قول: "اللهم بحق وليّك الصالح فلان اشفنا"
عبد العزيز بن باز
- التصنيفات: العقيدة الإسلامية -
السؤال: ما حكم التقرب بذبح الذبائح في أضرحة الأولياء الصالحين، وقول: "بحق
وليِّك الصالح فلان اشفنا" أو "أبعد عنا الكرب الفلاني"؟
الإجابة: من المعلوم بالأدلة من الكتاب والسنة أن التقرب بالذبح لغير الله من
الأولياء أو الجن أو الأصنام أو غير ذلك من المخلوقات شرك بالله، ومن
أعمال الجاهلية والمشركين، قال الله عز وجل: {قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ
وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ
أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ}، والنسك هو: الذبح،
بيَّن سبحانه في هذه الآية أن الذبح لغير الله شرك بالله كالصلاة لغير
الله، قال تعالى: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ
الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ}، أمر الله سبحانه
نبيه في هذه السورة الكريمة أن يصلي لربه وينحر له، خلافاً لأهل الشرك
الذين يسجدون لغير الله ويذبحون لغيره، وقال تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا
إِيَّاهُ}، وقال سبحانه وتعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ
مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ} والآيات في هذا المعنى
كثيرة.
والذبح من العبادة، فيجب إخلاصه لله وحده، وفي صحيح مسلم عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ".
وأما قول القائل: "أسأل الله بحق أوليائه" أو بجاه أوليائه أو بحق النبي أو بجاه النبي فهذا ليس من الشرك، ولكنه بدعة عند جمهور أهل العلم ومن وسائل الشرك، لأن الدعاء عبادة وكيفيته من الأمور التوقيفية، ولم يثبت عن نبينا صلى الله عليه وسلم ما يدل على شرعية أو إباحة التوسل بحق أو جاه أحد من الخلق، فلا يجوز للمسلم أن يحدث توسلاً لم يشرعه الله سبحانه، لقوله تعالى: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ}، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: " " (متفق على صحته)، وفي رواية لمسلم وعلقها البخاري في صحيحه جازماً بها: " "، ومعنى قوله: فهو رد أي مردود على صاحبه لا يقبل، فالواجب على أهل الإسلام التقيد بما شرعه الله والحذر مما أحدثه الناس من البدع.
أما التوسل المشروع فهو التوسل بأسماء الله وصفاته وبتوحيده وبالأعمال الصالحات، ومنها الإيمان بالله ورسوله، ومحبة الله ورسوله، ونحو ذلك من أعمال البر والخير، والأدلة على ذلك كثيرة، منها: قوله سبحانه: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا}، ومنها: أنه صلى الله عليه وسلم سمع رجلاً يقول: "اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد"، فقال صلى الله عليه وسلم: " " (أخرجه أهل السنن الأربع وصححه ابن حبان).
ومنها: حديث أصحاب الغار الذين توسلوا إلى الله سبحانه وتعالى بأعمالهم الصالحة، فإن الأول منهم توسل إلى الله سبحانه ببره بوالديه، والثاني توسل إلى الله بعفته عن الزنا بعد قدرته عليه، والثالث توسل إلى الله سبحانه بكونه نمَّى أجرة الأجير ثم سلمها له، ففرج الله كربتهم وقبل دعاءهم وأزال عنهم الصخرة التي سدت عليهم باب الغار، والحديث متفق على صحته، والله ولي التوفيق.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مجموع فتاوى و رسائل الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز - المجلد الثالث عشر.
والذبح من العبادة، فيجب إخلاصه لله وحده، وفي صحيح مسلم عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ".
وأما قول القائل: "أسأل الله بحق أوليائه" أو بجاه أوليائه أو بحق النبي أو بجاه النبي فهذا ليس من الشرك، ولكنه بدعة عند جمهور أهل العلم ومن وسائل الشرك، لأن الدعاء عبادة وكيفيته من الأمور التوقيفية، ولم يثبت عن نبينا صلى الله عليه وسلم ما يدل على شرعية أو إباحة التوسل بحق أو جاه أحد من الخلق، فلا يجوز للمسلم أن يحدث توسلاً لم يشرعه الله سبحانه، لقوله تعالى: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ}، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: " " (متفق على صحته)، وفي رواية لمسلم وعلقها البخاري في صحيحه جازماً بها: " "، ومعنى قوله: فهو رد أي مردود على صاحبه لا يقبل، فالواجب على أهل الإسلام التقيد بما شرعه الله والحذر مما أحدثه الناس من البدع.
أما التوسل المشروع فهو التوسل بأسماء الله وصفاته وبتوحيده وبالأعمال الصالحات، ومنها الإيمان بالله ورسوله، ومحبة الله ورسوله، ونحو ذلك من أعمال البر والخير، والأدلة على ذلك كثيرة، منها: قوله سبحانه: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا}، ومنها: أنه صلى الله عليه وسلم سمع رجلاً يقول: "اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد"، فقال صلى الله عليه وسلم: " " (أخرجه أهل السنن الأربع وصححه ابن حبان).
ومنها: حديث أصحاب الغار الذين توسلوا إلى الله سبحانه وتعالى بأعمالهم الصالحة، فإن الأول منهم توسل إلى الله سبحانه ببره بوالديه، والثاني توسل إلى الله بعفته عن الزنا بعد قدرته عليه، والثالث توسل إلى الله سبحانه بكونه نمَّى أجرة الأجير ثم سلمها له، ففرج الله كربتهم وقبل دعاءهم وأزال عنهم الصخرة التي سدت عليهم باب الغار، والحديث متفق على صحته، والله ولي التوفيق.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مجموع فتاوى و رسائل الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز - المجلد الثالث عشر.