حكم ترديد الذكر والتسابيح بصورة جماعية
عبد الرحمن بن عبد الخالق اليوسف
- التصنيفات: النهي عن البدع والمنكرات -
السؤال: في مجال العمل الإسلامي في الغربة ضمّنا اجتماع مع بعض الإخوة في إطار
دراسة أمور الدعوة، وبرمجة أنشطة مختلفة للجالية المسلمة طرحت فكرة
الاجتماع في حلقة ذكر لله عز وجل، بحيث تكون فقرة ضمن برنامج شامل من
الدروس والقيام والتلاوة وما إلى ذلك، فواجهوني الإخوة بالرفض
والتهكم!!! ولتمسكنا بمنهج السلف والحمد لله تعالى، ومقاومتنا البدع
والإنحرافات في أنشطتنا العامة، وبعيداً عن شطحات الصوفية وترهاتهم،
فإني الآن في غاية القلق والاضطراب النفسي لما أكده لي بعض الإخوة من
أن ذلك مقطوع في كونه بدعة، وأن أهل السنة والجماعة لم يختلفوا في
ذلك، وتلك من انحرافات الصوفية.
لم أحاول الدفاع عن شيء قد يجرنا إلى الجدال وإلى ما يضر بأخوتنا وترابطنا في أمر لا يعدو أن يكون مشروعاً في استحباب (كما أعلمه)، أمام وجوب الأخوة والتلاحم بيننا.
فرجعت إلى نفسي أقرأ في هذا الباب، وذلك طرداً للهموم والوساوس، ورغبة في الفائدة دون التعصب لما أحببت أن يكون.
وأمام رجائي منكم في إفادتي بما فتح الله تعالى عليكم من العلم والتحقق فيه، أحببت أن أشير إلى النقاط التالية:
1 - لا أعني بمجالس الذكر أن تكون بغير المأثور، أو تكون مجالس رقص وطرب أو أن يخالطها شطحات الصوفية، ولا أن مجالس التلاوة أو العلم والمدارسة ليست مجالس ذكر بل هذا هو الأفضل، إلا أن النفس تحب تغير الأحوال وتنشط عند التحول من صورة إلى أخرى، كما أن ذلك من حكمة الله تعالى في تنوع صور العبادات في ديننا.
2 - هنا المسلمون الجدد من الغربيين يحبون اللقاء بالمسلمين، وبالأخص في مجالس الذكر فهم يعشقون ذلك بأي صورة كانت لما هم فيه من المادية والخواء الروحي، وهذا من أسباب توجههم إلى الصوفية بشرها وخيرها، وهناك لقاءات كثيرة ومنتشرة بينهم في السويد وعلى الإنترنت تدعو إلى التصوف، وقد عمت البلوى وانتشر.
3 - يسهل على من لا يستطيع التلاوة من غير العرب أن يشارك في حلقات الذكر وأن لا يحس بالوحشة بينهم وهو يردد معهم كلمات قلائل من مثل: التهليل والتسبيح والتحميد.
4 - لا يعني الجواز في هذا الأمر أن نهمل جانب العلم والتلاوة وما إلى ذلك، بل إن هذا عملنا وديدننا، واعتقد أن نجاح المتصوفة والشيعة مع المسلمين الجدد قد يكمن وراءه إهمالنا الكلي لمثل هذه اللقاءات الروحية الخاصة التي يحتاجونها من حين لآخر.
لم أحاول الدفاع عن شيء قد يجرنا إلى الجدال وإلى ما يضر بأخوتنا وترابطنا في أمر لا يعدو أن يكون مشروعاً في استحباب (كما أعلمه)، أمام وجوب الأخوة والتلاحم بيننا.
فرجعت إلى نفسي أقرأ في هذا الباب، وذلك طرداً للهموم والوساوس، ورغبة في الفائدة دون التعصب لما أحببت أن يكون.
وأمام رجائي منكم في إفادتي بما فتح الله تعالى عليكم من العلم والتحقق فيه، أحببت أن أشير إلى النقاط التالية:
1 - لا أعني بمجالس الذكر أن تكون بغير المأثور، أو تكون مجالس رقص وطرب أو أن يخالطها شطحات الصوفية، ولا أن مجالس التلاوة أو العلم والمدارسة ليست مجالس ذكر بل هذا هو الأفضل، إلا أن النفس تحب تغير الأحوال وتنشط عند التحول من صورة إلى أخرى، كما أن ذلك من حكمة الله تعالى في تنوع صور العبادات في ديننا.
2 - هنا المسلمون الجدد من الغربيين يحبون اللقاء بالمسلمين، وبالأخص في مجالس الذكر فهم يعشقون ذلك بأي صورة كانت لما هم فيه من المادية والخواء الروحي، وهذا من أسباب توجههم إلى الصوفية بشرها وخيرها، وهناك لقاءات كثيرة ومنتشرة بينهم في السويد وعلى الإنترنت تدعو إلى التصوف، وقد عمت البلوى وانتشر.
3 - يسهل على من لا يستطيع التلاوة من غير العرب أن يشارك في حلقات الذكر وأن لا يحس بالوحشة بينهم وهو يردد معهم كلمات قلائل من مثل: التهليل والتسبيح والتحميد.
4 - لا يعني الجواز في هذا الأمر أن نهمل جانب العلم والتلاوة وما إلى ذلك، بل إن هذا عملنا وديدننا، واعتقد أن نجاح المتصوفة والشيعة مع المسلمين الجدد قد يكمن وراءه إهمالنا الكلي لمثل هذه اللقاءات الروحية الخاصة التي يحتاجونها من حين لآخر.
الإجابة: سرتني كثيراً رسالتك الطيبة وسؤالك عن حلقات الذكر وفقك الله وجميع
إخوانك في ديار الغربة على التمسك بالإسلام والعمل له حتى تلقوا
ربكم.
وأقول أخي الكريم: لم يثبت قط أن الصحابة رضوان الله عليهم والتابعين جلس فريق منهم يذكرون الله على ذلك النحو الذي فهمه بعض الناس من عموم الأحاديث التي ذكرتها، وهي أن يجلسوا ليرددوا الذكر والتسابيح بصورة جماعية، كأن يقولوا مثلاً: "لا إله إلا الله" جميعاً ثم يكررونها. سواء كان هذا وهم جلوس أو قيام.
وقد ورد إنكار عبد الله بن مسعود رضي الله عنه على جماعة في العراق جلسوا يذكرون الله حلقاً وبين يدي كل منهم كوم من الحصى، وعلى رأس كل جماعة رجل يقول لهم: "سبحوا الله مائة مرة"، فيسبحون، "هللوا مائة مرة" فيهللون، وهكذا.. وقال لهم قولاً شديداً، وكان مما قال لهم: "لأنتم على ملة هي أهدى من ملة رسول الله أو مقتحمو باب ضلالة!!".
ومن أجل ذلك حمل أهل العلم الأحاديث التي جاءت بشأن فضل الجلوس في جماعة لذكر الله أن المراد بها تعلم العلم، ومدارسته، أو جلوس كل منهم يذكر الله في نفسه، وليس بصورة جماعية يرددن الذكر.
وأقول أخي الكريم: لم يثبت قط أن الصحابة رضوان الله عليهم والتابعين جلس فريق منهم يذكرون الله على ذلك النحو الذي فهمه بعض الناس من عموم الأحاديث التي ذكرتها، وهي أن يجلسوا ليرددوا الذكر والتسابيح بصورة جماعية، كأن يقولوا مثلاً: "لا إله إلا الله" جميعاً ثم يكررونها. سواء كان هذا وهم جلوس أو قيام.
وقد ورد إنكار عبد الله بن مسعود رضي الله عنه على جماعة في العراق جلسوا يذكرون الله حلقاً وبين يدي كل منهم كوم من الحصى، وعلى رأس كل جماعة رجل يقول لهم: "سبحوا الله مائة مرة"، فيسبحون، "هللوا مائة مرة" فيهللون، وهكذا.. وقال لهم قولاً شديداً، وكان مما قال لهم: "لأنتم على ملة هي أهدى من ملة رسول الله أو مقتحمو باب ضلالة!!".
ومن أجل ذلك حمل أهل العلم الأحاديث التي جاءت بشأن فضل الجلوس في جماعة لذكر الله أن المراد بها تعلم العلم، ومدارسته، أو جلوس كل منهم يذكر الله في نفسه، وليس بصورة جماعية يرددن الذكر.