هل القراءات السبع متواترة ؟
منذ 2008-05-11
السؤال: هل القراءات السبع متواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم، فمثلاً قراءة
عاصم لم يتلقى عن الصحابة في حد علمي إلا عبدالله السلمي؟ مع العلم
أنها صحيحة ولكن المسألة هل هي متواترة؟
الإجابة: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله, وعلى آله وصحبة ومن والاه,
وبعد:
قال جلال الدين السيوطي في (الإتقان في علوم القرآن): قال شيخ شيوخنا أبو الخير بن الجزري في أول كتابه (النشر): كل قراءة وافقت العربية ولو بوجه, ووافقت أحد المصاحف العثمانية ولو احتمالاً, وصح سندها؛ فهي القراءة الصحيحة التي لا يجوز ردها, ولا يحل إنكارها, بل هي من الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن, ووجب على الناس قبولها؛ سواء كانت عن الأئمة السبعة أم عن العشرة أم عن غيرهم من الأئمة المقبولين, ومتى اختل ركن من هذه الأركان الثلاثة أطلق عليها: ضعيفة أو شاذة أو باطلة؛ سواء كنت عن السبعة أم عمن هو أكبر منهم. هذا هو الصحيح عند أئمة التحقيق من السلف والخلف صرح بذلك: الداني ومكي والمهدوي وأبو شامة, وهو مذهب السلف الذي لا يعرف عن أحد منهم خلافة .اهـ.
وروى (البخاري) عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " "، والأربعة المذكورون اثنان من المهاجرين واثنان من الأنصار. وسالم هو ابن معقل مولى أبي حذيفة, ومعاذ هو ابن جبل. [وهذا لا ينافي كون غيرهم من الحفظة].
قال صاحب الإتقان: والمشتهرون بإقراء القرآن من الصحابة سبعة: عثمان, وعليّ, وأبيّ, وزيد بن ثابت, وابن مسعود, وأبو الدرداء, وأبو موسى الأشعري؛ كذا ذكرهم الذهبي في (طبقات القراء) قال: وقد قرأ على أبيّ جماعة من الصحابة, منهم: أبو هريرة, وابن عباس, وعبد الله بن السائب, وأخذ ابن عباس عن زيدٍ أيضًا, وأخذ عنهم خلق من التابعين.
فممن كان بالمدينة: ابن المسيب, وعروة, وسالم, وعمر بن عبدا لعزيز, وسليمان وعطاء ابنا يسار, ومعاذ بن الحارث المعروف بمعاذ القاري, وعبدالرحمن ابن هرمز الأعرج, وابن شهاب الزهري, ومسلم بن جندب, وزيد بن أسلم.
وبمكة: عبيد بن عمير, وعطاء بن أبي رباح, وطاووس, ومجاهد, وعكرمة, وابن أبي مليكه، وبالكوفة: علقمة, والأسود, ومسروق, وعبيدة, وعمرو بن شرحبيل, والحارث بن قيس, والربيع بن خيثم, وعمرو بن ميمون, وأبو عبدالرحمن عبدالله السلمي, وزر بن حبيش, وعبيد بن نضيلة, وسعيد ابن خبير, والنخعي, والشعبي.
وبالبصرة: أبو عالية, وأبو رجاء, ونصر بن عاصم, ويحيى بن يعمر, والحسن بن سيرين, وقتادة، وبالشام: المغيرة بن أبي شهاب المخزومي صاحب عثمان, وخليفة بن سعد صاحب أبي الدرداء.
ثم تجرد قوم واعتنوا بضبط القراءة أتم عناية حتى صاروا أئمة يتقدى بهم ويرحل إليهم:
فكان بالمدينة: أبو جعفر يزيد بن القعقاع, ثم شيبة بن نصاع, ثم نافع بن نعيم.
وبمكة: عبد الله بن كثير, وحميد بن قيس الأعرج, ومحمد بن أبي محيسن.
وبالكوفة: يحيى بن وثاب, وعاصم بن أبي النجود, وسليمان الأعمش, ثم حمزة, ثم الكسائي.
وبالبصرة: عبد الله بن أبي إسحاق, وعيسى بن عمر, وأبو عمرو بن العلاء, وعاصم الجحدري, ثم يعقوب الحضرمي.
وبالشام: عبد الله بن عامر, وعطية بن قيس الكلابي, وإسماعيل بن عبدالله بن المهاجر, ثم يحيى بن الحارث الذماري, ثم شريح بن يزيد الحضرمي.
اشتهر من هؤلاء في الآفاق الأئمة السبعة:
نافع: وقد أخذ من التابعين؛ منهم أبو جعفر, وابن كثير, وأخذ عن عبد الله بن السائب الصحابي.
أبو عمرو: وأخذ عن التابعين.
ابن عامر: وأخذ عن أبي الدرداء وأصحاب عثمان.
عاصم: وأخذ عن التابعين.
حمزة: أخذ عن عاصم, والأعمش, والسبيعي, ومنصور بن المعتمر, وغيره.
الكسائي: وأخذ عن حمزة وأبي بكر بن عياش, ثم انتشرت القراءات في الأقطار وتفرقوا أمماً بعد أمم.
واشتهر من رواة كل طريق من طرق السبعة راويان:
فعن نافع: قالون وورش عنه. وعن ابن كثير: قنبل والبزي عن أصحابه عنه. وعن أبي عمرو: الدوري والسوسي عن اليزيد عنه. وعن ابن عامر: هشام وابن ذكوان عن أصحابه عنه. وعن الكسائي: أبو الحارث والدوري.
ثم لما اتسع الخرق وكاد الباطل يلتبس بالحق قام جهابذة الأمة وبالغوا في الاجتهاد, وجمعوا الحروف والقراءات, وعزوا الوجوه والروايات, وميزوا الصحيح والمشهور والشاذ بأصول أصولها وأركان فصلوها.
فأول من صنف في القراءات: أبو عبيد القاسم بن سلام, ثم أحمد بن جبير الكوفي, ثم إسماعيل بن إسحاق المالكي صاحب قالون, ثم أبو جعفر بن جرير الطبري, ثم أبو بكر محمد بن أحمد بن عمر الدجوني, ثم أبو بكر مجاهد, ثم قام الناس في عصره وبعده بالتأليف في أنواعها جامعًا ومفردًا وموجزًا ومسهباً.
وأئمة القراءات لا تحصى وقد صنف طبقاتهم حافظ الإسلام أبو عبدالله الذهبي, ثم حافظ القراء أبو الخير بن الجزري.
وقال شهاب الدين أحمد الدمياطي في (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر) (ص9): "قال عبد الوهاب بن علي السبكي: الحمد لله، القراءات السبع التي اقتصر عليها الشاطبي والثلاث التي هي قراءة أبي جعفر وقراءة يعقوب وقراءة خلف متواترة معلومة من الدين بالضرورة وكل حرف انفرد به واحد من العشرة معلوم من الدين بالضرورة أنه منزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم... بل هي متواترة عند كل مسلم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله, وأشهد أن محمداً رسول الله. اهـ.
وتتبع أسانيد أي قراءة أو رواية, فذلك مبسوط في كتب علماء الحديث والقراءات فيرجع إليها من شاء ذلك والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
موقع الألوكة
قال جلال الدين السيوطي في (الإتقان في علوم القرآن): قال شيخ شيوخنا أبو الخير بن الجزري في أول كتابه (النشر): كل قراءة وافقت العربية ولو بوجه, ووافقت أحد المصاحف العثمانية ولو احتمالاً, وصح سندها؛ فهي القراءة الصحيحة التي لا يجوز ردها, ولا يحل إنكارها, بل هي من الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن, ووجب على الناس قبولها؛ سواء كانت عن الأئمة السبعة أم عن العشرة أم عن غيرهم من الأئمة المقبولين, ومتى اختل ركن من هذه الأركان الثلاثة أطلق عليها: ضعيفة أو شاذة أو باطلة؛ سواء كنت عن السبعة أم عمن هو أكبر منهم. هذا هو الصحيح عند أئمة التحقيق من السلف والخلف صرح بذلك: الداني ومكي والمهدوي وأبو شامة, وهو مذهب السلف الذي لا يعرف عن أحد منهم خلافة .اهـ.
وروى (البخاري) عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " "، والأربعة المذكورون اثنان من المهاجرين واثنان من الأنصار. وسالم هو ابن معقل مولى أبي حذيفة, ومعاذ هو ابن جبل. [وهذا لا ينافي كون غيرهم من الحفظة].
قال صاحب الإتقان: والمشتهرون بإقراء القرآن من الصحابة سبعة: عثمان, وعليّ, وأبيّ, وزيد بن ثابت, وابن مسعود, وأبو الدرداء, وأبو موسى الأشعري؛ كذا ذكرهم الذهبي في (طبقات القراء) قال: وقد قرأ على أبيّ جماعة من الصحابة, منهم: أبو هريرة, وابن عباس, وعبد الله بن السائب, وأخذ ابن عباس عن زيدٍ أيضًا, وأخذ عنهم خلق من التابعين.
فممن كان بالمدينة: ابن المسيب, وعروة, وسالم, وعمر بن عبدا لعزيز, وسليمان وعطاء ابنا يسار, ومعاذ بن الحارث المعروف بمعاذ القاري, وعبدالرحمن ابن هرمز الأعرج, وابن شهاب الزهري, ومسلم بن جندب, وزيد بن أسلم.
وبمكة: عبيد بن عمير, وعطاء بن أبي رباح, وطاووس, ومجاهد, وعكرمة, وابن أبي مليكه، وبالكوفة: علقمة, والأسود, ومسروق, وعبيدة, وعمرو بن شرحبيل, والحارث بن قيس, والربيع بن خيثم, وعمرو بن ميمون, وأبو عبدالرحمن عبدالله السلمي, وزر بن حبيش, وعبيد بن نضيلة, وسعيد ابن خبير, والنخعي, والشعبي.
وبالبصرة: أبو عالية, وأبو رجاء, ونصر بن عاصم, ويحيى بن يعمر, والحسن بن سيرين, وقتادة، وبالشام: المغيرة بن أبي شهاب المخزومي صاحب عثمان, وخليفة بن سعد صاحب أبي الدرداء.
ثم تجرد قوم واعتنوا بضبط القراءة أتم عناية حتى صاروا أئمة يتقدى بهم ويرحل إليهم:
فكان بالمدينة: أبو جعفر يزيد بن القعقاع, ثم شيبة بن نصاع, ثم نافع بن نعيم.
وبمكة: عبد الله بن كثير, وحميد بن قيس الأعرج, ومحمد بن أبي محيسن.
وبالكوفة: يحيى بن وثاب, وعاصم بن أبي النجود, وسليمان الأعمش, ثم حمزة, ثم الكسائي.
وبالبصرة: عبد الله بن أبي إسحاق, وعيسى بن عمر, وأبو عمرو بن العلاء, وعاصم الجحدري, ثم يعقوب الحضرمي.
وبالشام: عبد الله بن عامر, وعطية بن قيس الكلابي, وإسماعيل بن عبدالله بن المهاجر, ثم يحيى بن الحارث الذماري, ثم شريح بن يزيد الحضرمي.
اشتهر من هؤلاء في الآفاق الأئمة السبعة:
نافع: وقد أخذ من التابعين؛ منهم أبو جعفر, وابن كثير, وأخذ عن عبد الله بن السائب الصحابي.
أبو عمرو: وأخذ عن التابعين.
ابن عامر: وأخذ عن أبي الدرداء وأصحاب عثمان.
عاصم: وأخذ عن التابعين.
حمزة: أخذ عن عاصم, والأعمش, والسبيعي, ومنصور بن المعتمر, وغيره.
الكسائي: وأخذ عن حمزة وأبي بكر بن عياش, ثم انتشرت القراءات في الأقطار وتفرقوا أمماً بعد أمم.
واشتهر من رواة كل طريق من طرق السبعة راويان:
فعن نافع: قالون وورش عنه. وعن ابن كثير: قنبل والبزي عن أصحابه عنه. وعن أبي عمرو: الدوري والسوسي عن اليزيد عنه. وعن ابن عامر: هشام وابن ذكوان عن أصحابه عنه. وعن الكسائي: أبو الحارث والدوري.
ثم لما اتسع الخرق وكاد الباطل يلتبس بالحق قام جهابذة الأمة وبالغوا في الاجتهاد, وجمعوا الحروف والقراءات, وعزوا الوجوه والروايات, وميزوا الصحيح والمشهور والشاذ بأصول أصولها وأركان فصلوها.
فأول من صنف في القراءات: أبو عبيد القاسم بن سلام, ثم أحمد بن جبير الكوفي, ثم إسماعيل بن إسحاق المالكي صاحب قالون, ثم أبو جعفر بن جرير الطبري, ثم أبو بكر محمد بن أحمد بن عمر الدجوني, ثم أبو بكر مجاهد, ثم قام الناس في عصره وبعده بالتأليف في أنواعها جامعًا ومفردًا وموجزًا ومسهباً.
وأئمة القراءات لا تحصى وقد صنف طبقاتهم حافظ الإسلام أبو عبدالله الذهبي, ثم حافظ القراء أبو الخير بن الجزري.
وقال شهاب الدين أحمد الدمياطي في (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر) (ص9): "قال عبد الوهاب بن علي السبكي: الحمد لله، القراءات السبع التي اقتصر عليها الشاطبي والثلاث التي هي قراءة أبي جعفر وقراءة يعقوب وقراءة خلف متواترة معلومة من الدين بالضرورة وكل حرف انفرد به واحد من العشرة معلوم من الدين بالضرورة أنه منزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم... بل هي متواترة عند كل مسلم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله, وأشهد أن محمداً رسول الله. اهـ.
وتتبع أسانيد أي قراءة أو رواية, فذلك مبسوط في كتب علماء الحديث والقراءات فيرجع إليها من شاء ذلك والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
موقع الألوكة
- التصنيف: