أريد الحصول على قرض ربوي لأجل شراء شقة
خالد بن علي المشيقح
- التصنيفات: الربا والفوائد -
في البداية بفضل الله تمكنت من تزويج نفسي بنفسي ماديا وقد أقسمت على عدم اخذ قرض للزواج لخوفي من الحرام وقد أعانني الله على ذلك فقد رزقني بزميل يقرضني وأخذت قرضاً حسناً بلا فائدة من الشركة أقوم على سداده على أقساط وقد سددت دين زميلي أما الآن فأنا في عذاب وشقاق داخلي لا يوصف والقصة هي: أنني تزوجت واستأجرت شقة من جديد والعقد لمدة سنتين بإيجار غال بسبب ارتفاع الأسعار وقد مضت سنة كرستها لسداد ديني وفوجئت أن صاحب الشقة يريدها، فأمامي أقل من سنة لتركها والأسعار يوميا تتزايد بشكل مخيف والإيجار يزيد أيضا ويستنزف كل دخلي مما يستحيل ادخار مبلغا يكفى لشراء شقة كما أن زوجتي حامل وأنا في حالة نفسية شديدة بسب ذعري أين سأذهب بعائلتي وهل سوف أظل طول عمري بالإيجار الذي يستنفذ كل مواردي ووجدت فرصه لشراء شقه وقد عرض علي صديق لي أن يقرضني مبلغا من المال وعلمت أيضا أنه سوف يأخذه من قرض من بنك ويعطيه لي ووالله أنا أخشى الحرام على بيتي ولكن والله لا أعلم ماذا أفعل بسبب شدة الزيادة في الأسعار وأنا لا أعلم الغيب فلا أعلم ماذا أفعل فهذا يهدد استقرار بيتي وخاصة النفسي بالنسبة لي.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
لا يجوز لك شراء بيت لتسكنه عن طريق الربا، وليس ما ذكرت من حاجتك إلى شراء منزل مبررا لأخذك قرضا من صديقك الذي سيأخذه من البنك بنسبة ربوية، لأنه قد جاءت نصوص كثيرة من الكتاب والسنة في التعامل بالربا من الوعيد الشديد ما يجعل المؤمن يبتعد عنه، مهما كانت الأسباب والمبررات. قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِه} [البقرة: 278-279].
وروى مسلم (1598) عن جابر رضي الله عنه قال: "لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه وقال هم سواء".
فوصيتي لك بتقوى الله وبالصبر حتى ييسر الله لك مخرجا من عنده، والله عز وجل جعل التقوى من أسباب الرزق: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً. وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً} [الطلاق:2 -3] أسأل الله أن ييسر أمرك، ويفرج كربتك، ويغنيك بحلاله عن حرامه.
تاريخ الفتوى: 14/11/1429 هـ.