الإحباط والانكسار ودلائل النصر
عبد الحي يوسف
- التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -
السؤال: نن المُلاحظ أنّ الشعوب المسلمة أصابها شيء من الإحباط والانكسار، فهل
من كلمة تبشرون فيها بنصر الإسلام بالدلائل الشرعية والواقعية؟ ولكم
من الله الأجر والثواب إن شاء الله.
الإجابة: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وبعد:
أولاً: هَدْي رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يسوق المبشرات في أوقات الأزمات، وعند حلول المصائب، وهذا ظاهر من حاله صلى الله عليه وسلم مع خباب بن الأرت رضي الله عنه حين لقيَ هو وأصحابه من المشركين شدة؛ فبشّرهم صلى الله عليه وسلم بظهور الإسلام، وكذلك يوم الهجرة مع سراقة بن مالك حين بشره بأنه يلبس سواري كسرى، ويوم الخندق حين بشّر المسلمين بفتح الشام واليمن وفارس.
ثانياًَ: اقتداءً بهديه صلوات ربي وسلامه عليه أقول: إنّ المبشرات والحمد لله كثيرة، رغم عظم الأخطار وكثرة القوارع التي نزلت بالمسلمين، منها:
1- انبعاث روح الجهاد وشيوع حب الاستشهاد بين فئات من شباب الإسلام، وما أمر العراق عنا ببعيد حيث تدافع الصالحون إلى ساحات الوغى رغبة فيما عند الله، ومن قبل ذلك ما كان في فلسطين وأفغانستان والسودان والشيشان دلالة على أنّ الجهاد -وهو رمز حياة الأمة وعنوان عزها- قد عادت روحه نقية، ولله الحمد.
2- بروز الوجه الكالح للصليبية الحاقدة التي أمطرت أهل العراق بنيرانها، وسلطت عليهم فاتك أسلحتها، وتركت في كل بيت قتيلاً أو جريحاً أو يتيماً أو أُمّاً ثكلى يبشر -إن شاء الله- بأن يفيق العوام من سكرتهم، حيث ظنوا حيناً من الدهر أنّ النصارى أهل ودٍّ ووفاءٍ وعدلٍ وإنصاف.
3- البراءة إلى الله عز وجل من الأنظمة الطاغوتية الكفرية، التي قامت على غير تقوى من الله ورضوان، بل كان حكم الجاهلية لُحمتها وسداها، وخُدِع بها كثيرون لكثرة ما رفعت من شعارات، فإذا بهذه الأحداث تكشف عوارها، وتهتك أستارها وتبيّن ضعفها وهزالها، فسرعان ما ولّت مدبرة ولم تّعقِّب، فعَلِم كلُّ عاقل من المسلمين أنه لا خير فيها ولا غَناء معها. وأنهم يحبون العاجلة، ويذرون الآخرة {قاتلهم الله أنى يؤفكون}.
4- شعور الأمة بأنها وحدة واحدة، وجسد واحد، وأنّ أعداء الله يرمونهم جميعاً بالسوء، وأنّ هذه الحرب على الإسلام وأهله، لا على نظام أو رمز أو بلد، مما يبشر بأنّ الأمة بدأت تعرف طبيعة المعركة على حقيقتها، لا كما تصوِّره دوائر الكفر وأذنابهم في بلاد المسلمين. وقد كان السؤال المطروح ببراءة من جماهير المسلمين:
ما العيب في أن تمتلك دولة من دول المسلمين أسلحة دمار شامل؟ ألا تمتلك دولة اليهود ودول الصليب ما هو أكثر وأشد؟!
5- سقوط القناع الزائف الذي يتستر به المنافقون -كالروافض- فكثيراً ما رفعوا شعارات الغضب على أمريكا، وبُحّت حناجرهم بلعنها خداعاً للمسلمين، حتى ظنّ كثيرون بأنّ الروافض هم عنوان الثورة على أمريكا، فإذا بالأحداث تكشف نفاقهم حيث سارعوا إلى الأمريكان يخشون أن تصيبهم دائرة، وأعلنت دولة الرفض الحياء، وقد كان واجباً عليها -لو كانت مسلمة- أن تنصر إخوة الدين وأبناء الملة، لكن هيهات هيهات.
هذا، وقد بشرنا ربنا جل جلاله في آيات من كتابه بأنّ النصر لنا، وأنّ العاقبة للمتقين، فقال سبحانه: {هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون}، وقال سبحانه: {وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكننّ لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنّهم من بعد خوفهم أمناً يعبدونني لا يشركون بي شيئاً}، وقال سبحانه: {ولينصرنّ الله من ينصره إنّ الله لقويٌ عزيز. الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور}
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " " (رواه مسلم).
نسأل الله عز وجل لإخواننا المجاهدين -بأنفسهم وأموالهم وألسنتهم- نصراً عزيزاً وفتحاً قريباً.
والحمد لله رب العالمين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نقلاً عن شبكةالمشكاة الإسلامية.
أولاً: هَدْي رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يسوق المبشرات في أوقات الأزمات، وعند حلول المصائب، وهذا ظاهر من حاله صلى الله عليه وسلم مع خباب بن الأرت رضي الله عنه حين لقيَ هو وأصحابه من المشركين شدة؛ فبشّرهم صلى الله عليه وسلم بظهور الإسلام، وكذلك يوم الهجرة مع سراقة بن مالك حين بشره بأنه يلبس سواري كسرى، ويوم الخندق حين بشّر المسلمين بفتح الشام واليمن وفارس.
ثانياًَ: اقتداءً بهديه صلوات ربي وسلامه عليه أقول: إنّ المبشرات والحمد لله كثيرة، رغم عظم الأخطار وكثرة القوارع التي نزلت بالمسلمين، منها:
1- انبعاث روح الجهاد وشيوع حب الاستشهاد بين فئات من شباب الإسلام، وما أمر العراق عنا ببعيد حيث تدافع الصالحون إلى ساحات الوغى رغبة فيما عند الله، ومن قبل ذلك ما كان في فلسطين وأفغانستان والسودان والشيشان دلالة على أنّ الجهاد -وهو رمز حياة الأمة وعنوان عزها- قد عادت روحه نقية، ولله الحمد.
2- بروز الوجه الكالح للصليبية الحاقدة التي أمطرت أهل العراق بنيرانها، وسلطت عليهم فاتك أسلحتها، وتركت في كل بيت قتيلاً أو جريحاً أو يتيماً أو أُمّاً ثكلى يبشر -إن شاء الله- بأن يفيق العوام من سكرتهم، حيث ظنوا حيناً من الدهر أنّ النصارى أهل ودٍّ ووفاءٍ وعدلٍ وإنصاف.
3- البراءة إلى الله عز وجل من الأنظمة الطاغوتية الكفرية، التي قامت على غير تقوى من الله ورضوان، بل كان حكم الجاهلية لُحمتها وسداها، وخُدِع بها كثيرون لكثرة ما رفعت من شعارات، فإذا بهذه الأحداث تكشف عوارها، وتهتك أستارها وتبيّن ضعفها وهزالها، فسرعان ما ولّت مدبرة ولم تّعقِّب، فعَلِم كلُّ عاقل من المسلمين أنه لا خير فيها ولا غَناء معها. وأنهم يحبون العاجلة، ويذرون الآخرة {قاتلهم الله أنى يؤفكون}.
4- شعور الأمة بأنها وحدة واحدة، وجسد واحد، وأنّ أعداء الله يرمونهم جميعاً بالسوء، وأنّ هذه الحرب على الإسلام وأهله، لا على نظام أو رمز أو بلد، مما يبشر بأنّ الأمة بدأت تعرف طبيعة المعركة على حقيقتها، لا كما تصوِّره دوائر الكفر وأذنابهم في بلاد المسلمين. وقد كان السؤال المطروح ببراءة من جماهير المسلمين:
ما العيب في أن تمتلك دولة من دول المسلمين أسلحة دمار شامل؟ ألا تمتلك دولة اليهود ودول الصليب ما هو أكثر وأشد؟!
5- سقوط القناع الزائف الذي يتستر به المنافقون -كالروافض- فكثيراً ما رفعوا شعارات الغضب على أمريكا، وبُحّت حناجرهم بلعنها خداعاً للمسلمين، حتى ظنّ كثيرون بأنّ الروافض هم عنوان الثورة على أمريكا، فإذا بالأحداث تكشف نفاقهم حيث سارعوا إلى الأمريكان يخشون أن تصيبهم دائرة، وأعلنت دولة الرفض الحياء، وقد كان واجباً عليها -لو كانت مسلمة- أن تنصر إخوة الدين وأبناء الملة، لكن هيهات هيهات.
هذا، وقد بشرنا ربنا جل جلاله في آيات من كتابه بأنّ النصر لنا، وأنّ العاقبة للمتقين، فقال سبحانه: {هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون}، وقال سبحانه: {وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكننّ لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنّهم من بعد خوفهم أمناً يعبدونني لا يشركون بي شيئاً}، وقال سبحانه: {ولينصرنّ الله من ينصره إنّ الله لقويٌ عزيز. الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور}
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " " (رواه مسلم).
نسأل الله عز وجل لإخواننا المجاهدين -بأنفسهم وأموالهم وألسنتهم- نصراً عزيزاً وفتحاً قريباً.
والحمد لله رب العالمين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نقلاً عن شبكةالمشكاة الإسلامية.