لا يُصلى في المساجد التي فيها قبور
منذ 2007-02-18
السؤال: هل تصح الصلاة في المساجد التي يوجد فيها قبور؟
الإجابة: المساجد التي فيها قبور لا يصلى فيها، ويجب أن تنبش القبور وينقل
رفاتها إلى المقابر العامة، يجعل رفات كل قبر في حفرة خاصة كسائر
القبور، ولا يجوز أن يبقى في المساجد قبور، لا قبر ولي ولا غيره، لأن
الرسول صلى الله عليه وسلم نهى وحذر من ذلك، ولعن اليهود والنصارى على
عملهم ذلك.
فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: " "، قالت عائشة رضي الله عنها: "يُحذِّر ما صنعوا" (متفق عليه)، وقال عليه الصلاة والسلام لما أخبرته أم سلمة وأم حبيبة بكنيسة في الحبشة فيها تصاوير فقال: " " (متفق على صحته).
وقال عليه الصلاة والسلام: " " (خرجه مسلم في صحيحه عن جندب بن عبد الله البجلي)، فنهى عن اتخاذ القبور مساجد عليه الصلاة والسلام، ولعن من فعل ذلك، وأخبر أنهم شرار الخلق، فالواجب الحذر من ذلك، ومعلوم أن كل من صلى عند قبر فقد اتخذه مسجداً، ومن بنى عليه مسجداً فقد اتخذه مسجداً.
فالواجب أن تُبْعَدَ القبور عن المساجد، وألا يجعل فيها قبور، امتثالاً لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم، وحذراً من اللعنة التي صدرت من ربنا عز وجل لمن بنى المساجد على القبور، لأنه إذا صلى في مسجد فيه قبور قد يزيِّن له الشيطان دعوة الميت أو الاستغاثة به، أو الصلاة له، أو السجود له، فيقع الشرك الأكبر، ولأن هذا من عمل اليهود والنصارى، فوجب أن نخالفهم وأن نبتعد عن طريقهم وعن عملهم السيئ.
لكن لو كانت القبور هي القديمة ثم بني عليها المسجد فالواجب هدمه وإزالته، لأنه هو المحدث، كما نص على ذلك أهل العلم، حسماً لأسباب الشرك وسداً لذرائعه.
هنا شبهة يشبه بها عباد القبور، وهي: وجود قبر النبي صلى الله عليه وسلم في مسجده.
والجواب عن ذلك: أن الصحابة رضي الله عنهم لم يدفنوه في مسجده، وإنما دفنوه في بيت عائشة رضي الله عنها، فلما وسع الوليد بن عبد الملك مسجد النبي صلى الله عليه وسلم في آخر القرن الأول أدخل الحجرة في المسجد، وقد أساء في ذلك، وأنكر عليه بعض أهل العلم، ولكنه اعتقد أن ذلك لا بأس به من أجل التوسعة، فلا يجوز لمسلم أن يحتج بذلك على بناء المساجد على القبور، أو الدفن في المساجد، لأن ذلك مخالف للأحاديث الصحيحة، ولأن ذلك أيضاً من وسائل الشرك بأصحاب القبور، والله ولي التوفيق.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مجموع فتاوى ورسائل الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - المجلد الثالث عشر.
فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: " "، قالت عائشة رضي الله عنها: "يُحذِّر ما صنعوا" (متفق عليه)، وقال عليه الصلاة والسلام لما أخبرته أم سلمة وأم حبيبة بكنيسة في الحبشة فيها تصاوير فقال: " " (متفق على صحته).
وقال عليه الصلاة والسلام: " " (خرجه مسلم في صحيحه عن جندب بن عبد الله البجلي)، فنهى عن اتخاذ القبور مساجد عليه الصلاة والسلام، ولعن من فعل ذلك، وأخبر أنهم شرار الخلق، فالواجب الحذر من ذلك، ومعلوم أن كل من صلى عند قبر فقد اتخذه مسجداً، ومن بنى عليه مسجداً فقد اتخذه مسجداً.
فالواجب أن تُبْعَدَ القبور عن المساجد، وألا يجعل فيها قبور، امتثالاً لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم، وحذراً من اللعنة التي صدرت من ربنا عز وجل لمن بنى المساجد على القبور، لأنه إذا صلى في مسجد فيه قبور قد يزيِّن له الشيطان دعوة الميت أو الاستغاثة به، أو الصلاة له، أو السجود له، فيقع الشرك الأكبر، ولأن هذا من عمل اليهود والنصارى، فوجب أن نخالفهم وأن نبتعد عن طريقهم وعن عملهم السيئ.
لكن لو كانت القبور هي القديمة ثم بني عليها المسجد فالواجب هدمه وإزالته، لأنه هو المحدث، كما نص على ذلك أهل العلم، حسماً لأسباب الشرك وسداً لذرائعه.
هنا شبهة يشبه بها عباد القبور، وهي: وجود قبر النبي صلى الله عليه وسلم في مسجده.
والجواب عن ذلك: أن الصحابة رضي الله عنهم لم يدفنوه في مسجده، وإنما دفنوه في بيت عائشة رضي الله عنها، فلما وسع الوليد بن عبد الملك مسجد النبي صلى الله عليه وسلم في آخر القرن الأول أدخل الحجرة في المسجد، وقد أساء في ذلك، وأنكر عليه بعض أهل العلم، ولكنه اعتقد أن ذلك لا بأس به من أجل التوسعة، فلا يجوز لمسلم أن يحتج بذلك على بناء المساجد على القبور، أو الدفن في المساجد، لأن ذلك مخالف للأحاديث الصحيحة، ولأن ذلك أيضاً من وسائل الشرك بأصحاب القبور، والله ولي التوفيق.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مجموع فتاوى ورسائل الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - المجلد الثالث عشر.
- التصنيف: