هل يأثم من أخّر الحج مع الاستطاعة؟
منذ 2006-12-01
السؤال: هل يكون آثماً من أخَّر الحج، وهو يجد تكاليفه بدون عذر؟
الإجابة: إن الحج ركن من أركان الإسلام، وقد قال الله تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ
اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ
عَنِ الْعَالَمِينَ (97)} [آل عمران]، وقد قال أمير المؤمنين
عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "لقد هممت أن أبعث رجالاً إلى هؤلاء
الأمصار فلينظروا من فيهم ممن استطاع الحج فلم يحج فليفرضوا عليهم
الجزية، ما هم بمسلمين، ما هم بمسلمين، ما هم بمسلمين"، وقال علي رضي
الله عنه على المنبر: "من استطاع الحج فلم يحج فلا عليه أن يموت
يهودياً أو نصرانياً فقد قال الله تعالى: {وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ
الْعَالَمِينَ (97)} [آل عمران].
وعلى هذا فمن استطاع الحج فيجب عليه أن يبادر إليه.
والراجح وجوب الحج على الفور لا على التراخي، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " "، قالوا: وما بال الحج يا رسول الله، قال: " "، وقد أخرج أبو داود في السنن بإسناد فيه ضعيف أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " "، وهذه أعذار تحول دون الحج، فلذلك على الإنسان أن يبادر إليه.
وقد ذهب بعض أهل العلم إلى أن الحج واجب على التراخي لا على الفور، واستدلوا بأن الحج فرضه الله على النبي صلى الله عليه وسلم في نهاية العام الثامن من الهجرة، فجاء العام التاسع ولم يحج فيه النبي صلى الله عليه وسلم بل أرسل أبا بكر يحج بالناس، ثم في العام العاشر حج النبي صلى الله عليه وسلم حجة الوداع، وعلى هذا فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحج بعد أن فتح الله عليه مكة واستطاع الحج في العام التاسع ولم يحج في ذلك العام، وإنما أخرها لعام آخر.
ولكن الجواب عن هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن ليحج إلا في وقت الحج، والعام التاسع كان عامَ نسيئة، والنسيء كان أهل الجاهلية يفعلونه، وهو تأخير بعض الأشهر عن وقتها، فقد جعل أهل مكة شهر ذي الحجة ذلك العام محرماً، وهو الشهر الذي بعد ذي الحجة، وقد كانوا يفعلون هذا في الجاهلية، فأبطله الله تعالى بسورة التوبة وقال فيها: {إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ} [الآية 37]، ولذلك يقول أحدهم:
والنبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع قال: " "، فأبطل النسيئة فاستدار الزمان كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض، وقد قال الله تعالى: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ} [التوبة 36]، فاستدار الزمان كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض فحج النبي صلى الله عليه وسلم في وقت الحج.
فلذلك يعتبر الإنسان القادر على الحج إذا أخره آثماً إذا كان قادراً عليه واستطاع، والاستطاعة التي شرطها الله في قوله: {مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} [آل عمران 97]، وشرطها النبي صلى الله عليه وسلم في حديث جبريل في قوله: " "، تعريفها هي الزاد والراحلة والسبيل السابلة، الزاد أي النفقة، والراحلة أي ما يوصل الإنسان إلى تلك البقاع، والسبيل السابلة أي الأمن على النفس والمال.
فإذا كان الإنسان يجد ما يوصله من المال نفقة ونقلاً وكان يأمن على نفسه وماله في الطريق فإنه قد وجب عليه الحج ولا يحل له التأخر عن أدائه، وهذا هو الراجح والأدلة قائمة عليه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نقلاً عن موقع فضيلة الشيخ الددو على شبكة الإنترنت.
وعلى هذا فمن استطاع الحج فيجب عليه أن يبادر إليه.
والراجح وجوب الحج على الفور لا على التراخي، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " "، قالوا: وما بال الحج يا رسول الله، قال: " "، وقد أخرج أبو داود في السنن بإسناد فيه ضعيف أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " "، وهذه أعذار تحول دون الحج، فلذلك على الإنسان أن يبادر إليه.
وقد ذهب بعض أهل العلم إلى أن الحج واجب على التراخي لا على الفور، واستدلوا بأن الحج فرضه الله على النبي صلى الله عليه وسلم في نهاية العام الثامن من الهجرة، فجاء العام التاسع ولم يحج فيه النبي صلى الله عليه وسلم بل أرسل أبا بكر يحج بالناس، ثم في العام العاشر حج النبي صلى الله عليه وسلم حجة الوداع، وعلى هذا فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحج بعد أن فتح الله عليه مكة واستطاع الحج في العام التاسع ولم يحج في ذلك العام، وإنما أخرها لعام آخر.
ولكن الجواب عن هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن ليحج إلا في وقت الحج، والعام التاسع كان عامَ نسيئة، والنسيء كان أهل الجاهلية يفعلونه، وهو تأخير بعض الأشهر عن وقتها، فقد جعل أهل مكة شهر ذي الحجة ذلك العام محرماً، وهو الشهر الذي بعد ذي الحجة، وقد كانوا يفعلون هذا في الجاهلية، فأبطله الله تعالى بسورة التوبة وقال فيها: {إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ} [الآية 37]، ولذلك يقول أحدهم:
ونحن الناسئون على معد *** شهور الحل
نجعلها حراماً
والنبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع قال: " "، فأبطل النسيئة فاستدار الزمان كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض، وقد قال الله تعالى: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ} [التوبة 36]، فاستدار الزمان كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض فحج النبي صلى الله عليه وسلم في وقت الحج.
فلذلك يعتبر الإنسان القادر على الحج إذا أخره آثماً إذا كان قادراً عليه واستطاع، والاستطاعة التي شرطها الله في قوله: {مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} [آل عمران 97]، وشرطها النبي صلى الله عليه وسلم في حديث جبريل في قوله: " "، تعريفها هي الزاد والراحلة والسبيل السابلة، الزاد أي النفقة، والراحلة أي ما يوصل الإنسان إلى تلك البقاع، والسبيل السابلة أي الأمن على النفس والمال.
فإذا كان الإنسان يجد ما يوصله من المال نفقة ونقلاً وكان يأمن على نفسه وماله في الطريق فإنه قد وجب عليه الحج ولا يحل له التأخر عن أدائه، وهذا هو الراجح والأدلة قائمة عليه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نقلاً عن موقع فضيلة الشيخ الددو على شبكة الإنترنت.
محمد الحسن الددو الشنقيطي
أحد الوجوه البارزة للتيار الإسلامي وأحد أبرز العلماء الشبان في موريتانيا و مدير المركز العلمي في نواكشوط.
- التصنيف: