أثر الحناء في صحة الوضوء
خالد عبد المنعم الرفاعي
- التصنيفات: فقه الطهارة -
هل الحناء يؤثر في صحة الوضوء؛ حيث إنها تمنع الماء من الوصول إلى الشعر؟
الحمد لله والصلاة، والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الحناء إذا كان عجينة يُشَكِّلُ طبقة على الشعر بحيث تمنع وصول الماء إليه عند المسح، لايصح الوضوء به، ويجب إزالته؛ حتى تباشر يد الماسح الرأس كله دون حائل.
قال ابن قدامة في "المغني": "ولو خضب رأسه بما يستره، أو طيَّنه، لم يجزئه المسح على الخضاب والطين. نص عليه في الخضاب؛ لأنه لم يمسح محل الفرض، فأشبه ما لو ترك على رأسه خرقة فيمسح عليها". اهـ.
أما إذا أُزيلَ الحناء ولم يبقَ إلا لونه، فلا يمنع من صحة الوضوء، وهو مما لا نعلَم فيه خلافًا للعلماء؛ لأنه ليس بحائل، ولا جِرم له؛ قال النووي في "المجموع": "إذا كان على بعض أعضائه شمع أو عجين أو حناء وأشباه ذلك؛ فمنع وصول الماء إلى شيء من العضو - لم تصح طهارته، سواء أكثُرَ ذلك أم قَلَّ، ولو بقي على اليد وغيرها أثر الحناء ولونه دون عينه، أو أثر دهن مائع؛ بحيث يمسُّ الماء بشرة العضو ويجري عليها لكنه لا يثبت - صحت طهارته ".اهـ. والله تعالى أعلم.