ما حكم ما يسمى بالكزانة، أيا كان نوعها؟
محمد الحسن الددو الشنقيطي
- التصنيفات: النهي عن البدع والمنكرات -
السؤال: ما حكم ما يسمى بالكزانة، أيا كان نوعها؟
الإجابة: إن الغيب قد استأثر الله به، وقال: {عالم
الغيب فلا يظهر على غيبه أحداً}، وقال: {قل لا يعلم من في السماوات ومن في الأرض الغيب
إلا الله}، وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن مفاتيح الغيب
وهي مقاليد الغيب خمس لا يعلمهن إلا الله، والله تعالى يقول: {وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو}،
وهذه الخمس: {إن الله عنده علم الساعة
وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام، وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما
تدري نفس بأي أرض تموت}.
ومحاولة التطلع عليها كأن يريد الإنسان الإطلاع على أجله أو على رزقه وما يرزق غداً، أو على وقت نزول المطر أو مجيء الغائب أو نحو ذلك فهذا من الكبائر، وصاحبه ربما أصيب بالفتن نسأل الله السلامة والعافية، كثيراً ما يكون المتطلع إلى ذلك عرضة للفتن فيسلط عليه الجن، ويفتن في دينه، والفتنة في الدين هي شر البلاء، شر البلية البلاء في الدين، والذي يبتلى في دينه يظهر له بعض الصدق فيما يخبر به الجان، أو ما يطلع عليه عن طريق هذه الوسائل، فيفتن بذلك ويظن أن كل ما يخبر به عن هذا الوجه صدق، فيتبع ذلك السبيل المظلم وبذلك تزل قدم بعد ثبوتها ويضل عن سواء الصراط نسأل الله السلامة والعافية.
يجب على المؤمن أن يستسلم لقدر الله خيره وشره، وأن يؤمن بذلك، وأن يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه، وأنه رفعت الأقلام وجفت الصحف عما هو كائن، وأنه لا يقع في الكون شيء إلا بأمر الله وتدبيره، فيرضى حينئذ بكل ما كتب له، ولا يكون حينئذ صاحب تطلع إلى ما حجب عنه، وكلما كان الإنسان أوثق صلة بالله وأقوى إيماناً به كلما زهد في البحث عن المغيبات والأمور التي لا يطلع عليها.
وأعرف شيخاً كبيراً من العلماء وهو الشيخ محمد يَبْرَ ولد بيه رحمة الله عليه كان أصم لا يسمع، وإنما يكتبُ له مُحدّثه في الهواء فيفقه بالكتابة، فكتبت له: أن جهازاً يوضع على الأذن يمكن عن طريقه السمع، وأني مستعد لأن أوفره له، فقال: أنا لا أريد أن أطلع على ما كتم ربي عني، فلم يرض أبداً باستعمال هذا الجهاز مع أنه من الأمور الجائزة، وليس من التطلع على الغيبيات، لكن من أهل العلم من يبلغ مستوى من التوكل على الله سبحانه وتعالى يظن أن هذا النوع من المعالجة هو مثل الكي، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: " "، فيصل إلى هذا المستوى.
ولذلك فالكزانة إذا كانت هي الخط، فقد كان نبي من أنبياء الله في الماضي يخط، فمن وافق خطه خط ذلك النبي فلا بأس، وإلا فلا خير فيها، كما بين النبي صلى الله عليه وسلم ذلك.
ونحن الآن لا نستطيع أبداً أن نجزم بأن أي شيء منها موافق لما كان ذلك النبي يخطه، لأنه لا إسناد لنا في ذلك، فدل ذلك على حرمة الاشتغال بها مطلقاً بجميع أنواعها وجميع هيئاتها، وأنه لا يحل التطلع على الغيبيات مطلقاً بأي وسيلة من الوسائل.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نقلاً عن موقع فضيلة الشيخ حفظه الله.
ومحاولة التطلع عليها كأن يريد الإنسان الإطلاع على أجله أو على رزقه وما يرزق غداً، أو على وقت نزول المطر أو مجيء الغائب أو نحو ذلك فهذا من الكبائر، وصاحبه ربما أصيب بالفتن نسأل الله السلامة والعافية، كثيراً ما يكون المتطلع إلى ذلك عرضة للفتن فيسلط عليه الجن، ويفتن في دينه، والفتنة في الدين هي شر البلاء، شر البلية البلاء في الدين، والذي يبتلى في دينه يظهر له بعض الصدق فيما يخبر به الجان، أو ما يطلع عليه عن طريق هذه الوسائل، فيفتن بذلك ويظن أن كل ما يخبر به عن هذا الوجه صدق، فيتبع ذلك السبيل المظلم وبذلك تزل قدم بعد ثبوتها ويضل عن سواء الصراط نسأل الله السلامة والعافية.
يجب على المؤمن أن يستسلم لقدر الله خيره وشره، وأن يؤمن بذلك، وأن يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه، وأنه رفعت الأقلام وجفت الصحف عما هو كائن، وأنه لا يقع في الكون شيء إلا بأمر الله وتدبيره، فيرضى حينئذ بكل ما كتب له، ولا يكون حينئذ صاحب تطلع إلى ما حجب عنه، وكلما كان الإنسان أوثق صلة بالله وأقوى إيماناً به كلما زهد في البحث عن المغيبات والأمور التي لا يطلع عليها.
وأعرف شيخاً كبيراً من العلماء وهو الشيخ محمد يَبْرَ ولد بيه رحمة الله عليه كان أصم لا يسمع، وإنما يكتبُ له مُحدّثه في الهواء فيفقه بالكتابة، فكتبت له: أن جهازاً يوضع على الأذن يمكن عن طريقه السمع، وأني مستعد لأن أوفره له، فقال: أنا لا أريد أن أطلع على ما كتم ربي عني، فلم يرض أبداً باستعمال هذا الجهاز مع أنه من الأمور الجائزة، وليس من التطلع على الغيبيات، لكن من أهل العلم من يبلغ مستوى من التوكل على الله سبحانه وتعالى يظن أن هذا النوع من المعالجة هو مثل الكي، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: " "، فيصل إلى هذا المستوى.
ولذلك فالكزانة إذا كانت هي الخط، فقد كان نبي من أنبياء الله في الماضي يخط، فمن وافق خطه خط ذلك النبي فلا بأس، وإلا فلا خير فيها، كما بين النبي صلى الله عليه وسلم ذلك.
ونحن الآن لا نستطيع أبداً أن نجزم بأن أي شيء منها موافق لما كان ذلك النبي يخطه، لأنه لا إسناد لنا في ذلك، فدل ذلك على حرمة الاشتغال بها مطلقاً بجميع أنواعها وجميع هيئاتها، وأنه لا يحل التطلع على الغيبيات مطلقاً بأي وسيلة من الوسائل.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نقلاً عن موقع فضيلة الشيخ حفظه الله.