كيف يحب زوجته غير المسلمة ويبرأ من المشركين ؟
حامد بن عبد الله العلي
- التصنيفات: العقيدة الإسلامية -
السؤال: كيف يتم الجمع بين ضرورة البراءة من المشركين وعدم موالاتهم وبين حب
الرجل زوجته غير المسلمة؟
الإجابة: ممكن جدا ، كما يحب الرجل أباه الحب الفطري ، حب الشفقة والرحم وإن
كان كافــرا ، وكما يحب الاب ابنه وإن كان كافــرا ، حب الشفقة والحنو
، كما حدث لنوح عليه السلام فهذا الحب الفطري ليس هو الحب الديني الذي
يترتب عليه الولاء ، اي النصرة والموافقة ، ولهذا إذا تعارض هذا الحب
مع حب الله واتباع أمره ، يؤثر المؤمن حب الله تعالى على محابه
الفطرية ، وهو مثل حب الانسان لوطنه ،كماقال الشاعر :
فالأرض التي يعيش عليها الإنسان يحبها بالفطرة ، ثم إذا أمر بالهجرة لله يهاجر إلى الله لأن الله تعالى أحب إليه من حبه لأرضه إذا لم يقدر أن يعبد الله فيها ، كذلك قد يحب الرجل زوجته إن كانت يهودية أو نصرانية حبا فطريا فيكون بينهما المودة والألفة التي فطرا عليها ، ولكن مع ذلك المؤمن يبغض دينها ، ويقدم محبة الله تعالى واتباع دينه على كل محابه الفطرية ، وهذا إنما يستقيم إذا علمنا أن معنى البراءة ليس هو المقاطعة ، فالنبي صلى الله عليه وسلم عامل غير المسلمين بالحسنى وأهداهم وقبل هداياهم ، وأجاب دعوتهم ، وعاد مرضاهم ، وأمر الصحابة بوصل أقاربهم الكفار ، فالبراءة من الكافر لاتستلزم قطع التعامل معه ، كما أن الإحسان إليه والشفقة عليه إن كان أهلا لذلك ، لاتعني موالاته ، كما قال تعالى { لاينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين } ، والبر يدخل فيه كل وجوه الإحسان والله أعلم
وحبب أوطان الرجال إليهم |
مآرب قضاها الشباب هنالك |
|
إذا ذكروا أوطانهم ذكرتهم |
عهود الصبا فحنــوا لذلك |
فالأرض التي يعيش عليها الإنسان يحبها بالفطرة ، ثم إذا أمر بالهجرة لله يهاجر إلى الله لأن الله تعالى أحب إليه من حبه لأرضه إذا لم يقدر أن يعبد الله فيها ، كذلك قد يحب الرجل زوجته إن كانت يهودية أو نصرانية حبا فطريا فيكون بينهما المودة والألفة التي فطرا عليها ، ولكن مع ذلك المؤمن يبغض دينها ، ويقدم محبة الله تعالى واتباع دينه على كل محابه الفطرية ، وهذا إنما يستقيم إذا علمنا أن معنى البراءة ليس هو المقاطعة ، فالنبي صلى الله عليه وسلم عامل غير المسلمين بالحسنى وأهداهم وقبل هداياهم ، وأجاب دعوتهم ، وعاد مرضاهم ، وأمر الصحابة بوصل أقاربهم الكفار ، فالبراءة من الكافر لاتستلزم قطع التعامل معه ، كما أن الإحسان إليه والشفقة عليه إن كان أهلا لذلك ، لاتعني موالاته ، كما قال تعالى { لاينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين } ، والبر يدخل فيه كل وجوه الإحسان والله أعلم