تفسير: {وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم}
منذ 2006-12-22
السؤال: كيف نجمع بين قوله تعالى: {وما أصابكم من
مصيبة فبما كسبت أيديكم}، ونعرف أناساً صالحين يبتلون ببلاء،
كفقد أولادهم واحداً بعد واحد، مع أنهم لا يرتكبون المعاصي الكبيرة
(ولا نزكي على الله أحداً)، ولأن سبب كثير من المصائب الذنوب كما نسمع
ونقرأ من كتب التفسير.. آمل إزالة الإشكال، وجزاكم الله خيراً.
الإجابة: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
سبحان الله، كيف تقول هذا؟ وما يدريك عن عمل قلوبهم، وقوة إيمانهم، ألم تسمع إلى قوله سبحانه: {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ} [غافر:19]، ألم تقرأ قوله سبحانه: {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ} [فاطر: من الآية45]، ألم تتلُ هذه الآية: {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ} [النحل: من الآية61]، وقوله: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} [الشورى:30].
وهل من رأيت بمنزلة صحابة المصطفى الذين قال الله لهم: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ} [آل عمران: من الآية165]، فهل بعد هذا البيان بيان من رب العالمين، ومن لم يؤمن بذلك فلن ينفعه شيء، فعليه بمراجعة إيمانه وتصديقه بالقرآن وبكلام علام الغيوب، الحكم العدل: {وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً} [الكهف: من الآية49].
ومع ما ذكرت، فإن ما يصيب المؤمن فهو كفارة ذنوب ورفعة درجات، وابتلاء من الله سبحانه ليعلم إيمانه وصدقه ويرفع مقامه في الدنيا والآخرة: {الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ} [العنكبوت:1، 2]، {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ} [البقرة:214].
بل اعلم أخي أن المؤمن يبتلى على قدر إيمانه، كما ثبت في الحديث الصحيح: " "، فتأمل ما ذكرت، وليزدد إيمانك زادك الله إيماناً وعلماً وفقهاً، واعلم أن سؤالك سببه شبهة قذفها الشيطان في قلبك، وقد أحسنت في سؤال أهل العلم عن ذلك: {فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} [النحل: من الآية43]، فعليك بتقوية إيمانك وعدم الالتفات إلى وساوس الشيطان وشبهه، حفظ الله ورعاك وحماك.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نقلاً عن موقع فضيلة الشيخ ناصر العمر على شبكة الإنترنت.
سبحان الله، كيف تقول هذا؟ وما يدريك عن عمل قلوبهم، وقوة إيمانهم، ألم تسمع إلى قوله سبحانه: {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ} [غافر:19]، ألم تقرأ قوله سبحانه: {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ} [فاطر: من الآية45]، ألم تتلُ هذه الآية: {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ} [النحل: من الآية61]، وقوله: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} [الشورى:30].
وهل من رأيت بمنزلة صحابة المصطفى الذين قال الله لهم: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ} [آل عمران: من الآية165]، فهل بعد هذا البيان بيان من رب العالمين، ومن لم يؤمن بذلك فلن ينفعه شيء، فعليه بمراجعة إيمانه وتصديقه بالقرآن وبكلام علام الغيوب، الحكم العدل: {وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً} [الكهف: من الآية49].
ومع ما ذكرت، فإن ما يصيب المؤمن فهو كفارة ذنوب ورفعة درجات، وابتلاء من الله سبحانه ليعلم إيمانه وصدقه ويرفع مقامه في الدنيا والآخرة: {الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ} [العنكبوت:1، 2]، {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ} [البقرة:214].
بل اعلم أخي أن المؤمن يبتلى على قدر إيمانه، كما ثبت في الحديث الصحيح: " "، فتأمل ما ذكرت، وليزدد إيمانك زادك الله إيماناً وعلماً وفقهاً، واعلم أن سؤالك سببه شبهة قذفها الشيطان في قلبك، وقد أحسنت في سؤال أهل العلم عن ذلك: {فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} [النحل: من الآية43]، فعليك بتقوية إيمانك وعدم الالتفات إلى وساوس الشيطان وشبهه، حفظ الله ورعاك وحماك.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نقلاً عن موقع فضيلة الشيخ ناصر العمر على شبكة الإنترنت.
- التصنيف: