط الرأس لدى الأطفال هي ظاهرة شائعة إلى حد كبير خاصة بين الذكور أكثر من الإناث، والطفل يقوم بذلك السلوك عن قصد، وقد تستمر تلك العادة لبضعة أشهر أو أكثر، ولكن يتخلص منها الطفل بعد ذلك.

وأسباب ذلك السلوك لدى قريبك كما هو واضح يكون بدافع التعبير عن الغضب والانفعال، خاصة وأن الطفل في ذلك العمر يفتقر القدرة على التعبير عن مشاعره، وكذلك قد يقوم الطفل بذلك السلوك رغبة في جذب الانتباه والشعور بالاهتمام، خاصة عند وجود إخوة أصغر يشعر بأنهم سحبوا البساط من تحت قدمه، ويحاول استعادة الاهتمام به.

وللتعامل مع ذلك السلوك بداية: لا داعي للقلق أو الهلع؛ فالطفل لن يؤذي نفسه، وإن لاحظته جيدًا ستجده يتحكم بضرب رأسه بالحائط حتى لا يتأذى.

لاحظ أسباب ومقدمات السلوك جيدًا؛ لمحاولة علاج موقف الغضب وتجنبه قبل بدئه.

من أهم الأساليب التي تساهم في انطفاء ذلك السلوك تدريجيًا: التجاهل التام للسلوك، وعدم الالتفات له (ألم تسمع في أمثالنا الشعبية: خليه يخبط رأسه في الحيط)، وعندما لن يجد الطفل الاهتمام، أو حتى التعنيف لذلك السلوك، أو حتى الانصراف التام من أمام الطفل وعدم النظر إليه؛ هنا ستجد السلوك يقل تمامًا، وينبغي الاهتمام بالطفل عندما يكون هادئًا ويكف عن الصراخ وضرب الرأس، وهنا يكون الاهتمام كتعزيز ومكافأة للسلوك الإيجابي الهادئ؛ مما يتيح فرصة أكبر لتدعيم ذلك السلوك واستمراره.

كما سيكون من المهم تأمين المكان الذي يقوم الطفل بخبط رأسه به، والتأكد من خلوه من المسامير أو أي شيء قد يؤذي الطفل.

وضع برنامج يساعد الطفل على الهدوء والاسترخاء، خاصة قبل النوم، مثل الحمام الدافئ، تدليك الجسد بزيت للطفل، قراءة قصة له، أن يسمع الطفل آيات القرآن ويردد بعضها، ويستمع للقرآن كثيرًا، ويتم تشغيله بالمنزل؛ مما يساعد على الهدوء والاسترخاء، احتضان الطفل كثيرًا؛ مما يساهم في الاسترخاء والشعور بالحب والاهتمام.

أهلاً وسهلاً بك ابني الكريم، سعدت برسالتك، وبانتظار المزيد من استشاراتك، وأتمنى لك النجاح والتوفيق في كل أمورك.

 

المستشار: د. رباب محيي عمار

  • 35
  • 2
  • 63,832

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً