الذكر في نهاية التلاوة
بعض الناس يقولون: إن قول: صدق الله العظيم بعد الفراغ من القراءة ليس بدعة ويقولون: الله عز وجل يقول في كتابه: "{قُلْ صَدَقَ اللَّهُ}. وهذا يقتضي أن نأتمر بأمره فنقول كما أمر: صدق الله. فكيف تكون الإجابة لأمر الله بدعة"؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
تصديق ما أخبر الله به ورسوله لا يتحقق الإيمان إلا به فكل مؤمن إذا سمع خبراً عن الله ورسوله مما في الكتاب وصحيح السنة فلا بد أن يصدق به فإن ذلك هو مقتضى الإيمان بالله ورسوله ولا يلزم بذلك أن يقول بلسانه صدق الله، وقوله تعالى: {قُلْ صَدَقَ اللَّهُ} [آل عمران: 95] ليس المراد بها أن تقول ذلك عند قراءة كل آية أو عند ختم القراءة، فإن ذلك لم يعرف من هدي النبي صلى الله عليه وسلم وهدي صحابته ولا أمرنا الله أن نقول ذلك عند ختم القراءة كما أمرنا بالتعوذ من الشيطان عند إرادة قراءة القرآن في قوله تعالى: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} [النحل:98]، فعلى هذا يكون التزام ختم القراءة بصدق الله العظيم بدعة، فالواجب على المسلم اتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم قولاً وفعلاً، والله أعلم.
تاريخ الفتوى 18-11-1426 هـ.
- التصنيف:
- المصدر: