أسألك بالله أن ترد على الهاتف
عبد الرحمن بن ناصر البراك
- التصنيفات: الأيمان والنذور -
السؤال: بعض الناس حين لا أرد عليه بالهاتف الجوال يرسل رسالة على جوالي فيها
عبارة: "أسألك بالله أن ترد على الهاتف"، فهل يلزمني أن أجيب، لاسيما
أنني أكون مشغولا في بعض الأوقات؟
الإجابة: الحمد لله؛ روى الطبراني في الكبير [1] عن أبي موسى رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "النبي صلى الله
عليه وسلم قال: " " وروى أبو داود أيضا
عن جبير بن مطعم رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب
فجاءه أعرابي فقال: إنا نستشفع بك على الله ونستشفع بالله عليك، فقال
النبي صلى الله عليه وسلم: " "
والاستشفاع بالله على أحد من الخلق هو في معنى سؤاله بالله، والمراد
بالسؤال بالله هو سؤال المخلوق، والتوسل إلى ذلك بذكر الله أو وجه
الله، وكل ذلك في معنى الاستشفاع بالله، وعلى هذا فالأحاديث تدل على
تحريم سؤال الناس بعضهم بعضا بالله أو بوجه الله، وأما سؤال العبد ربه
بوجهه فجائز، لكن ينبغي أن يكون في المطالب العالية، فقد روى أبو داود
من حديث جابر رضي الله عنه مرفوعا: "لا يُسأل بوجه الله إلا الجنة"،
ولكن الحديث مُضَعَّف، وثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
"أعوذ بوجه الله"، وأما المسئول بالله أو بوجه الله فظاهر حديث أبي
موسى وابن عمر رضي الله عنه وجوب إجابة السائل وإعطائه ما سأل، ولكن
ينبغي أن يقيد هذا بالاستطاعة وما لا ضرر فيه على المسئول، كسائر
الواجبات، لكن يقال للسائل: اتق الله! فإنك عاص، وفي سؤالك بهذه
الطريقة إحراج للمسئول، وتعريض له إلى المخالفة فتؤثمه، وعليك حينئذ
إثمك ومثل إثمه، وأما قوله تعالى: "{واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام}"
فهو خبر عن الواقع بين الناس، وهذا لا يدل على جواز السؤال بالله،
والله أعلم.
28-7-1431 هـ 10-7-2010
-------------------------------------------------------------------
[1] كما في مجمع الزوائد (3-103).
[2] كما في فيض القدير (6-4) والتيسير في شرح الجامع الصغير (2-478) كلاهما للمناوي.
[3] السلسلة الصحيحة (5-363) (2290).
المصدر: موقع الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك
" والحديث حسنه الحافظ العراقي [2] والألباني [3] رحمهما
الله، وروى أبو داود عن ابن عمر رضي الله عنهما عن 28-7-1431 هـ 10-7-2010
-------------------------------------------------------------------
[1] كما في مجمع الزوائد (3-103).
[2] كما في فيض القدير (6-4) والتيسير في شرح الجامع الصغير (2-478) كلاهما للمناوي.
[3] السلسلة الصحيحة (5-363) (2290).
المصدر: موقع الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك