الفرق بين القضاء والقدر

منذ 2012-06-10
السؤال:

ما الفرق بين القضاء والقدر؟ وهل هذا الفرق لغوي أم عقائدي؟ وهل هناك عقائد خاصة بكل منهما على حدة؟ وهل سبق القدر القضاء أم العكس؟

الإجابة:

القضاء من الله يأتي على معنيين: القضاء القولي، والقضاء الشرعي، فمن القضاء القولي قوله سبحانه وتعالى: {بديع السماوات والأرض وإذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون} [البقرة: 117]، والقضاء الشرعي كقوله تعالى: {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه} [الإسراء: 23]، والقضاء الذي يذكر مع القدر كما يقال: هذا قضاء وقدر هو القضاء الكوني.

والقدر يأتي بمعنى التقدير، كما تقول سبق بهذا الأمر القدر السابق، يعني: تقدير الله للأشياء في أم الكتاب وهو اللوح المحفوظ، الله تعالى قدر مقادير الخلق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة؛ كما جاء في الحديث الصحيح من حديث عبد الله بن عمرو عند مسلم (2653)، ويطلق القدر على الشيء المقدر تقول فيما يحدث في هذا الكون تقول هذا قدر أي: هذا مقدر، وعلى هذا فإذا قلنا: هذا قضاء وقدر يعني فمعناه: أن هذا أمر مقدر ومقضي يعني: قد قضاه الله وحكم به، وأن المعنى العام للقضاء هو الحكم، هذا والله أعلم.

وعن سؤال الفرق: قال الشيخ: هو لغوي وعقدي، لكن كونه جاء بالمعنى الشرعي متقارب على التقسيم المتقدم.

وعن سؤال العقائد الخاصة: إذا أريد بالقضاء الكوني والقدر السابق فليس بينهما فرق غير ما يجد من الاعتقاد، فإن الواجب هو الإيمان؛ لأن الله قد قدر مقادير الخلق وحسم سبحانه وتعالى ما قدره، وأن الأمور تجري على وفق ذلك القضاء السابق والتقدير السابق، ولا بد في الإيمان بالقدر من أربعة أمور:
1 - الإيمان بعلم الله السابق في كل شيء.
2 - الإيمان بأن الله تعالى كتب مقادير الخلق في اللوح المحفوظ.
3 - أنه لا يكون في هذا الوجود شيء إلا بمشيئته، فما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن.
4 - أنه تعالى خالق كل شيء، فكل ما في الوجود فإنه خلق الله سبحانه وتعالى فلا خالق غيره، ولا رب سواه، ولا إله غيره.

وعن سبق القضاء: أبداً ليس بينهما أي القضاء والقدر في علم الله وفي كتابه ليس بينهما تقدم ولا تأخر، إذا أريد بالقضاء والقدر ما سبق به علم الله فهما سواء، وإذا أريد بهما ما جرى به القلم فكذلك، أما إذا أريد بالقضاء ما عناه سبحانه وتعالى في علمه السابق وبالقدر كتابة مقادير الأشياء فكتابة مقادير الأشياء لها وقت كما في حديث متقدم، أن الله كتب مقادير الأشياء وقدر مقادير الأشياء قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة.

أما تقدير القضاء في علم الله فعلم الله سبحانه وتعالى أزلي.

عبد الرحمن بن ناصر البراك

عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود

  • 19
  • 0
  • 25,201

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً