ما حكم أكل الدجاج المستورد؟
منذ 2007-01-30
السؤال: بلغني أن بعض العلماء هنا قال إنه لا يجوز أكل لحوم الدجاج (لعله يقصد
المستورد من بلاد الكفر)، بحجة أنها لا تذبح بالطريقة الشرعية، ولكني
أكلته لأنني أخبرت أنه من طعام أهل الكتاب، وقد قال الله تعالى فيهم:
{وطعام الذين أوتوا الكتاب حل
لكم}، واستناداً إلى قوله تعالى: {يأيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله
لكم} فأرجوا توضيح هذا بالدليل؟
الإجابة: الجواب أن طعام الذين أوتوا الكتاب الذي أحله الله عز وجل هو ذبائحهم
التي ذبحوها على وفق دينهم، فما ذبحه اليهود على وفق ملتهم أو ذبحه
النصارى على وفق ملتهم فهو من طعامهم الذي هو حلال للمسلمين، وليس ذلك
تشريفاً لأهل الكتاب بل هو تشريف للمسلمين ورفع للإصر عنهم
والحرج.
أما الذبائح التي تستورد من بلاد الكفر اليوم وبالأخص من البلاد التي جمهور أهلها نصارى كأوروبا وأمريكا ونحوها فهذه الذبائح خارجة عما ذًكر، لأن الشركات المنتجة لها هي شركات تجارية محضة، لا علاقة لها بالدين، وقد بُنيت تلك الدول كلها على العلمانية التي فيها فصل الدين عن الدولة، وبذلك فإن الشركات إنما تبحث عن اليد العاملة الرخيصة، وأرخص الأيدي العاملة الهندوس والسيخ والبوذيون من الهنود ومن كان على شاكلتهم، ولذلك هم أكثر من يزاول هذه المهنة في العالم، ولا أحدَ يرى إباحة أكل مذكيات الهندوس والبوذيون والسيخ واللادينيين، لا أحد من المسلمين يرى جواز ذلك، وكون هذه اللحوم مستوردة من بلاد الكفر التي أهلها يزعمون أنهم نصارى أو يهود أو نحو ذلك أو غالب أهلها كذلك لا يبيحها، فإنما ينظر فيها إلى أصلها حتى لو كانت الشركة الواحدة فيها موظف واحد من الذين يباشرون العمل من الهندوس أو السيخ أو البوذيين والبقية من المسلمين أو من النصارى أو من اليهود فإذا اختلطت مذكاته بمذكاة أولائك فالجميع حرام، لأن المذكى إذا اختلط بالجيفة فهو حرام بالإجماع.
فلذلك المسألة التي هنا بين قضيتين: قضية كبرى وقضية صغرى، فالقضية الكبرى هي أن طعام الذين أوتوا الكتاب حل للمسلمين، وهذه لا خلاف فيها، والمسألة الصغرى هي هل هذا الطعام الآن المستورد من بلاد أوروبا من طعام الذين أوتوا الكتاب أو ليس كذلك؟ والجواب أنه لابد من البحث في هذا، ومن المعلوم أننا بحثنا فوجدنا أنه ليس من طعام الذين أوتوا الكتاب، ومرجع ذلك إلى أصل العلمانية، فأنتم تسمعون خطر العلمانية ولكنكم لا تقدرونها، هذه العلمانية التي تقوم عليها الدول في بلادنا وفي سائر البلدان في العالم خطر عظيم على الدين، فالنصارى هم أول من اشتغل بالعلمانية ومبدأهم فيها يقولون: "دعوا ما لقيصر لقيصر، وما لله لله" لكنهم لم يحددوا ما لقيصر!!! ما هو الذي لقيصر؟ وفي الأخير جاء أتباعهم، فقالوا: "ما لقيصر" هو ما غلب عليه، فكل أمر غلبت عليه الدولة فهو مما لقيصر ليس لله فيه شيء!!! والدولة قد غلبت على المرافق العمومية فقد كان ذلك من عمل الكنيسة، من قبل كانت الكنيسة تتولى عقد النكاح وتجهيز الأموات والذبائح ونحو ذلك فأصبح ذلك خارجاً عن عمل الكنيسة، بل لأنه قد أصبح من عمل قيصر فقد غلب عليه فتركت الكنيسة ذلك، فأصبحت الذبائح من شأن قيصر لا من شأن الله عندهم، وعلى هذا فالبابا ومن دونه جميعاً يأكلون الجيف ولا يتنزهون عن أكل شيء منها.
وعلى هذا فمن أكله باجتهاد في مثل هذا باجتهاد خاطئ فصلاته صحيحة، وليس آثماً حين اجتهد إذا كان من أهل الاجتهاد، وأما بعد بيان الحكم وإقامة الحجة فمن أكله بعد ذلك فصلاته باطلة لأنه أكل جيفة نجساً، وما دامت في جوفه صلاته باطلة، ولا يحل بيع شيء من ذلك بالكلية لأنه من النجس البين الميتات.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نقلاً عن موقع فضيلة الشيخ الددو على شبكة الإنترنت.
أما الذبائح التي تستورد من بلاد الكفر اليوم وبالأخص من البلاد التي جمهور أهلها نصارى كأوروبا وأمريكا ونحوها فهذه الذبائح خارجة عما ذًكر، لأن الشركات المنتجة لها هي شركات تجارية محضة، لا علاقة لها بالدين، وقد بُنيت تلك الدول كلها على العلمانية التي فيها فصل الدين عن الدولة، وبذلك فإن الشركات إنما تبحث عن اليد العاملة الرخيصة، وأرخص الأيدي العاملة الهندوس والسيخ والبوذيون من الهنود ومن كان على شاكلتهم، ولذلك هم أكثر من يزاول هذه المهنة في العالم، ولا أحدَ يرى إباحة أكل مذكيات الهندوس والبوذيون والسيخ واللادينيين، لا أحد من المسلمين يرى جواز ذلك، وكون هذه اللحوم مستوردة من بلاد الكفر التي أهلها يزعمون أنهم نصارى أو يهود أو نحو ذلك أو غالب أهلها كذلك لا يبيحها، فإنما ينظر فيها إلى أصلها حتى لو كانت الشركة الواحدة فيها موظف واحد من الذين يباشرون العمل من الهندوس أو السيخ أو البوذيين والبقية من المسلمين أو من النصارى أو من اليهود فإذا اختلطت مذكاته بمذكاة أولائك فالجميع حرام، لأن المذكى إذا اختلط بالجيفة فهو حرام بالإجماع.
فلذلك المسألة التي هنا بين قضيتين: قضية كبرى وقضية صغرى، فالقضية الكبرى هي أن طعام الذين أوتوا الكتاب حل للمسلمين، وهذه لا خلاف فيها، والمسألة الصغرى هي هل هذا الطعام الآن المستورد من بلاد أوروبا من طعام الذين أوتوا الكتاب أو ليس كذلك؟ والجواب أنه لابد من البحث في هذا، ومن المعلوم أننا بحثنا فوجدنا أنه ليس من طعام الذين أوتوا الكتاب، ومرجع ذلك إلى أصل العلمانية، فأنتم تسمعون خطر العلمانية ولكنكم لا تقدرونها، هذه العلمانية التي تقوم عليها الدول في بلادنا وفي سائر البلدان في العالم خطر عظيم على الدين، فالنصارى هم أول من اشتغل بالعلمانية ومبدأهم فيها يقولون: "دعوا ما لقيصر لقيصر، وما لله لله" لكنهم لم يحددوا ما لقيصر!!! ما هو الذي لقيصر؟ وفي الأخير جاء أتباعهم، فقالوا: "ما لقيصر" هو ما غلب عليه، فكل أمر غلبت عليه الدولة فهو مما لقيصر ليس لله فيه شيء!!! والدولة قد غلبت على المرافق العمومية فقد كان ذلك من عمل الكنيسة، من قبل كانت الكنيسة تتولى عقد النكاح وتجهيز الأموات والذبائح ونحو ذلك فأصبح ذلك خارجاً عن عمل الكنيسة، بل لأنه قد أصبح من عمل قيصر فقد غلب عليه فتركت الكنيسة ذلك، فأصبحت الذبائح من شأن قيصر لا من شأن الله عندهم، وعلى هذا فالبابا ومن دونه جميعاً يأكلون الجيف ولا يتنزهون عن أكل شيء منها.
وعلى هذا فمن أكله باجتهاد في مثل هذا باجتهاد خاطئ فصلاته صحيحة، وليس آثماً حين اجتهد إذا كان من أهل الاجتهاد، وأما بعد بيان الحكم وإقامة الحجة فمن أكله بعد ذلك فصلاته باطلة لأنه أكل جيفة نجساً، وما دامت في جوفه صلاته باطلة، ولا يحل بيع شيء من ذلك بالكلية لأنه من النجس البين الميتات.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نقلاً عن موقع فضيلة الشيخ الددو على شبكة الإنترنت.
محمد الحسن الددو الشنقيطي
أحد الوجوه البارزة للتيار الإسلامي وأحد أبرز العلماء الشبان في موريتانيا و مدير المركز العلمي في نواكشوط.
- التصنيف: