التجارة بالبضائع المقلَّدة

منذ 2012-01-19
السؤال:

أنا تاجر أستورد البضاعة المقلدة لماركات عالمية هل هذه التجارة حرام أو حلال؟ وإذا كانت هذه الماركات يمتلكها اليهود فما حكم التجارة إذا نويت بذلك حربهم اقتصاديّاً؟

الإجابة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن ما تقوم به من استيراد البضاعة المقلَّدة لأصناف (ماركات) عالمية له حالتان:

الحالة الأولى: أن تخبر المشتري بحقيقة الأمر وهذا هو المطلوب شرعاً من الصدق والأمانة في البيع والشراء، ولا شك أنها من أعظم أسباب رضا الله تعالى ونيل البركة في الرزق، فقد روى البخاري ومسلم عن حكيم بن حزام رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "البيِّعان بالخيار ما لم يتفرَّقا، فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما، وإن كذبا وكتما مُحقت بركة بيعهما". وروى ابن ماجه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: "التاجر الأمين الصدوق المسلم مع الشهداء يوم القيامة". وفي هذه الحالة لا شيء عليك أكثر من ذلك.

الحالة الثانية: أن تبيع تلك البضائع للناس على أنها أصناف (ماركات) عالمية وبمواصفات خاصة وليست مقلدة، وهي في حقيقة الأمر على غير تلك المواصفات، فهذا غشٌّ وكذب وأكل لأموال الناس بالباطل، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "من غشنا فليس منا" (رواه مسلم).

فإن كان الأمر كذلك فالواجب عليك أن تتوب إلى الله بالندم على ما فعلت وأن تمتنع عن الغش في المستقبل، وتطلب العفو ممن استطعت أن تصل إليهم ممن اشتروا منك السلعة على تلك الحال، وأن تردَّ إليهم فارق قيمة تلك السلع المبيعة إن طلبوا ذلك، أو يعيدوا السلعة وتردَّ عليهم أموالهم، وإن تعذرت عليك معرفتهم فتصدَّق عنهم بتلك الأموال إلى الفقراء والمساكين، فإن عثرت على أحد منهم فخيِّره بين إمضاء الصدقة والأجر له، ودفع الفارق له ويكون الأجر للمتصدق به.

قال تعالى: {فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}، وقال تعالى: {فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}.

أما تقليد الأصناف (الماركات) العالمية التي يمتلكها اليهود فلا بأس به لأنهم محاربون، كما نص عليه غير واحد من أهل العلم المعاصرين، ولكن شريطة إخبار المشتري بذلك حتى لا يكون غشاً وكذباً وأكلاً لأموال الناس بالباطل . والله أعلم.

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام

  • 12
  • 6
  • 37,182

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً