ابن تيمية
المشاهدات: 122,537
وكل شيءٍ ثم لو سلمت *** لم يك للخالق تقدير
وكل شيءٍ ثم لو سلمت *** لم يك للخالق تقدير
فصــل:
وقوله:
وكل شيء. ثم لو سلمت ** لم يك للخالق تقدير
إن أراد به أنه لو سلم أن العبد فاعل أفعاله حقيقة، ونحو ذلك من أقوال
السلف لزم نفي التقدير، فهذا التلازم ممنوع.
وإن أراد أنه لو سلم أن يشاء ما لم يشأ الله، لزم انتفاء مشيئة الله
عن المحرمات، والمباحات باتفاق الناس، بل يلزم انتفاء ... أكمل القراءة
لأنهم قد صرحوا أنه *** على الإرادات لمقسور<br /> ولم يكن فاعل أفعاله *** حقيقة ...
لأنهم قد صرحوا أنه *** على الإرادات لمقسور
ولم يكن فاعل أفعاله *** حقيقة والحكم مشهور
ولم يكن فاعل أفعاله *** حقيقة والحكم مشهور
فصــل:
وأما قول السائل:
لأنهم قد صرحوا أنـه ** على الإرادات لمقســور
ولم يكن فاعل أفعاله ** حقيقة والحكم مشهور
فيقال له: المصرح بأنه غير فاعل حقيقة هم الجهمية، أتباع الجهم بن
صفوان ومن وافقهم من المتأخرين، ولم يصرح بهذا أحد من الصحابة،
والتابعين لهم بإحسان، ولا أئمة المسلمين، لا الأئمة ... أكمل القراءة
أو كان فاللازم من كونه *** حدوثه والقول مهجور
أو كان فاللازم من كونه *** حدوثه والقول مهجور
فصــل:
وقوله:
أو كان فاللازم من كونه ** حدوثه والقول مهجور
كأنه يريد والله أعلم لو كان الله مقدراً لها عالما بها، فيلزم من
كونه عالما بها مقدراً لها، بعد أن تكون حدوث العلم بها بعد أن كانت،
ويلزم ألا يكون الرب عالما بأفعال العباد، ولا مقدراً لها حتى فعلت،
وهذا القول مهجور باطل، مما اتفق على ... أكمل القراءة
ومن هنا لم يكن للفعل في *** ما يلحق الفاعل تأثير
ومن هنا لم يكن للفعل في *** ما يلحق الفاعل تأثير
فصــل:
وأما قول السائل:
ومن هنا لم يكن للفعل في ** ما يلحق الفاعل تأثير
فإن أراد بذلك، أنه لا تأثير للفعل، فيما يلحق الفاعل من المدح والذم
والثواب، والعقاب، فهذا إنما يقوله منكروا الأسباب، كجهم ومن
وافقه.
وإلا فالسلف والأئمة متفقون على إثبات الأسباب والحكم، خلقاً
وأمراً.
ففي ... أكمل القراءة
ولا يقال علم الله ما *** يختار فالمختار مسطور
ولا يقال علم الله ما *** يختار فالمختار مسطور
فصــل:
وأما قوله:
ولا يقال علم الله ما ** يختار فالمختار مسطور
فهو يتضمن إيراد سؤال من القدرية وجوابه منهم: فإنهم قد يقولون:
نحن نقول: إنه يعلم، وإذا قلنا ذلك، لم نكن قد نفينا القدرة، بل
أثبتنا القدر بمعنى العلم مع نفي كون الرب تعالى شائياً جميع الحوادث،
خالقاً لأفعال العباد.
قال ... أكمل القراءة
فصل قوله تعالى: {وما تشاءون إلا أنْ يشاء اللّه}
فصل قوله تعالى: {وما تشاءون إلا أنْ يشاء اللّه}
فصــل:
وقوله تعالى: {وَمَا تَشَاءُونَ
إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} [الإنسان: 30، التكوير:
29]، لا يدل على أن العبد ليس بفاعل لفعله الاختياري، ولا أنه ليس
بقادر عليه، ولا أنه ليس بمريد، بل يدل على أنه لا يشاؤه إلا أن يشاء
الله، وهذه الآية رد على الطائفتين: المجبرة الجهمية ... أكمل القراءة
سئل عن الخمر والحرام: هل هو رزق الله للجهال؟
سئل عن الخمر والحرام: هل هو رزق الله للجهال؟
فأجاب:
إن لفظ الرزق يراد به ما أباحه الله تعالى للعبد، وملكه إياه، ويراد
به ما يتغذى به العبد.
فالأول كقوله: {وَأَنْفِقُوا
مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ} [المنافقون: 10]، {وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ
يُنفِقُونَ} [البقرة: 3]، فهذا الرزق هو الحلال،
والمملوك لا يدخل فيه الخمر ... أكمل القراءة
سئل عن الرزق: هل يزيد أو ينقص؟ وهل هو ما أكل أو ما ملكه العبد؟
سئل عن الرزق: هل يزيد أو ينقص؟ وهل هو ما أكل أو ما ملكه العبد؟
فأجاب:
الرزق نوعان:
أحدهما: ماعلمه الله أنه يرزقه، فهذا لا يتغير.
والثاني: ما كتبه وأعلم به الملائكة، فهذا يزيد وينقص بحسب
الأسباب، فإن العبد يأمر الله الملائكة أن تكتب له رزقًا، وإن وصل
رحمه زاده الله على ذلك، كما ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه
وسلم أنه قال "من سره أن يبسط ... أكمل القراءة
فصل: من السالكين طريق الله من يكون مع قيامه بما أمره الله عاجزاً عن الكسب
فصل: من السالكين طريق الله من يكون مع قيامه بما أمره الله عاجزاً عن
الكسب
فصــل:
إذا عرف هذا: فالسالكون طريق الله منهم من يكون مع قيامه بما أمره
الله به من الجهاد، والعلم، والعبادة، وغير ذلك عاجزًا عن الكسب،
كالذين ذكرهم الله في قوله: {لِلفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي
سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ
يَحْسَبُهُمْ الْجَاهِلُ ... أكمل القراءة
سئل عن المقتول: هل مات بأجله أم قطع القاتل أجله؟
سئل عن المقتول: هل مات بأجله أم قطع القاتل أجله؟
فأجاب:
المقتول كغيره من الموتى، لا يموت أحد قبل أجله، ولا يتأخر أحد عن
أجله. بل سائر الحيوان والأشجار لها آجال لا تتقدم ولا
تتأخر.
فإن أجل الشيء هو نهاية عمره وعمره مدة بقائه، فالعمر مدة البقاء،
والأجل نهاية العمر بالانقضاء.
وقد ثبت في صحيح مسلم وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ... أكمل القراءة
فصل: والرزق يراد به شيئان
فصل: والرزق يراد به شيئان
فصــل
والرزق يراد به شيئان: أحدهما: ما ينتفع به العبد .
والثاني: ما يملكه العبد، فهذا الثاني هو المذكور في قوله:
{وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ
يُنفِقُونَ} [البقرة: 3]، وقوله: {وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا
رَزَقْنَاكُمْ} [المنافقون: 10]، وهذا هو الحلال الذي
ملكه الله ... أكمل القراءة
فصل: من الكسب ما يكون واجباً
فصل: من الكسب ما يكون واجباً
فصــل
فإذا عرف ذلك، فمن الكسب ما يكون واجبًا، مثل الرجل المحتاج إلى نفقته
على نفسه، أو عياله، أو قضاء دينه، وهو قادر على الكسب، وليس هو
مشغولاً بأمر أمره الله به، هو أفضل عند الله من الكسب، فهذا يجب عليه
الكسب باتفاق العلماء، وإذا تركه كان عاصيًا آثمًا.
ومنه ما يكون مستحبًا، مثل هذا إذا ... أكمل القراءة