وجوب التواصل وتحريم التهاجر

منذ 2006-12-25
السؤال: أخوات شقيقات، لكنَّ فيما بينهن أشبه بحرب داحس والغبراء!! حيث يسود البغض والتحاسد والهزء واللمز، وأصبح تأثيرهن واضحاً على أولادهن، فالرجاء تذكيرهن بما في ذلك؟
الإجابة: إن النبي صلى الله عليه وسلم ثبت عنه أنه قال: "لما قضى الله خلق الخلق قامت الرحم فأمسكت بساق العرش فقالت: يا رب هذا مقام العائذ بك من القطيعة، فقال: أما ترضين أن أصل من وصلك وأن أقطع من قطعك؟" فهذا تعهد من الله أن يصل من وصل رحمه، وأن يقطع من قطع رحمه، والله تعالى يقول في سورة محمد: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ}، وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم عدد كثير من الأحاديث الصحيحة في تحريم قطيعة الرحم وفي الأمر بصلتها.

ولو كان الرحم كاشحاً -أي كان حاسداً مضاداً للإنسان- فهذا مما يزيد حقه لا مما ينقص حقه، فلذلك يجب عليهن أن يتقين الله تعالى، وأن يتواصلن، وأن يؤدي كل إنسان منهن حق الآخر إليه، وقد صح في الصحيحين من حديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يهجر أخاه فوق ثلاث، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام".

فعلى خيرهن أن تبادر فتبدأ بالسلام، وأن تقطع هذا الهجران، ويكون لها الأجر في ذلك عند الله تعالى.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نقلاً عن موقع فضيلة الشيخ الددو على شبكة الإنترنت.

محمد الحسن الددو الشنقيطي

أحد الوجوه البارزة للتيار الإسلامي وأحد أبرز العلماء الشبان في موريتانيا و مدير المركز العلمي في نواكشوط.

  • 0
  • 0
  • 9,583

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً