الفرق بين العرش والكرسي
عبد الله بن عبد العزيز العقيل
- التصنيفات: العقيدة الإسلامية -
سائل يسأل عن العرش والكرسي: هل هما شيء واحد، أم أن الكرسي غير العرش، وما حقيقة كل منهما، وما الفرق بينهما؟
▪ أما العرش: فهو عرش الرحمن المعروف الذي ذكره الله في كتابه، فقال تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} (1). في سبع آيات من القرآن الكريم، وأخبر سبحانه أن له حَمَلة من الملائكة، وأنهم يكونون يوم القيامة ثمانية، فقال تعالى: {وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ} (2)، فيجب على العبد الإيمان بذلك كله.
وفي دعاء الكرب المروي في (الصحيح): " " (3).
وفي (صحيح البخاري) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " " (4).
قال في (شرح الطحاوية) (5): وقد ثبت في الشرع أن له قوائم، تحمله الملائكة كما قال صلى الله عليه وسلم: " " (6).
▪ وأما الكرسي، فقال تعالى: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأرْضَ} (7)، وقد قيل: هو العرش، والصحيح أنه غيره، نُقل ذلك عن ابن عباس رضي الله عنهما وغيره.
روى ابن أبي شيبة في كتاب (صفة العرش)، والحاكم في (مستدركه)، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله تعالى: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأرْضَ} أنه قال: الكرسي موضع القدمين، والعرش لا يَقْدُرُ قدرَه إلا الله تعالى (8).
وقد روي مرفوعًا، والصواب أنه موقوف على ابن عباس.
وقال السُّدِّي: السموات والأرض في جوف الكرسي بين يدي العرش.
وقال ابن جرير: قال أبو ذر رضي الله عنه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " " (9) انتهى من (شرح الطحاوية)، والله أعلم.
___________________________________________
1 - سورة طه: الآية (5).
2 - سورة الحاقة: الآية (17).
3 - البخاري (6345، 6346، 7426، 7431).
4 - البخاري (2790) و(7423).
5 - (270- 278).
6 - البخاري (2411)، ومسلم (2373)، وأحمد (2/ 264) بنحوه من حديث أبي هريرة.
7 - سورة البقرة: الآية (255).
8 - (كتاب العرش) لمحمد ابن عثمان بن أبي شيبة رقم (61)، وعبد الله بن أحمد في (السنة) (586)، وابن خزيمة في (التوحيد) (154- 156)، والطبري في (تفسيره) (3/ 10) من قول مسلم البطين، والحاكم في (المستدرك) (2/282) وغيرهم موقوفا، وقال الذهبي في (العلو): رواته ثقات، وصحح الشيخ الألباني إسناده في (مختصر العلو) رقم (45).
9 - (كتاب العرش) رقم 58، و(الأسماء والصفات) للبيهقي (2/ 148-149)، و(تفسير الطبري) (5/399) وطرقه كلها لا تقوم بها حجة، وأغلبها واهية.