تعليق الإعلانات في المسجد
نقوم بتعليق نتائج –تقويم- في المسجد؛ لنعرف منها اليوم، ومواعيد الصلاة، لكن؛ هذه النتائج فيها إعلانات، فما حكم الإسلام في ذلك؟
الحمدلله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فإن كانت تلك الإعلانات الموجودة في التقاويم إعلانات تهم عموم المسلمين؛ كالإعلان عن دروس أهل العلم، أو عن حلقات التحفيظ، وما شابه، فلا شك في جواز ذلك؛ من باب الدلالة على الخير؛ فيدخل فيما بنيت له المساجد.
أما إن كان الإعلان لمصلحة شخص معين، أو هيئة، على سبيل الترويج التجاري، وما شابه، فهذا مما يجب اجتنابه وتنزيه المساجد عنه؛ لأن المساجد لم تبن لهذا؛ فالمساجد إنما بنيت لذكر الله، والصلاة؛ فلا يجوز فيها غير ذلك إلا بدليل يخصص هذا العموم.
ورواد المساجد عليهم أن يعمروها بما بنيت له؛ من عبادة الله تعالى، من صلاة، وتلاوة قرآن، ودراسة علم، ووعظ، وتذكير بالله عز وجل وهكذا سائر الطاعات؛ قال الله تعالى: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ . رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ} [النور:36،37].
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "...إنما هي – المساجد- لذكر الله -عز وجل- والصلاة، وقراءة القرآن" (رواه مسلم عن أنس).
وقال صلى الله عليه وسلم: "إنما بنيت المساجد لما بُنيت له" (رواه أحمد، ومسلم عن بريدة).
قال القرطبي في "تفسيره" -بعدما ذكر الحديث-: "وهذا يدل على أن الأصل ألا يعمل في المسجد غير الصلوات والأذكار وقراءة القرآن".
وعليه: فإن كانت تلك الإعلانات الموجودة في التقاويم –النتائج– توافق المعنى الذي جعل المسجد له، فلا بأس بها، شريطة ألا تشتمل على محذور آخر، وإن كانت إعلانات تجارية لمصالح شخصية، فلا يجوز تعليقها، والواجب طمسها، ثم الانتفاع بالتقويم،، والله أعلم.
- التصنيف:
- المصدر: