إدراك التشهد الأخير – قطع الصلاة
خالد عبد المنعم الرفاعي
- التصنيفات: فقه الصلاة -
إذا أدركت مع الإمام التشهد الأخير هل يُحتَسَب لي فضل صلاة الجماعة؟ وإذا كان لا يحسب لي فضل الجماعة وجلست مع الإمام للتشهد الأخير وسلم الإمام؛ فهل يجوز لي قطع صلاتي وإدراك الصلاة مع الجماعة الثانية؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فقد سبق أن بينا أن من أدرك الإمام في التشهد الأخير أو قبل أن يسلِّم من صلاته؛ يكون مدركاً لفضيلة الجماعة، وتحتسب له الجماعة؛ وهو قول أبي حنيفة والمشهور من مذهب الشافعي ونص الحنابلة، خلافاً للمالكية الذين يشترطون إدراك ركعة كاملة راجع فتوى: "حكم من أدرك الجماعة في التشهد الأخير" على هذا الرابط:
أما قطع الصلاة للدخول في جماعة أخرى، فلا يجوز؛ فقد اتفق الفقهاء على عدم جواز قطع العبادة وعلى حرمته، لما فيه من العبث بالعبادة الذي يتنافى مع حرمتها، ومكانتها الواجبة بعد التلبس بها بلا مسوغ شرعي، لورود النهي عن إفساد العبادة، فقد قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ} [محمد:33]، ووجود جماعة أخرى ليس بمسوغ لقطع الصلاة.
هذا؛ ومما يسوغ له قطع الصلاة -فريضة أو نافلة- قتل الحية، وخوف ضياع ماله، أو مال غيره، أو إغاثة ملهوف، أو تنبيه غافل أو نائم قصده ما يضره، ونحو ذلك.
وكذلك قطع النافلة عند إقامة الفريضة أو خشية فوات الركعة الأولى منها، على خلاف بين الفقهاء في ذلك.
وهناك أمور أخرى تجيز أو توجب قطع الصلاة، وهي محل خلاف بين الفقهاء، فليرجع إليه في مكانه في كتب الفقه،، والله أعلم.