ما حكم عمل المرأة؟ خاصة إذا كان يتطلب منها السفر ومبيتها خارج المنزل كالمضيفة مثلاً؟
عبد الحي يوسف
- التصنيفات: قضايا المرأة المسلمة -
السؤال: ما حكم عمل المرأة؟ خاصة إذا كان يتطلب منها السفر ومبيتها خارج
المنزل كالمضيفة مثلاً؟
الإجابة: الجواب على هذا السؤال يقتضي الإقرار أولاً بما اتفق عليه أصحاب
الفِطَر السليمة، من أن للمرأة طبيعة تخالف طبيعة الرجل في كثير من
المواهب والاستعدادات، وحسبنا -نحن المسلمين- قول ربنا سبحانه: {وليس الذكر كالأنثى}، ومن أجل هذا
المعنى خصت شريعة الإسلام المرأة ببعض الأحكام، منها عدم جواز سفرها
بغير محرم؛ حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: " "، والمحرم -كما قال أهل العلم- هو الذكر البالغ
العاقل الذي يَحْرُم نكاحُه على التأبيد، وهذا الحكم النبوي شامل
للنساء جميعاً، في مختلف الأعصار والأمصار.
أما عمل المرأة من حيث هو فلا يمكن أن يشمله حكم واحد، بل تعتريه الأحكام التكليفية حسب طبيعته والحاجة إليه، بعد أن يستبين لنا أن مهمة المرأة الأهم والأعظم هي تربية الأجيال ورعاية الأزواج والعيال؛ حتى تتكامل مهمة الذكر والأنثى في هذه الحياة، ولا يعتريها خلل، ولعل ما هو حادث الآن -مما تشكو منه المجتمعات شرقيها وغربيها- من عزوف عن الزواج، وكثرة اللقطاء، واضطراب الأمن، وشيوع الفواحش، وكثرة العقوق من الأبناء تجاه الآباء والأمهات، إنما هو أثر من آثار الخلط الحاصل من جهل كل من الجنسين بطبيعة المهمة التي خُلقوا لأجلها.
.. ويمكننا أن نقول -بعد بيان هذا الأصل- أن عمل المرأة مطلوب في الحالات الآتية:
1 - إذا كانت هي بحاجة إلى العمل لكفالة نفسها أو من تعول، أو احتاج زوجها إليها في عمله، ودليل ذلك حديث أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت: "تزوجت الزبير وهو لا يملك من الدنيا شيئاً، فكنت أعلف ناضحه [أي: فرسه]، وأسقي أرضه، وأنقل النوى على رأسي"، وهذا واقع على أيام رسول الله صلى الله عليه وسلم.
2 - إذا كان العمل بحاجة إليها في المجالات التي لا بد للنساء منها، كمجالات التطبيب والتمريض والتعليم، إذ الوضع الشرعي يقتضي أن يتولى الرجال الرجال والنساء النساء، بخلاف ما هو كائن الآن من فوضى عارمة! حتى إن بعض المراهقين في الجامعة لا يتورعون عن الإساءة إلى أستاذاتهم!! وما كان أغنانا عن ذلك لو عقلنا!!
هذا: وليُعلَم أن جميع ما سبق ذكره مقيّد بالضوابط الشرعية المعتبرة، بألا يكون على حساب المهمة الأصلية للمرأة، وألا يكون اعتساف في التطبيق بحيث تزاحم المرأة الرجال وتختلط بهم في كل شيء، وألا يكون عملها على حساب عرضها وكرامتها بحيث تمكث إلى ساعة متأخرة من الليل خارج البيت، ونحو ذلك من المحاذير التي يجب اجتنابها.
وإذا تبيّنت هذه الضوابط جليّة عُلم يقيناً أن عمل المرأة كمضيفة لا يجوز لما يترتب عليه من المفاسد، ولأنه لا ضرورة تقتضيه إذ يمكن للرجال تحقيق الكفاية فيه، والله تعالى أعلم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أما عمل المرأة من حيث هو فلا يمكن أن يشمله حكم واحد، بل تعتريه الأحكام التكليفية حسب طبيعته والحاجة إليه، بعد أن يستبين لنا أن مهمة المرأة الأهم والأعظم هي تربية الأجيال ورعاية الأزواج والعيال؛ حتى تتكامل مهمة الذكر والأنثى في هذه الحياة، ولا يعتريها خلل، ولعل ما هو حادث الآن -مما تشكو منه المجتمعات شرقيها وغربيها- من عزوف عن الزواج، وكثرة اللقطاء، واضطراب الأمن، وشيوع الفواحش، وكثرة العقوق من الأبناء تجاه الآباء والأمهات، إنما هو أثر من آثار الخلط الحاصل من جهل كل من الجنسين بطبيعة المهمة التي خُلقوا لأجلها.
.. ويمكننا أن نقول -بعد بيان هذا الأصل- أن عمل المرأة مطلوب في الحالات الآتية:
1 - إذا كانت هي بحاجة إلى العمل لكفالة نفسها أو من تعول، أو احتاج زوجها إليها في عمله، ودليل ذلك حديث أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت: "تزوجت الزبير وهو لا يملك من الدنيا شيئاً، فكنت أعلف ناضحه [أي: فرسه]، وأسقي أرضه، وأنقل النوى على رأسي"، وهذا واقع على أيام رسول الله صلى الله عليه وسلم.
2 - إذا كان العمل بحاجة إليها في المجالات التي لا بد للنساء منها، كمجالات التطبيب والتمريض والتعليم، إذ الوضع الشرعي يقتضي أن يتولى الرجال الرجال والنساء النساء، بخلاف ما هو كائن الآن من فوضى عارمة! حتى إن بعض المراهقين في الجامعة لا يتورعون عن الإساءة إلى أستاذاتهم!! وما كان أغنانا عن ذلك لو عقلنا!!
هذا: وليُعلَم أن جميع ما سبق ذكره مقيّد بالضوابط الشرعية المعتبرة، بألا يكون على حساب المهمة الأصلية للمرأة، وألا يكون اعتساف في التطبيق بحيث تزاحم المرأة الرجال وتختلط بهم في كل شيء، وألا يكون عملها على حساب عرضها وكرامتها بحيث تمكث إلى ساعة متأخرة من الليل خارج البيت، ونحو ذلك من المحاذير التي يجب اجتنابها.
وإذا تبيّنت هذه الضوابط جليّة عُلم يقيناً أن عمل المرأة كمضيفة لا يجوز لما يترتب عليه من المفاسد، ولأنه لا ضرورة تقتضيه إذ يمكن للرجال تحقيق الكفاية فيه، والله تعالى أعلم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نقلاً عن شبكة المشكاة الإسلامية
.