هل يجوز عدم الرضا بقضاء الله وقدره
خالد عبد المنعم الرفاعي
- التصنيفات: العقيدة الإسلامية -
السؤال: هناك ظاهرةً قد انتشرت بين المسلمين، هي الجهل -أوعدم اليقين- بما
قسمه الله لعباده؛ بمعنى أن هناك بعض الشباب، الذين لا يرضون بما قدره
الله لهم من رزق؛ فما قولكم في هذا؟
الإجابة: إن بسط الرزق وتضييقه على العباد؛ من قضاء الله وقدره؛ كما قال تعالى:
{اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ
يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ
عَلِيمٌ} [العنكبوت: 62]، وقال تعالى: {أَوَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ
الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَاتٍ
لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [الزمر:52]، ومعنى يقدر:
يُضَيَّق.
ولا يستطيع أحد من البشر أن يُغير من رزقه -الذي قدره الله له- شيئاً، ولكن يجب أن يعلم أنه -سبحانه- يُجرِي الرزق على عباده بحسب ما قدره من أسباب لذلك؛ قال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ} [الملك:15]، وقال تعالى: {فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [العنكبوت: 17].
فالواجب على العباد: الرضا بما قسمه الله تعالى وقدره؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " " (رواه أحمد والترمذي)، و(أخرج مسلم) عن عبد الله بن عمرعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " ".
هذا ومما يُعِينُ على الرضا بقدر الله أمورٌمنها:
النظر لمن دُونَكَ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: " " (رواه مسلم وغيره)، قال النووي: قال ابن جرير وغيره: "هذا حديث جامع لأنواع من الخير؛ لأن الإنسان إذا رأى من فُضِّل عليه في الدنيا؛ طلبت نفسه مثل ذلك، واستصغر ما عنده من نعمة الله تعالى، وحرص على الازدياد ليلحق بذلك أو يقاربه، هذا هو الموجود في غالب الناس، وأما إذا نظر في أمور الدنيا إلى من هو دونه فيها؛ ظهرت له نعمة الله تعالى عليه؛ فشكرها، وتواضع، وفعل فيه الخير" اهـ.
ومنها: بُطلان ما يظنه كثير من الناس أنَّ الغنى من إكرام الله للعبد، والفقرَ من إهانة الله للعبد؛ وقد ردَّ الله هذا الظن الخاطئ بقوله تعالى: {فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ * وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ} [الفجر:15-16].
ومنها: الإيمان بأن الله تعالى يُعطي ويمنع بما يُصْلِحُ عباده؛ قال تعالى: {وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ} [الشورى:27].
ومنها: أن الناس لو كانوا على مستوى واحد في رزقهم وإمكاناتهم؛ لما قامت الحياة، ولتعطلت كثير من الأعمال؛ وقد أشار الله سبحانه إلى هذه الحكمة بقوله تعالى: {أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيّاً وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} [الزخرف:32].
ومنها: وإذا تقرر هذا؛ فعلى المسلم أن يعلم أن تقدير الرزق تابع لحكمة الله، ومشيئته، وعلمه؛ فليرض بما قسم الله له؛ قال تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ} [الطلاق:2،3] والله أعلم.
وهذا ابتلاء واختبار من الله تعالى لعباده؛ ليظهر الشاكر من الكافر، والصادق من الكاذب، فالغني يجب عليه أن يؤدي شكر نعمة الله عليه، وينفق المال وفق أوامر الله، والفقير يجب عليه الصبر والحمد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نقلاً عن موقع الآلوكة.
ولا يستطيع أحد من البشر أن يُغير من رزقه -الذي قدره الله له- شيئاً، ولكن يجب أن يعلم أنه -سبحانه- يُجرِي الرزق على عباده بحسب ما قدره من أسباب لذلك؛ قال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ} [الملك:15]، وقال تعالى: {فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [العنكبوت: 17].
فالواجب على العباد: الرضا بما قسمه الله تعالى وقدره؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " " (رواه أحمد والترمذي)، و(أخرج مسلم) عن عبد الله بن عمرعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " ".
هذا ومما يُعِينُ على الرضا بقدر الله أمورٌمنها:
النظر لمن دُونَكَ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: " " (رواه مسلم وغيره)، قال النووي: قال ابن جرير وغيره: "هذا حديث جامع لأنواع من الخير؛ لأن الإنسان إذا رأى من فُضِّل عليه في الدنيا؛ طلبت نفسه مثل ذلك، واستصغر ما عنده من نعمة الله تعالى، وحرص على الازدياد ليلحق بذلك أو يقاربه، هذا هو الموجود في غالب الناس، وأما إذا نظر في أمور الدنيا إلى من هو دونه فيها؛ ظهرت له نعمة الله تعالى عليه؛ فشكرها، وتواضع، وفعل فيه الخير" اهـ.
ومنها: بُطلان ما يظنه كثير من الناس أنَّ الغنى من إكرام الله للعبد، والفقرَ من إهانة الله للعبد؛ وقد ردَّ الله هذا الظن الخاطئ بقوله تعالى: {فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ * وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ} [الفجر:15-16].
ومنها: الإيمان بأن الله تعالى يُعطي ويمنع بما يُصْلِحُ عباده؛ قال تعالى: {وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ} [الشورى:27].
ومنها: أن الناس لو كانوا على مستوى واحد في رزقهم وإمكاناتهم؛ لما قامت الحياة، ولتعطلت كثير من الأعمال؛ وقد أشار الله سبحانه إلى هذه الحكمة بقوله تعالى: {أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيّاً وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} [الزخرف:32].
ومنها: وإذا تقرر هذا؛ فعلى المسلم أن يعلم أن تقدير الرزق تابع لحكمة الله، ومشيئته، وعلمه؛ فليرض بما قسم الله له؛ قال تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ} [الطلاق:2،3] والله أعلم.
وهذا ابتلاء واختبار من الله تعالى لعباده؛ ليظهر الشاكر من الكافر، والصادق من الكاذب، فالغني يجب عليه أن يؤدي شكر نعمة الله عليه، وينفق المال وفق أوامر الله، والفقير يجب عليه الصبر والحمد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نقلاً عن موقع الآلوكة.