هل عذاب النار حقيقي أو أن أهلها يكونون فيها كأنهم حجارة لا يتألمون؟
محمد بن صالح العثيمين
- التصنيفات: الدار الآخرة -
السؤال: هل عذاب النار حقيقي أو أن أهلها يكونون فيها كأنهم حجارة لا يتألمون؟
الإجابة: عذاب أهل النار حقيقي بلا ريب، ومن قال خلاف ذلك فقد أخطأ وأبعد
النجعة فأهلها يعذبون فيها ويألمون ألماً عظيماً شديداً، كما قال
تعالى في عدة آيات: {لهم عذاب
أليم}، حتى إنهم يتمنون الموت، والذي يتمنى الموت، هل يقال:
إنه يتألم أو إنه تأقلم؟ لو تأقلم ما تألم ولا دعا الله أن يقضي عليه:
{ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك قال إنكم
ماكثون. لقد جئناكم بالحق ولكن أكثركم للحق كارهون}، إذاً هم
يتألمون بلا شك، والحرارة النارية تؤثر على أبدانهم ظاهرها وباطنها،
قال الله تعالى في كتابه العزيز: {إن
الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم ناراً كلما نضجت جلودهم بدلناهم
جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب إن الله كان عزيزاً حكيماً}، وهذا
واضح أن ظاهر أبدانهم يتألم وينضج، وقال تعالى: {وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي
الوجوه}، وشيّ الوجوه واللحم معروف فهم إذا استغاثوا: {يغاثوا بماء كالمهل}، بعد مدة طويلة،
وهذا الماء إذا أقبل على وجوههم شواهاً وتساقطت والعياذ بالله، فإذا
شربوه قطع أمعاءهم: {وسقوا ماء حميماً
فقطع أمعاءهم}، وهذا عذاب الباطن، وقال النبي صلى الله عليه
وسلم في أهون أهل النار عذاباً: " "، -أعوذ بالله-
الدماغ يغلي!! فما بالك بما دونه مما هو أقرب إلى النعلين؟؟ وهذا دليل
واضح على أنهم يتألمون، وأن هذه النار تؤثر فيهم، وكذلك قال تعالى:
{وذوقوا عذاب الحريق} أي المحرق،
والآيات والأحاديث في هذا كثيرة واضحة تدل على بطلان قول من قال:
"إنهم يكونون كالحجارة لا يتألمون".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مجموع فتاوى ورسائل الشيخ محمد صالح العثيمين - المجلد الثاني - باب اليوم الآخر.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مجموع فتاوى ورسائل الشيخ محمد صالح العثيمين - المجلد الثاني - باب اليوم الآخر.