غير منتظم في صلاتي
خالد عبد المنعم الرفاعي
- التصنيفات: فقه الصلاة -
السؤال: غير منتظم في صلاتي، وأتألم كثيراً من ذلك، أرجو مساعدتي.
الإجابة: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه،
ثم أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يصلح حالكَ، وأن يردَّك إليه ردّاً جميلاً، وأن يوفقنا وإيَّاك لما يحب ويرضى، واعلم: أن الصلاة أمرها عظيم عند الله تعالى ومكانتها كبيرة، وهي أول ما يُنظر فيه من أعمال المسلم يوم القيامة؛ فإن حافظ عليها فاز وربح، وإن ضيَّعها خاب وخسر.
قال تعالى: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} [البقرة: 238]، وقال تعالى: {إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا} [النساء: 103]، وقال تعالى: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا} [مريم: 59].
وفي (صحيح مسلم) من حديث جابر رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " "، وقال صلى الله عليه وسلم: " " (رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه).
وفي (سنن ابن ماجه) وغيره، عن أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " " ... إلى غير ذلك من الأحاديث في تعظيم شأن الصلاة، وتوعُّد تاركها والمتهاون والمتساهل في أمرها.
ولا شك أن المواظبة على الصلاة هو عنوان الفلاح في الدنيا والآخرة، وقد وصف الله الأخيار بأنهم {عَلَى صَلاتِهِمْ دَائِمُونَ} [المعارج: 23]، ووصفهم بأنهم: {عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ} [المؤمنون: 9].
وقد كتب عمر رضي الله عنه إلى الولاة على الأقاليم بخصوص المحافظة على الصلاة؛ فقال: "إن أهم أموركم عندي الصلاة، فمَنْ حافظ عليها فهو لما سواها أحفظ، ومَنْ ضيَّعها فهو لما سواها أضيع"، وقد جاء في الحديث قول النبي صلى الله عليه وسلم: " " (رواه أحمد، والطبراني) في "الكبير" و"الأوسط"، و(ابن حبان) في "صحيحه"، وفرعون وهامان وقارون وأُبيِّ بن خلف هم أئمة الكفر والضلال والعياذ بالله.
وقد علّق الإمام ابن القيم على هذا الحديث بقوله: "فمن شغلته عن الصلاة رياسته؛ حُشر مع فرعون، ومن شغلته عن الصلاة وزارته؛ حُشر مع هامان، ومن شغلته عن الصلاة أمواله؛ حُشر مع قارون، ومن شغلته عن الصلاة إدارة تجارته وأعماله؛ حُشر مع أُبيّ بن خلف)).
وقد أعدَّ الله لمن لا ينتظم في الصلاة واديًا في جنهم وعذابًا شديدًا، فقال سبحانه: {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ} [الماعون: 4-5]، قال ابن عباس: "تلك صلاة المنافق؛ يجلس يرقب قرص الشمس، ثم يصلي أربعاً لا يذكر الله فيها إلا قليلاً "!!، وقال سعد بن أبي وقاص: " " (رواه البيهقي)، وقال القاسم بن مخيمرة: أضاعوها: أخروها عن وقتها، ولو تركوها لكفروا. ذكره النحاس في معاني القرآن.
فعليكَ -أخي الكريم- أن تتدبر الآيات، وتتفحص تلك الأحاديث وأنت موقِنٌ مصدِّقٌ، وداوم على التضرع إلى الله تعالى أن يلهمك رشدك، ويعينك على نفسك، ويوفقك للقيام بما افترضه عليك، والابتعاد عمَّا يسخطه.
ومما يُعينك على الانتظام في الصلاة ما يلي:
1- التوجُّه إلى الله بالدعاء، والحرص على متابعة المؤذِّن، وترديد: (لا حول ولا قوة إلا بالله) عند قول المؤذِّن: (حي على الصلاة، حي على الفلاح).
2- الابتعاد عن الذنوب؛ فإنها تقيِّد الإنسان وتبعده عن كل خير، وقد شكا رجلٌ للحسن البصري وقال له: "أحاول أن أنهض لصلاة الفجر، فلا أستطيع"! فقال له: "قيَّدتكَ الذنوب"!!
3- البعد عن رفقاء ومجالس السوء؛ فإن الإنسان يتأثر بجليسه وصاحبه ولا محالة؛ ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: " " (رواه البخاري ومسلم) من حديث أبي موسى.
4- البعد -كل البعد- عن وسائل الإعلام والفضائيات؛ فإن فيها شرّاً كثيراً، وملهاةً عن ذكر الله تعالى.
5- عمارة البيت بالقرآن وذكر الرحمن.
6- القراءة في أحوال السلف الصالحين، وكيف كان حالهم مع الصلاة والله أعلم..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من فتاوى موقع الألوكة
فنسأل الله تعالى أن يصلح حالكَ، وأن يردَّك إليه ردّاً جميلاً، وأن يوفقنا وإيَّاك لما يحب ويرضى، واعلم: أن الصلاة أمرها عظيم عند الله تعالى ومكانتها كبيرة، وهي أول ما يُنظر فيه من أعمال المسلم يوم القيامة؛ فإن حافظ عليها فاز وربح، وإن ضيَّعها خاب وخسر.
قال تعالى: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} [البقرة: 238]، وقال تعالى: {إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا} [النساء: 103]، وقال تعالى: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا} [مريم: 59].
وفي (صحيح مسلم) من حديث جابر رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " "، وقال صلى الله عليه وسلم: " " (رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه).
وفي (سنن ابن ماجه) وغيره، عن أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " " ... إلى غير ذلك من الأحاديث في تعظيم شأن الصلاة، وتوعُّد تاركها والمتهاون والمتساهل في أمرها.
ولا شك أن المواظبة على الصلاة هو عنوان الفلاح في الدنيا والآخرة، وقد وصف الله الأخيار بأنهم {عَلَى صَلاتِهِمْ دَائِمُونَ} [المعارج: 23]، ووصفهم بأنهم: {عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ} [المؤمنون: 9].
وقد كتب عمر رضي الله عنه إلى الولاة على الأقاليم بخصوص المحافظة على الصلاة؛ فقال: "إن أهم أموركم عندي الصلاة، فمَنْ حافظ عليها فهو لما سواها أحفظ، ومَنْ ضيَّعها فهو لما سواها أضيع"، وقد جاء في الحديث قول النبي صلى الله عليه وسلم: " " (رواه أحمد، والطبراني) في "الكبير" و"الأوسط"، و(ابن حبان) في "صحيحه"، وفرعون وهامان وقارون وأُبيِّ بن خلف هم أئمة الكفر والضلال والعياذ بالله.
وقد علّق الإمام ابن القيم على هذا الحديث بقوله: "فمن شغلته عن الصلاة رياسته؛ حُشر مع فرعون، ومن شغلته عن الصلاة وزارته؛ حُشر مع هامان، ومن شغلته عن الصلاة أمواله؛ حُشر مع قارون، ومن شغلته عن الصلاة إدارة تجارته وأعماله؛ حُشر مع أُبيّ بن خلف)).
وقد أعدَّ الله لمن لا ينتظم في الصلاة واديًا في جنهم وعذابًا شديدًا، فقال سبحانه: {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ} [الماعون: 4-5]، قال ابن عباس: "تلك صلاة المنافق؛ يجلس يرقب قرص الشمس، ثم يصلي أربعاً لا يذكر الله فيها إلا قليلاً "!!، وقال سعد بن أبي وقاص: " " (رواه البيهقي)، وقال القاسم بن مخيمرة: أضاعوها: أخروها عن وقتها، ولو تركوها لكفروا. ذكره النحاس في معاني القرآن.
فعليكَ -أخي الكريم- أن تتدبر الآيات، وتتفحص تلك الأحاديث وأنت موقِنٌ مصدِّقٌ، وداوم على التضرع إلى الله تعالى أن يلهمك رشدك، ويعينك على نفسك، ويوفقك للقيام بما افترضه عليك، والابتعاد عمَّا يسخطه.
ومما يُعينك على الانتظام في الصلاة ما يلي:
1- التوجُّه إلى الله بالدعاء، والحرص على متابعة المؤذِّن، وترديد: (لا حول ولا قوة إلا بالله) عند قول المؤذِّن: (حي على الصلاة، حي على الفلاح).
2- الابتعاد عن الذنوب؛ فإنها تقيِّد الإنسان وتبعده عن كل خير، وقد شكا رجلٌ للحسن البصري وقال له: "أحاول أن أنهض لصلاة الفجر، فلا أستطيع"! فقال له: "قيَّدتكَ الذنوب"!!
3- البعد عن رفقاء ومجالس السوء؛ فإن الإنسان يتأثر بجليسه وصاحبه ولا محالة؛ ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: " " (رواه البخاري ومسلم) من حديث أبي موسى.
4- البعد -كل البعد- عن وسائل الإعلام والفضائيات؛ فإن فيها شرّاً كثيراً، وملهاةً عن ذكر الله تعالى.
5- عمارة البيت بالقرآن وذكر الرحمن.
6- القراءة في أحوال السلف الصالحين، وكيف كان حالهم مع الصلاة والله أعلم..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من فتاوى موقع الألوكة