هل يجوز عمل: "كبري" لعداد الكهرباء؟
منذ 2009-10-06
السؤال: قامت هيئة الكهرباء بتركيب عداد الدفع المقدم لنا في المسجد، وقد
عجزنا عن الدفع، وفي كل مرة نفاجأ بقطع الكهرباء، وظروفنا الحياتية لا
تسمح بأن ندفع من جيوبنا لأننا مستورو الحال، فكيف حلُّ هذه المشكلة؟
وهل يجوز أن ندفع رشوة للعاملين بالهيئة القومية للكهرباء حيث يعملون:
"كبري" فوق العداد؟ علماً بأن الكهرباء المستفاد للمسجد فقط وليس أي
شيء آخر.
الإجابة: الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه
أجمعين، وبعد:
فمن أوجب الواجبات على الدولة المسلمة رعاية المساجد والقيام عليها عمارة وصيانة وإنارة وكفاية لمن يقومون بشأنها من أئمة ومؤذنين؛ يقول الإمام الماوردي رحمه الله في (الأحكام السلطانية) عند بيانه ما يلزم الدولة المسلمة من واجبات: "القيام على شعائر الدين من أذان وإقامة صلاة الجمعة والجماعة والأعياد، وصيام وحج وتعيين الأئمة والمؤذنين، وصيانة المساجد ورعايتها، والإشراف على توقيت الصيام بدءاً ونهاية، وعقاب من يعلن الإفطار دون عذر، وتيسير أداء فريضة الحج".
فالمساجد هي عنوان دولة الإسلام، أذن الله في رفعها وبارك فيها، وكان المسجد أول مبنى وأول بيت يُرفع للناس حين أقام النبي صلى الله عليه وسلم دولة الإسلام في المدينة، وكذلك خلفاؤه من بعده، كانت عنايتهم بالمساجد عظيمة؛ حيث روي أن عثمان رضي الله عنه بنى المسجد النبوي بالساج وحسنه، وكذلك فعل عمر بن عبد العزيز بمسجد النبي صلى الله عليه وسلم، وذُكِر أن الوليد بن عبد الملك أنفق مثل خراج الشام ثلاث مرات في عمارة مسجد دمشق.. وهكذا الدولة المسلمة المعاصرة يجب أن تُعنى ببناء المساجد ورفعها وصيانتها، مع إعمارها بذكر الله وإقام الصلاة، وتيسير ذلك للناس وتشجيعهم عليه. ولا يعني ذلك المبالغة في الزخرفة والتشييد مما يعد ملهاة عن الغرض الذي من أجله تبنى المساجد.
ومما ينبغي الالتفات إليه والتنبيه عليه أن على الدولة المسلمة أن تُعيد للمساجد دورها في حياة المسلمين، فلا تكون قاصرة على إقامة الشعائر، بل تقام فيها حلقات العلم ومجالس الذكر، وترتب الدولة لذلك المدرسين والمحتسبين، وتولي مثل هذا الأمر غاية عنايتها.
.. ولا شك أن توفير المياه والكهرباء يعد من ضرورات عمارة المساجد في زماننا هذا، ولا يليق بالدولة المسلمة أن تعامل بيوت الله كسائر البيوت أو المصانع والدور، بل الواجب عليها توفير ذلك كله في غير مقابل، وإلا جاز للناس أن يتساءلوا: هل إنارة الشوارع أهم أم المساجد؟!! وهل الإنفاق على الأعياد المصطنعة أولى -كعيد الثورة مثلاً- أم الإنفاق على إنارة بيوت الله؟!! وهل ضاق بالدولة الأمر حتى تفرض على عمار المساجد مكساً يدفعونه إلى هيئة الكهرباء؟!! ألا إن الواجب يحتم على كل أمين أن يبذل النصح للقائمين على الأمر بأن يتقوا الله في بيوته وعُمَّار مساجده.
ولا يحل لكم أيها السائل أن تعمدوا إلى سرقة التيار الكهربائي ولا أن ترشوا العاملين بالهيئة ليعبثوا بالعداد؛ لأن الظلم لا يعالج بالظلم، والخبيث لا يمحوه الخبيث، بل الواجب علينا الصبر حتى يأتي الله بالفتح أو أمر من عنده، والله الهادي إلى سواء السبيل.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نقلاً عن شبكة المشكاة الإسلامية.
فمن أوجب الواجبات على الدولة المسلمة رعاية المساجد والقيام عليها عمارة وصيانة وإنارة وكفاية لمن يقومون بشأنها من أئمة ومؤذنين؛ يقول الإمام الماوردي رحمه الله في (الأحكام السلطانية) عند بيانه ما يلزم الدولة المسلمة من واجبات: "القيام على شعائر الدين من أذان وإقامة صلاة الجمعة والجماعة والأعياد، وصيام وحج وتعيين الأئمة والمؤذنين، وصيانة المساجد ورعايتها، والإشراف على توقيت الصيام بدءاً ونهاية، وعقاب من يعلن الإفطار دون عذر، وتيسير أداء فريضة الحج".
فالمساجد هي عنوان دولة الإسلام، أذن الله في رفعها وبارك فيها، وكان المسجد أول مبنى وأول بيت يُرفع للناس حين أقام النبي صلى الله عليه وسلم دولة الإسلام في المدينة، وكذلك خلفاؤه من بعده، كانت عنايتهم بالمساجد عظيمة؛ حيث روي أن عثمان رضي الله عنه بنى المسجد النبوي بالساج وحسنه، وكذلك فعل عمر بن عبد العزيز بمسجد النبي صلى الله عليه وسلم، وذُكِر أن الوليد بن عبد الملك أنفق مثل خراج الشام ثلاث مرات في عمارة مسجد دمشق.. وهكذا الدولة المسلمة المعاصرة يجب أن تُعنى ببناء المساجد ورفعها وصيانتها، مع إعمارها بذكر الله وإقام الصلاة، وتيسير ذلك للناس وتشجيعهم عليه. ولا يعني ذلك المبالغة في الزخرفة والتشييد مما يعد ملهاة عن الغرض الذي من أجله تبنى المساجد.
ومما ينبغي الالتفات إليه والتنبيه عليه أن على الدولة المسلمة أن تُعيد للمساجد دورها في حياة المسلمين، فلا تكون قاصرة على إقامة الشعائر، بل تقام فيها حلقات العلم ومجالس الذكر، وترتب الدولة لذلك المدرسين والمحتسبين، وتولي مثل هذا الأمر غاية عنايتها.
.. ولا شك أن توفير المياه والكهرباء يعد من ضرورات عمارة المساجد في زماننا هذا، ولا يليق بالدولة المسلمة أن تعامل بيوت الله كسائر البيوت أو المصانع والدور، بل الواجب عليها توفير ذلك كله في غير مقابل، وإلا جاز للناس أن يتساءلوا: هل إنارة الشوارع أهم أم المساجد؟!! وهل الإنفاق على الأعياد المصطنعة أولى -كعيد الثورة مثلاً- أم الإنفاق على إنارة بيوت الله؟!! وهل ضاق بالدولة الأمر حتى تفرض على عمار المساجد مكساً يدفعونه إلى هيئة الكهرباء؟!! ألا إن الواجب يحتم على كل أمين أن يبذل النصح للقائمين على الأمر بأن يتقوا الله في بيوته وعُمَّار مساجده.
ولا يحل لكم أيها السائل أن تعمدوا إلى سرقة التيار الكهربائي ولا أن ترشوا العاملين بالهيئة ليعبثوا بالعداد؛ لأن الظلم لا يعالج بالظلم، والخبيث لا يمحوه الخبيث، بل الواجب علينا الصبر حتى يأتي الله بالفتح أو أمر من عنده، والله الهادي إلى سواء السبيل.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نقلاً عن شبكة المشكاة الإسلامية.
- التصنيف: